المتطرفون ينظمون الاقتحام الأكبر اليوم “للأقصى” والاحتلال يغلق القدس ويعلن الاستنفار

– حذر الفلسطينيون من تطورات خطيرة تهدد المسجد الأقصى المبارك في ظل مخطط الجماعات المتطرفة لتنظيم الاقتحام الجماعي الأكبر لباحاته، اليوم، بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي التي أغلقت مدينة القدس المحتلة وطوقّتها أمنياً وشددت من اجراءاتها لتأمين انتهاكات المستوطنين المتصاعدة ضد “الأقصى”، عقب منع المصلين من دخوله والاعتداء على الحجاج المسيحيين، مما ينذر بمزيد من الصدام مع المستوطنين.

ودعا الفلسطينيون إلى الاحتشاد الواسع بالمسجد الأقصى لحمايته والدفاع عنه ضد مخططات الاحتلال ومستوطنيه باستباحة باحاته، في ظل تزايد اقتحامات المستوطنين وتخطيطهم لتنظيم الاقتحام الأكبر اليوم خلال ما يسمى عيد “العرش” المزعوم.

وأكد الفلسطينيون تمسكهم بالدفاع عن المسجد الأقصى ومواجهة سياسات الاحتلال، التي تحاول إبعادهم عن القدس المحتلة.
ودعا الناطق باسم حركة “حماس” عن مدينة القدس، محمد حمادة، أبناء الشعب الفلسطيني إلى تكثيف الرباط في المسجد الأقصى وفي ساحاته وأزقة البلدة القديمة، لصدّ عدوان الاحتلال ومستوطنيه في ظل ما يسمى الأعياد اليهودية.
وبيّن حمادة أن الاحتلال يصعّد بشكلٍ خطيرٍ من عدوانه تجاه المسجد الأقصى، ويطلق العنان لمستوطنيه الذين توفر لهم حكومة الاحتلال الفاشية الحماية لاقتحام الأقصى، ويمنع المرابطين والمرابطات من الوصول إليه.
وشدد على أنّ الرباط في المسجد الأقصى يفشل اقتحامات الاحتلال ويعيق مخططاته التهويدية، موضحاً أن الشعب الفلسطيني ومقاومته سيواجهون الاحتلال ومستوطنيه بمزيدٍ من الصمود والتحدي وتصعيد المقاومة، سواء بالرّباط والحشد بالأقصى، أو المقاومة الفلسطينية المسلحة ضد العدو.
ولليوم الخامس على التوالي؛ يواصل المستوطنون استباحة المسجد الأقصى المبارك والبلدة القديمة باقتحامات واسعة وصلوات تلمودية مزعومة عند كافة الأبواب من الجهة الخارجية بحماية مشددة من قوات الاحتلال، لإحياء ما يسمى عيد “العرش” اليهودي المزعوم.
واقتحم المستوطنون المتطرفون، أمس، باحات المسجد الأقصى، من جهة “باب المغاربة”، وأقاموا صلاة جماعية بمشاركة عشرات الآلاف في حائط البراق، فيما أدت مجموعة من المستوطنين ما يسمى “السجود الملحمي” داخل باحات “الأقصى”، وهي ترتدي زي الكهنة.
أما منطقة البلدة القديمة ومحيط المسجد الأقصى، فقد حولتها قوات الاحتلال لثكنة عسكرية، بنشر المئات من الجنود على أبواب “الأقصى” وطرقاته وعند أبواب البلدة القديمة بالقدس المحتلة.
ومنعت قوات الاحتلال المتمركزة على أبواب المسجد الأقصى المصلين من الدخول اليه، فيما أقام المستوطنون عند أبواب “الأقصى” من الجهة الخارجية صلاة وهم يحملون القرابين النباتية المزعومة والتي بدأت من باب القطانين وصولا إلى باب اسباط، مرورا بشارع الواد.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة إن قوات الاحتلال شددت من إجراءاتها في محيط المسجد الأقصى المبارك، ومنعت عدداً من موظفيها من الدخول إليه.
وأفادت بأن قوات الاحتلال دققت في هويات الموظفين ومنعت عدداً منهم من الدخول إلى باحات المسجد للقيام بأعمالهم، بالتزامن مع التدقيق في هويات المقدسيين القادمين للصلاة وعدم السماح لكثير منهم بالدخول.
وفي وقت سابق أمس، رفعت قوات الاحتلال من حالة التأهب الأمني في صفوف قواتها بالقدس المحتلة وأغلقت العديد من الشوارع بالمدينة لتأمين مسيرة المستوطنين الكبيرة باسم “مسيرة القدس” التي تقام بمناسبة ما يسمى “عيد العرش” المزعوم.
واقتحمت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال، باحات المسجد الأقصى، وأخرجت بعض المرابطين من داخله، وانتشرت عناصرها بكثافة داخل البلدة القديمة تمهيداً لتأمين اقتحامات المستوطنين، حيث أعاقت وصول المصلين للمسجد.
وفي نفس السياق؛ أدانت حركة “حماس” بشدّة “اعتداء المستوطنين الصهاينة على الحجّاج المسيحيين في القدس المحتلة وتبرير المتطرف “ايتمار بن غفير” لهذا الفعل العنصري”، داعية “المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف انتهاكات الاحتلال ومستوطنيه بحق الشعب الفلسطيني”.
أكدت الحركة، في تصريح لها أمس، رفضها الشديد لما شهدته شوارع مدينة القدس المحتلة من اعتداء للمستوطنين على الحجاج المسيحيين، أثناء توجّههم لكنائسهم، والبصق عليهم، وما رافق هذا السلوك الشائن من تبريرات على لسان الوزير في حكومة الاحتلال، الإرهابي بن غفير.
وقالت إن ذلك يفضح عنصرية الاحتلال وازدراءه للأديان ولحرية العبادة، باستهدافه المسيحيين من أبناء الشعب الفلسطيني في القدس المحتلة وزوّارهم من خارج فلسطين، مما يشكل استمراراً لسياسة حكومة المستوطنين العنصرية في التضييق عليهم، وتقييد ممارستهم لشعائرهم، واحتفالهم بأعيادهم”.
وعبرت “حماس” عن “رفضها واستنكارها لهذا السلوك العنصري المتطرف”، مؤكّدة أن “كل الممارسات العنصرية تجاه أبناء الشعب الفلسطيني من مسلمين ومسيحيين، ومقدّساتهم؛ تأتي في إطار سعي حكومة الاحتلال اليمينية المحموم، لتهويد المدينة المقدّسة”.
ودعت المجتمع الدولي إلى “التحرك الفوري لوقف انتهاكات الاحتلال ومستوطنيه بحق الشعب الفلسطيني والمقدسات”، داعية كذلك كنائس العالم إلى مقاطعة الاحتلال العنصري اليميني”.

نادية سعد الدين/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة