المجاملات الاجتماعية بين النفاق والواجب / د.رياض خليف الشديفات

يبدو أن المسافة بين المجاملات الاجتماعية والنفاق الاجتماعي قريبة جداً لدرجة التتابع القريب دون ترك مسافات أمان كافية مما جعل التمييز بين الواجب الاجتماعي والنفاق لدى عوام الناس وانصاف المتعلمين في غاية الصعوبة في واقعنا الاجتماعي ، فليس من السهولة التمييز بين واجب اجتماعي تمليه علاقات القربى والعمل والمعارف والأصدقاء ، فهناك دوائر متداخلة في المجتمع لا يمكن القفز عليها جميعاً ، فبعض هذه الدوائر لا بد منها في المجتمع ، وعلى أية حال كل شيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده ، ومن صور المبالغات في المجاملات الاجتماعية التي خرجت عن حد الواجب الاجتماعي من وجهة نظري البسيطة الممارسات الاجتماعية ومنها .
– المجاملات الاجتماعية لدرجة النفاق الاجتماعي المكشوف في العمل بين الموظفين ورؤساء العمل من خلال المبالغة في المدح والثناء والإطراء بحثاً عن المصلحة بما يوهم أن الأمور عال العال وتمام التمام على عكس الواقع الذي يعرفه القاصي والداني في الأداء والعمل بما يستوجب الحذر من هذا السلوك الخادع للصالح العام.
– المجاملات الاجتماعية لدرجة النفاق الاجتماعي في مناسبات الأفراح والتخريج والأتراح بما يزيد عن المعقول والمبالغة في وصف الإنجازات والمأثر والمناقب لدرجة أنك أمام مشاهد قد تتكرر للخريجين والأموات وأرباب المناسبات الاجتماعية السارة والمؤلمة.
– المجاملات الاجتماعية لدرجة النفاق الاجتماعي المناطقي باسم المنطقة بما يمثل صورة من صور التعصب للمنطقة على حساب الكفاءة والخبرة، ويلاحظ هذا السلوك في حالات وجود تشكيلات إدارية في أي موقع من مواقع المسؤولية حيث تنبري وسائل التواصل بالمدح والإطراء لأبن المنطقة دون ترك مسافة أمان أو اعطاء وقت وفرصة كافية للحكم على سلامة الأداء، فالأحكام المسبقة مخيبة للآمال غالباً مما يستوجب عدم التسرع في الأحكام وعدم المبالغة في الثناء والاكتفاء بالواجب الاجتماعي في حدوده المعقولة.
– المجاملات الاجتماعية لدرجة النفاق الاجتماعي العشائري باسم العشيرة بما يمثل صورة من صور الانغلاق ضمن بوتقة ضيقة تحكم على الأشخاص بمعيار اجتماعي قاصر، ولا علاقته له بالكفاءة والخبرة، وهذه الصورة يمكن ملاحظتها في حالات المناصب والمواقع والتعيينات، وقد تخرج عن حد الاعتدال والواجب الاجتماعي البسيط إلى المبالغة الذي يوصف بأنه نفاق اجتماعي لا لزوم له.
– المجاملات الإعلامية لدرجة النفاق الاعلامي حيث يكثر في وسائل الاعلام ومواقع التواصل تحت عناوين مختلفة اشخاص عاديين، شخصيات عامة، شخصيات قيادية، شركات، منتجات، برامج معينة مسؤولين سابقين وحاليين، والترويج لذلك ببرامج ودعايات تجارية، ويتم استعراض بطولات رصيدها من الواقع محدود بما يستوجب عدم التصديق أو التسليم بكل ما يعرض أو يكتب، فصورة الواقع أكثر دقة ودلالة مما يقال ويكتب.

د. رياض الفرج / المفرق.

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة