المدينة الجديدة بين التساؤل والسؤال // مهنا نافع
كلنا نريد الخير لهذا البلد وكلنا مع التطور والازدهار من خلال الإقدام على المشاريع التي يتوقع لها الريادة والنجاح، وبتنوع الأطروحات تتنوع الاساليب لتحقيق افضل الطموحات، واليوم ارتأيت ان اكتب عن ما يجول به الخاطر من توقعات وآمال وتكهنات ومحاذير قد تجانب او قد لا تجانب الصواب فالمنظور قد يُختلف على صحته بإختلاف أماكن ناظريه، ومن خلال التساؤل والسؤال سنثري معكم البحث عن الجواب فربما يسوقنا للقرار الحصيف الماكن من خلال الدرب الصحيح الآمن.
السؤال الأول
طالما ان القطاع الخاص هو الذي سيستثمر بهذه المدينة ويتمم إنجازها، فهل تم عمل استطلاع رأي لاستقصاء رؤية الاتجاه العام لهذا القطاع نحو الجوانب المختلفة لمشروع هذه المدينة؟
السؤال الثاني
أيهما أفضل انشاء التجمعات الإدارية والخدماتية والسكنية ومن ثم البحث عن مصادر الطاقة والمياه وبالتالي ارتفاع تكاليف ايصالها لها ،ام من البداية انشائها بالقرب من مصادرها؟
السؤال الثالث
هل الرقم الذي طرح وهو قرابة النصف مليار (442 مليون) دينار والتي ستسبق قدوم اي مستثمر تكفي لإنشاء بنية تحتية وطرق دولية لمدينة ذكية بهذا المستوى؟
السؤال الرابع
ما هو مستقبل مخطط عمان الشمولي وماذا عن مناطق الابراج والبناء متعدد الاستخدامات والتدرج العمراني، وماذا عن منطقة العبدلي وتوسعها الذي نقل الطابع العام للمدينة للمستوى العالمي المميز، ألم يكن القرار بعد كل تلك الجهود الحكومية والتي نقدرها للمستثمر لنجاح اي منها؟
السؤال الخامس
لماذا تركيز هذا الانجازات وغيرها بالعاصمة وما حولها ولا يكون هذا الإنجاز لإنشاء مدينة جديدة فرصة ذهبية لتطوير اي من المحافظات التي هي بأمس الحاجة لهكذا مشاريع؟
السؤال السادس
مدينة عمان حاليا مساحتها تضاهي مساحة مدينة لندن، والان يوجد بمنطقة الماضونة التي تقع باتجاه المدينة الجديدة العديد من المشاريع والتي ستعمل على تشجيع اقامة الاسكانات وغيرها، وبما أن المسافة بين مدينة عمان و منطقة المدينة الجديدة 40 كيلومتر وقد حسبت من وسط مدينة عمان وليس من أطرافها لذلك من الطبيعي وحسب المسافة المتبقية لعدم وجود أي عمران 20 كيلومتر، فهذا يعني ان هذه المدينة مع التطور العمراني المتوقع بتلك المسافة القليلة ستلتحم بمدينه عمان، فهل ستصبح مساحة عمان اكبر مساحة مدينة بالعالم؟
السؤال السابع
اي نظام سواء للمراقبة والسيطرة على مجريات الطرق او أي نظام للمواصلات كوسائل والاتصالات كتقنية او أي نظام للطاقة والمياه والصرف الصحي او اي من النظم بشكل عام للمتابعة والتطوير والصيانة للبنية التحتية او الفوقية لن ينجح ان تجزأت إدارته (للمناطق المتواصلة) فلا بد من مركزية لكل نظام، وبالطبع بالإمكانيات المتطورة المناسبة التي تتناسب تكلفتها بمعادلة طردية مع المساحة والكثافة السكانية، ومع ذلك فإن كان يمكن ضمان نجاح تلك الانظمة في المدن ذات الكثافة السكانية العالية فلا يمكن ضمان نجاح أي منها لتلك المساحات الغير مسبوقة للمدن، وقد ذكرت شيئاً من التفصيل لما يتوقع ان تكون مستقبلا تلك المساحة بمحتوى السؤال السابق، فهل تم الفهم والإدراك وبوضوح لمن اختار الموقع الفروقات بين ادارة المدن المتباعدة عن بعضها وبين إدارة المدينة الكبيرة او المناطق المتواصلة الغير مسبوقة المساحة؟
مهما كان لدينا من اختلاف بالرأي للجوانب المتعددة التي تتعلق بهذا المشروع والتي تطرح بهذا الوقت الذي يسبق بدء العمل لانجازه فإننا بالنهاية نتمنى له النجاح والتوفيق، وبغض النظر عن ما قدمته من آراء سيفهم اتجاهها من سياق ومضمون الأسئلة السابقة فلا بد إن تم السير بما خطط له لإنجاز هذه المدينة أن ننتقل من حالة الجدل القائم بخصوص ضرورة انشائها من عدمه إلى متابعة حسن وكفاءة الانجاز لكافة المراحل المتعلقة بها، وذلك لضمان تحقيق الرؤية الحقيقية للهدف الرئيس لهكذا مشاريع وهو تحقيق الرفاه والازدهار للمستوى المعيشي للمواطن.
التعليقات مغلقة.