المراعي البرية بالكرك.. علف مجاني يخفف من عبء تربية المواشي

 تشهد المراعي البرية في محافظة الكرك هذه الفترة نموا ملحوظا بعد تساقط مطري صنف بـ “الجيد” هذا الموسم، فيما انتعشت آمال مربي الماشية بتوفير الأعلاف لمواشيهم لفترة طويلة والتخفيف من عبء شراء الأعلاف بأسعار مرتفعة من الأسواق لعدم كفاية الأعلاف المدعومة من وزارة الصناعة والتجارة.

ولموسمين متتاليين العام الماضي وقبل الماضي، لم تنم في مختلف مناطق محافظة الكرك المراعي البرية بسبب الجفاف وندرة الأمطار، ما زاد من أعباء تربية المواشي على أصحابها لغياب الأعشاب التي تنبت بداية الربيع وتوفر جزءا كبيرا من الأعلاف للأغنام والماعز وغيرها من المواشي التي يعتمد على تربيتها عدد كبير من المواطنين بالمحافظة.

وبحسب مربين فإنهم وبسبب غياب المراعي الطبيعية يضطرون الى توفير وجبتي أعلاف في الصباح والمساء للمواشي طوال العام، في حين أن الطبيعي ان تتوفر الاعلاف البرية بالمراعي لفترة تزيد على خمسة أشهر وتخفف من كلفة تربية الماشية على المزارعين.

ويؤكد مربو ماشية أن الفترة الحالية وبسبب نمو المراعي ورغم عدم وصول الموسم المطري الى معدلاته الطبيعية، إلا إن هناك نموا جيدا للمراعي يوفر الأعلاف الطبيعية للمواشي ويوفر على المربين كلفة شراء الاعلاف لفترة تمتد لنهاية أشهر الصيف، لافتين إلى مطالبتهم الدائمة وخصوصا في فترات الجفاف بفتح محميات المراعي أمام المواشي وهي مساحات كبيرة توفر أعلافا جيدة للمواشي.

واعتاد مربو الماشية بالكرك ومناطق البادية في سنوات الهطل المطري الجيد نقل مواشيهم إلى مراعي الصحراء لفترة من الوقت لوجود الاعشاب البرية، في حين توفر المراعي القريبة من الاراضي الزراعية حاجة المواشي من الاعلاف البرية طوال فترة الربيع.

وتشكل المراعي في محيط الحفائر الترابية شرقي المحافظة المناطق الأكثر وفرة في الأعشاب البرية.
وكانت الحفائر الترابية قد امتلأت بالكامل بعد تساقط الأمطار الغزير بالمناطق الصحراوية خلال الفترة الأخيرة، ما يبشر بتوفير مياه كافية لسقاية المواشي خلال العام الحالي، إضافة الى توفير النباتات الرعوية التي تحتاجها المواشي خلال الفترة الحالية من الموسم وتوفر كميات مهمة من الأعلاف.

وقال مربي الماشية يوسف جعفر إن المواشي في الفترة الحالية اصبحت تجد لها الأعلاف شبه الكافية في المراعي الطبيعية خلافا للسنوات الماضية التي خلت تماما من الاعلاف بسبب ضعف الامطار في مناطق المراعي شرقي محافظة الكرك، لافتا الى ان هناك نموا جيدا للأعشاب في الفترة الحالية ما يوفر على المربين كلفة شراء الأعلاف التي تشهد أسعارها ارتفاعا كبيرا خارج عملية الدعم.

واشار الى انه رغم توفر الأعلاف البرية حاليا إلا أنها ليس لها عمر طويل، وهو ما يدعو إلى فتح محميات المراعي بالكرك لتوفر الأعلاف فيها وبمساحات واسعة.

وأكد مربي الماشية علي الذنيبات ان الفترة الحالية تشهد توفر الأعلاف البرية بالمراعي بسبب الامطار الجيدة نسبيا خلال الموسم الحالي، ما يعني تقليل كميات الاعلاف المقدمة للمواشي والتي يشتريها المربي من مستودعات الصناعة والتجارة والسوق المحلي بأسعار ليست في متناول المربين والمزارعين دائما وخصوصا في ظل مواسم الجفاف.

وأشار إلى أهمية مساعدة أصحاب المواشي بفتح المراعي الرسمية كونها توفر كميات كبيرة من الأعلاف الطبيعية المناسبة للمواشي وخصوصا في هذه الفترة.

بدوره، قال مدير زراعة الكرك المهندس مصباح الطراونة إن الموسم الحالي للأمطار جيد وتوزيعه مفيد، رغم عدم وصوله الى المعدل العام السنوي بالمحافظة، لافتا الى أن المناطق الرعوية شرقي المحافظة تنمو فيها الأعلاف الرعوية بشكل جيد وتوفر الأعلاف في المراعي يسهم في التخفيف على المربين.

وبين أن محافظة الكرك تضم زهاء 250 ألف دونم أراضي رعوية ومراعي تنتشر فيها قطعان المواشي وهي تجد فيها الأعشاب البرية التي توفر لها جزءا مهما من العليقة العلفية خلال الفترة الحالية، لافتا الى ان هناك زهاء 60 الف دونم من المراعي المحمية بالكرك وهي مغلقة لكونها ما زالت قيد النمو وبحاجة الى سنوات للسماح لمربي الماشية بإدخال مواشيهم إليها حرصا على استمراريتها، وهي تقع في مناطق الشريف والثمايل والبيئة ونخل وكلها في مناطق شرقي المحافظة.

وأوضح أن مديرية الزراعة قامت حاليا بفتح المناطق الحرجية ومساحتها حوالي 66 ألف دونم بالكرك أمام رعي المواشي لكونها تضم مساحات وكميات جيدة من الأعلاف الرعوية.

وأشار إلى أن وجود الحفائر الترابية على امتداد خط رعي المواشي والإبل يساهم بالتخفيف من أعباء مربي المواشي في عملية نقل المياه لمواشيهم، وتوفير الأعلاف الطبيعية للمواشي في محيطها. وقال إن هذه الحفائر أنشأت من قبل الأجهزة الرسمية بوزارة الزراعة، ضمن مشروع إدارة المصادر الزراعية في المناطق الشرقية على الحد مع قرى وبلدات المحافظة الشرقية، لكي يتم استخدامها في سقاية المواشي اضافة الى تخزين وتغذية المياه الجوفية.

هشال العضايلة – الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة