المدارس الحقلية في الكرك.. تجربة لتغيير النمطية في الزراعة
الكرك- رغم حداثة انطلاقها كفكرة تهدف الى التحول الزراعي بتغيير النمط التقليدي الى آخر حديث، باتت المدارس الحقلية احدى اهم برامج الارشاد الزراعي التي تنفذها مديريات الزراعة في محافظة الكرك، محطة لتوفير المعرفة العلمية والعملية لمئات المزارعين بالمحافظة.
وكانت المدارس الحقلية قد تم اطلاقها كبرنامج ارشادي قبل عامين، يتضمن اقامة ورش ودورات تدريبية حقلية للمزارعين والسيدات العاملات في الزراعة ومختلف اشكال الانتاج الزراعي وخصوصا تربية المواشي والنحل وإنتاج المحاصيل الحقلية ومنتجات الالبان والزراعات الخاصة بالاغوار الجنوبية.
وبحسب العديد من المزارعين، فإن المدارس الحقلية التي شارك فيها مئات المزارعين بالمحافظة، توفر معارف علمية وعملية جديدة لهم في العملية الزراعية وتزيد من قدرة المزارعين على تغيير الانماط الزراعية التقليدية نحو زراعات جديدة تزيد الدخل الزراعي وتجنبهم الخسائر المالية السنوية بسبب اعتمادهم على زراعات محددة دون غيرها وخصوصا محصول البندورة.
واشار مزارعون الى اهمية المدارس الحقلية التي تنظم بشكل موسمي مع التأكيد على ضرورة زيادة اعدادها لضمان وصول الفائدة الى اكبر عدد من مزارعي المحافظة.
وكانت وزارة الزراعة قد اطلقت قبل اسبوع بمحافظة الكرك برامج جديدة للمدارس الحقلية تزامنا مع بدء موسم اعداد الزراعات الحقلية والموسم الزراعي بالاغوار الجنوبية.
وافتتح الانطلاقة الجديدة مساعد الأمين العام للإرشاد الزراعي المهندس بكر البلاونه بهدف تعزيز التنمية الزراعية والبيئية.
واشار المهندس البلاونه الى دور الارشاد في توعية المزارعين وأهمية المدارس الحقلية في تبادل الخبرات بين المزارعين ورفع قدراتهم في إدارة العمليات الزراعية وتحسين نوعية وكمية الانتاج، لافتا الى ان المدارس الحقلية تهدف الى تعزيز التنمية الزراعية والبيئية.
واكد مدير زراعة محافظة الكرك المهندس مصباح الطراونة دور انشطة الارشاد المنفذة في المحافظة والمدارس الحقلية في رفع كفاءة المزارعين وتنمية قدراتهم، لافتا الى ان انطلاق المدارس شهد تقديم شرح حول هذه المدارس وأهدافها وطرق تنفيذها، مؤكدا ان المدارس الحقلية تنفذ في مناطق تواجد المزارعين والسيدات المستهدفات بالمدارس الحقلية.
ومنذ بداية إطلاق المدارس الحقلية شهدت المحافظة تنفيذ عدد من البرامج والتي تضمنت افتتاح مدرسة المزارعين الحقلية بعنوان تصنيع الألبان والأجبان ضمن انشطة مشروع مدد الممول من منظمة الفاو، ويهدف المشروع الى شرح عن نظام التحليل البيئي في عملية التصنيع الغذائي ومناقشة الأنشطة التي سوف تنفذ خلال المدرسة الحقلية مع أعضاء المدرسة الحقلية.
كما تم افتتاح مدرسة المزارعين الحقلية المنفذة في لواء عي بعنوان ادارة قطيع الاغنام ضمن أنشطة مشروع مدد والممول من منظمة الفاو، وعرض خلاله مختصو الارشاد الزراعي للمشاركين الوسائل الحديثة لادارة قطيع الأغنام وأهدافها وخطوات التنفيذ، من خلال منهاج المدرسة الحقلية ونظام التحليل البىيئي، وتوضيح عن المواضيع الهامة في إدارة قطيع الأغنام.
ونفذت مدرسة حقلية لمزارعي العنب في منطقة وادي بن حماد وبتير بعنوان المنتجات التصنيعية من محصول العنب وتهدف المدرسة الحقلية إلى تطوير مهارات المتدربين على عمليات التصنيع المختلفة من محصول العنب.
وقالت السيدة ام ابراهيم إن المدرسة وفرت للسيدات والمزارعين المعرفة بأهمية الوسائل الحديثة لتصنيع منتجات العنب وخصوصا في ظل توفر كميات كبيرة من العنب بالمنطقة كانت تذهب هدرا، لافتة الى ان المدرسة وفرت المعرفة بوسائل الاحتفاظ بالمادة الغذائية لفترة طويلة دون تلف أو فساد، وتحويل المواد الخام الزراعية إلى أغذية مصنعة وتطوير الاقتصاد المنزلي حيث تتمكن ربة المنزل من توفير المواد المصنعة بأقل الأسعار
وتطبيق الشروط الصحية ومجموعة المعايير الواجب اتباعها أثناء اجراء عمليات التصنيع الغذائي.
كما وفرت المدرسة التعرف على القيمة الغذائية لكل نوع من الأغذية المصنعة، وزيادة كفاءة السيدات لتحسين دخل الأسر الريفية، واستغلال كل الموارد المتاحة أفضل استغلال وحمايتها وتنميتها من أجل توفير الغذاء والمنتجات الزراعية باستمرار.
وأشار المشرف في محطة غور الصافي الزراعية الدكتور حديثة الخرشه إلى أهمية المدارس الحقلية التي تساهم في تعزيز التنمية الزراعية وتحقيق الأمن الغذائي، لافتا إلى الدور الذي تقوم به المدراس الحقلية في مجال الارشاد والتشارك ونقل المعرفة وكذلك تحفيز المزارعين على استخدام الاستراتيجيات والادارة المتكاملة والتكنولوجيا.
وأشار المزارع محمد الهويمل إلى اهمية المدارس الحقلية الجديدة من خلال توجيه المزارعين للزراعات الجديدة والتي تزيد كفاءة العملية الزراعية وتساهم في زيادة المحصول وتنوعه بعيدا عن الانماط التقليدية، مشيدا بجهود المركز الوطني للبحوث الزراعية لاهتمامه بالقطاع الزراعي والمزارعين وتنفيذ المدراس الحقلية لما لها من اهمية وانعكاساتها الايجابية على المنتج من خلال توعية المزارعين.
وبين مدير مركز إرشاد غور المزرعة الدكتور ربيع الضلاعين انه تم مؤخرا افتتاح مدرسة حقلية في غور المزرعة لمتطوعات اعضاء بالجمعيات التعاونية والخيرية حول التصنيع الغذائي شارك فيها 15 سيدة، وهي تهدف الى رفع كفاءة المشاركات واكسابهن الخبرة والمعرفة في مجال التصنيع الغذائي والتدريب على عملية التصنيع المختلفة لمختلف اصناف الخضار والفواكة المنتجة محليا بالاغوار الجنوبية.
واكد رئيس ائتلاف الجمعيات الخيرية للواء الأغوار الجنوبية فتحي الهويمل اهمية هذه المدارس التي تسهم في توعية المزارعين حول العمليات الزراعية الحديثة واختيار اصناف زراعية قادرة على مواجهة التحديات المناخية، وندرة المياه وذات إنتاجية عالية، بالاضافة الى استيعاب فائض الانتاج الزراعي الموسمي.
وكانت الاغوار الجنوبية قد شهدت الموسم الماضي وبسبب تعرض المزارعين لخسائر مالية كبيرة بسبب زراعة مساحات كبيرة من محصول البندورة، توجه مزارعين لزراعة محاصيل أخرى وخصوصا الفواكة الاستوائية ومحاصيل الاعلاف للمواشي ولكن بمساحات تجريبية.
هشال العضايلة/ الغد
التعليقات مغلقة.