الكـلاب الضالـة قضية تؤرق المواطنين.. تهاجم وتعقر الناس والبلديات عاجزة

أخذت خطورة الكلاب الضالة تتزايد في مناطق المحافظات وبالعاصمة عمان، وأصبحت تشكل هاجس قلق حقيقي ومستمر للأهالي، وذلك بعد عجز البلديات وأمانة عمان عن إيجاد حلول ناجعة تساهم في مكافحتها وأبعادها عن أماكن سكن المواطنين. والتي ترهب الاطفال والنساء وكبار السن، وتهدد الصحة والسلامة العامة، وهجومها الوحشي المتكرر عليهم، فضلاً عن أن نباح الكلاب مزعج ويقلق الراحة العامة.

وحالت العناية الإلهية دون وفاة مواطنة في العقبة نتيجة هروبها من كلاب ضالة ، حيث  اظهر مقطع فيديو، نجاة مواطنة أردنية من حادث دهس بعد أن طاردتها مجموعة من كلاب ضالة أثناء مسيرها في احدى طرق مدينة العقبة.

وبحسب ما بينه الفيديو فان الفتاة كانت تحاول قطع الشارع الرئيسي إلى الجهة الاخرى قبل هروبها من الكلاب الضالة لتحول العناية الإلهية من موت محقق لها بعد سقوطها امام سيارة متحركة في الشارع.

وقد أعادت الحادثة ، ملف الكلاب الضالة أو كلاب الشوارع، كما يطلق عليها إلى الواجهة مجدداً، وسط جدل حاد بين المعنيين حول طريقة التعامل معها. حيث أن العديد من رؤساء البلديات طالبوا الحكومة بالسماح لهم بقنص الكلاب الضالة التي باتت تهدد حياة المواطنين، وما يفتح الباب مجدداً حول انتشار الكلاب الضالة بالشوارع والمناطق السكنية وضرورة مكافحتها .

مصائب ومعاناة وخوف ورعب وقلق ومعاناة يومية يواجهها أطفال وشيوخ ونساء وطالبات وطلبة مدارس ممن تعرضوا لتهجم الكلاب الضالة عليهم فمنهم من دب الصراخ وهرب راكضا وآخرين نهشتهم الكلاب في أجسادهم لتكون النتيجة رحلة أذى نفسي وجسدي و علاج طويل تصل لستة شهور لأخذ مطعوم ضد داء الكلب .

وأصبحت الكلاب الضالة مصدر خطر ورعب حقيقي للمواطنين جراء تعرضهم للعقر من قبل الكلاب التي زاد انتشارها وتكاثرها بين الأحياء والتجمعات السكانية بعد وقف قنصها وتسميمها إنسجاما مع تعليمات حكومية  صدرت قبل نحو أكثر من خمس سنوات  .يأتي ذلك فيما منعت الحكومة «قنص» الكلاب وقتلها، وذلك مراعاة لحقوق الحيوان والمواثيق والمعاهدات الدولية.

وتلجأ الحكومة ممثلة بوزارة الادارة المحلية إلى طريقتين وهما «التعقيم» لمنع التكاثر، ووضعهم في ساحات إيواء.

ووقف قنص الكلاب رافقه تزايد تكاثرها وإنتشارها وهجومها على المواطنين ولا بد ان يتبع قرار وقف القنص بتطبيق أفكار مشروع تعقيم الكلاب على أرض الواقع لا ان يبقى سنوات طويلة والناس عرضة لهجمة شرسة من كلاب ضالة باتت تستبيح الطرقات في كل مكان فيما الضحايا كثر وجلهم من الأطفال والنساء والكبار وفق ما هو موثق في سجلات المستشفيات الحكومية التي توثق حالات العقر.

القانون يجرم قتل الحيوانات

يشار إلى أن حالات العقر من الكلاب بلغت 6 آلاف حالة سنويا، وتكلف خزينة الدولة نحو 3 ملايين دينار لعلاجها، لكن التقرير الإحصائي السنوي الصادر عن وزارة الصحة للعام 2020 وثق قرابة 3450 حالة عقر، ما يؤكد حقيقة تضاعف انتشار الكلاب في مختلف أنحاء المملكة، وفق تقديرات جهات رسمية.

وتجرم المادة 452 من قانون العقوبات الأردني رقم 16 لسنة 1960 وتعديلاته، «قتل حيوان غير مملوك للفاعل بالحبس لمدة لا تتجاوز سنتين»، كما جرمت المادة ذاتها «من ضرب أو جرح حيوانا بصورة تؤدي إلى منعه عن العمل أو تلحق به ضررا جسيما، بعقوبة الحبس بمدة أقصاها شهر أو بغرامة لا تتجاوز 20 دينارا».

بلدية إربد

وفي هذا السياق، عبر رئيس بلدية إربد الدكتور نبيل الكوفحي، عن امتعاضه من تكرار حالات العقر، مشيراً في منشور على فيسبوك «إلى أن كلباً مسعوراً هاجم الأطفال ولم يعد ممكنا السكوت على تلك التشريعات التي تجعل البلديات عاجزة عن الحفاظ على سلامة البشر وحياتهم».

وأضاف أن البلديات أصبحت عاجزة عن بث الطمأنينة بسبب انتشار الكلاب الضالة، لافتاً إلى أن حجم انتشار الكلاب بين الأحياء يشكل ظاهرة تخيف الناس وتستوجب إيجاد الحلول.

وقال الدكتور الكوفحي ان كلفة تعقيم الكلب الواحد تقدر ب 100 دينار بداء من الإمساك به ونقله لمأوى وتأمينه بالطعام وإجراء عملية جراحية لتعقيمه والحد من تكاثره ثم إعادة إطلاقه مجددا للشارع بعد إستكمال مراحل المعالجة للكلاب المصابة بداء الكلب والسعار والبلدية كما هو حال كل البلديات في المملكة لا تستطيع دفع هذه الكلفة الباهظة والعالية.

وزاد في حديثه «للدستور» انه يوجد 20 كلب بكل كيلومتر واحد  وفق دراسة زودت بها البلدية وهناك الآن عشرات الالاف من الكلاب الضالة المنتشرة في الأحياء والشوارع ويوجد ضغط إجتماعي بضرورة تحرك البلدية لمكافحة هذه الكلاب التي باتت مصدر قلق ورعب للمواطنين.

وأضاف انه جرى الإتفاق مع منظمة تطوعية متخصصة بمسألة الكلاب الضالة لكن هذه المنظمة بحاجة لتمويل حتى تنفذ مشروعها وحال حصولها على التمويل فإن البلدية جاهزة لمنح قطعة أرض تخصص كمأوى للكلاب لمعالجتها.

ونوه الدكتور الكوفحي ان هذه المشكلة تزداد يوما بعد يوم ويوجد قيد على البلدية بموضوع التخلص من الكلاب الضالة بمنع قنصها أو تسميمها وهذا الأمر تعاني منه كل البلديات والبلديات لا تستطيع معالجة هذه القضية كون الأمر مرتبط بتشريعات تمنع مكافحة الكلاب بالطرق السابقة .

من جانبه قال رئيس بلدية غرب إربد جمال البطاينة ، إن أعداد الكلاب الضالة تزداد بأعداد كبيرة ضمن المناطق التابعة للبلدية.

وأضاف البطاينة في حديثه ، أن الكلاب الضالة تمنع المواطنين من الذهاب الى صلاة الفجر، كما تمنع طلبة المدارس من الخروج مبكراً لمدراسهم كونها تشكل خطورة حقيقية على حياتهم.

وأشار الى أن هذه الكلاب غير خاضعة لأي فحوصات طبية، مشيراً الى أنه لا يجوز أن يتم تقديم رعاية الحيوان على مصلحة الإنسان.

وأكد البطاينة على أنه يجب قتل الكلاب في حال هدد حياة الإنسان، مشيراً الى أن قتله دفاعاً عن النفس.

ولفت الى أن الكلاب تحارب المواطنين في رزقهم حيث إنها تعتدي على أملاك المواطنين من مربي الدواجن، والأرانب، وغيرها من الحيوانات، حيث إن الكلاب تهاجم منازل المواطنين، وتتغذى على الدواجن، والأرانب، وغيرها من الحيوانات الأليفة.

وشدد البطاينة على أنه يجب أن يتم اتخاذ اجراءات سريعة للتخلص من الكلاب الضالة بأسرع كونها باتت تؤثر على حياة الإنسان بشكل مباشر.

واظهر مقطع فيديو تواجد العديد من الكلاب الضالة على شكل قطيع أمام إحدى المدارس في منطقة الشونة الشمالية.

وبين مواطنون تنتشر الكلاب الضالة مع ساعات الصباح بشكل كبير وفي فترة المساء مما يستدعي مرافقة الطلاب إلى المدارس حفاظاً على حياتهم من التعرض للعقر، وسجلت العديد من حالات العقر في لواء الاغوار الشمالية.

الرصيفة

من جانبه قال رئيس بلدية الرصيفة شادي الزيناتي ان شابا توفي العام الماضي بعد 4 اشهر من زواجه بعد عضه من كلب ضال.

وأضاف الزيناتي في تصريحات اعلامية : الشاب ادخل الى مستشفى بالزرقاء يعاني من حرارة وصداع ، وبعد يوم اصبح يعاني من الهلوسة ، واشتبه بإصابته بداء الكلب ، وتوفي بعدها بأيام.

وجدد مطالبه بالسماح للبلديات بقنص الكلاب الضالة ومكافحتها، بعد أن تلقت البلدية عشرات الشكاوى حول انتشار هذه الكلاب، معتبرا ان بلديات الاردن غير جاهزة لإنشاء مراكز إيواء لهذه الكلاب، ولن يرضى أي مواطن انشاء حضيرة كلاب بجانب منزله.

وأضاف ان 3 بلديات فقط بدأت بإنشاء مراكز إيواء من اصل100 بلدية.

وقال الزيناتي: كنا نقنص الكلاب الضالة قبل 2017 ولم تنقرض ولم يتأذى البشر.

وأوضح ان احصائيات نشرت مؤخرا تشير الى تسجيل وفاتين و7 الاف حالة عقر بسبب الكلاب العام الماضي.

واضاف إنه لا يوجد قدرة مالية لدى البلدية للقيام بعملية إمساك الكلاب الضالة وإيوائها وتعقيمها.

وأكد الزيناتي أنه لا يوجد مواقع لإيواء الكلاب الضالة ، مؤكداً على أنه لا يوجد طريقة لحل هذه المشكلة سوى «قنص» الكلاب الضالة.

في حين طالب الحكومة بالسماح للبلديات «بقنص» الكلاب الضالة للتخلص من ضررها الكبير على حياة المواطنين.

وقال الزيناتي في منشور له عبر صفحته على الفيسبوك :بعد سماعي لرفض مديرة قسم حماية الحيوان في JSAP قتل الكلاب الضالة والدفاع عن حقوقها والتذرع بتوقيع الأردن لاتفاقيات تمنع ذلك.أجدد مطالبتي وبشدة بالسماح للبلديات بقنص الكلاب الضالة ومكافحتها وتفعيل هذا الدور الهام من مهامها؛ فحياة طفل او سيدة أو شيخ أو شاب وسلامته أهم من كل الكلاب الضالة التي تجوب الشوارع والاحياء والازقة فما زال شعارنا في الأردن الإنسان أغلى ما نملك.

وناشد رؤساء البلديات الوقوف بحزم لهذا الملف؛ فبرنامج ABC المطالبون بتطبيقه لا قدرة لنا عليه حاليا .

عجلون

هاجم احد الكلاب الضالة خمسينيا من بلدة سامتا بمحافظة عجلون لدي قيام الخمسيني بمحاولة حماية طلاب المدرسة أثناء مغادرتهم لها بعد نهاية الدوام الرسمي .

وبحسب المواطن الذي تعرض للعقر أن مجموعة من الكلاب الضالة هاجمت طلاب المدرسة أثناء مغادرتهم لها بعد انتهاء الدوام المدرسي عند الساعة الثانية ظهرا ، مشيرا إلى أن  أحد الكلاب قام  بنهشه بيدية ورجليه وهو يدافع عن نفسه وعن الطلاب .

وقال المواطن عبد الله القضاة وهو سكان البلدة انه قام بأسعاف الخمسيني الذي تعرض للعقر إلى مستشفى الاميرة هيا العسكري حيث تم اسعافة واعطائه العلاج اللازم ، وما يتابع علاجه حاليا في مستشفى الايمان الحكومي من خلال مديرية صحة عجلون .

وأضاف المواطن عبد الله انه راجع مدير قضاء صخره الذي قام بدوره في بمخاطبة محافظ عجلون بالواقعة .

وطالب المواطن عبد الله و أبنا المحافظة الذين يعانون من كثرة وتكاثر الكلاب الضالة في الشوراع وبين الأحياء السكنية باتخاذ اجراءات وقائية حفاظا على صحة وسلامة المواطنين الذين باتوا يخشون على أنفسهم وعلى أبنائهم الذين يذهبون إلى المدارس وأثناء الفجر لاداء الصلاة في المساجد .

العقبة

تشكّل ظاهرة الكلاب الضالة أحد أكثر مصادر الإزعاج بالنسبة لسكان محافظة العقبة، خاصة بعد غزوها للشوارع في الآونة الأخيرة، إذ باتت تتجوّل في قطعان بالشوارع الرئيسية والأحياء السكنية وفق ما افاد شهود عيان .

وتكرّرت الدعوات خلال الشهور الأخيرة من أجل إيجاد حل شامل وفعّال لمعالجة هذه الظاهرة والحد من تكاثرها داخل المدينة لما تشكّله من خطر على المواطنين والأطفال والطلاب.

وتجوب الكلاب الضالة شاطئ العقبة .و حسب الشكاوى فإن الكلاب الضالة تستحم في النوافير ومياه المسابح وخاصة على الدواوير و البرك ، ورصدت ايضا تواجد شبه يومي على نجيل دوار ميدان الشريف بالفترة الصباحية المبكرة .

و طالب العشرات من المواطنين في العقبة عدم الرضوخ لبعض إدارات جمعيات الحيوان وانهم لا يتحركون لاي حل فيما وقعت هجمات، وأن دفاعهم عن تواجد الكلاب جاء مقابل عدم القيام بالمسؤولية وايلاء الكلب اهمية على الطفل والانسان .

بدوره قال مدير مركز خدمات المدينة في سلطة العقبة الاقتصادية الخاصة نعمان الحلو، إن السلطة أنشأت ملجأً لرعاية الحيوانات في المحافظة جنوب المملكة ومنها الكلاب الضالة.

وأضاف أن سلطة العقبة تجري جولات ميدانية لمكافحة الكلاب الضالة وفقا للشكاوى الواردة إلى غرفة العمليات، إذ يتم القبض عليها وجمعها في أقفاص وإرسالها إلى المأوى المخصص لها، لتقديم الرعاية.

مادبا

اصبح انتشار الكلاب الضالة في مدينة مادبا والمناطق التابعة لها وفي ساحات المنازل والشوارع والطرقات بشكل لافت يؤرق المواطنين خشية من عقرها لهم ولاطفالهم .

وقال مدير صحة مادبا الدكتور جميل القطاطشة ، ان عدد المواطنين الذين تعرضوا لعقر الكلاب الضالة في مادبا خلال ال 9 اشهر الماضية بلغ 186مواطنا ووفاة طفل 7سنوات تعرض كذلك للعقر.

واضاف د. القطاطشة ان كل حالة عقر تكلف وزارة الصحة مبلغ 100 دينار بدون دخول مستشفى وان 90بالمئة من حالات العقر كلاب غير مصابة بداء الكلب و10بالمئة مصابة بالمرض.

وقال ان عقر الكلاب اصبحت ظاهرة مقلقة ومزعجة اجتماعيا وتشكل خطورة على حياة  المواطنين.

الدستور

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة