المستوطنون يُخططون للاستيلاء على كامل “الأقصى”
القدس المحتلة – يُخطط الاحتلال الإسرائيلي وجماعاته الاستيطانية المتطرفة إلى الاستيلاء على كامل المسجد الأقصى المبارك على مراحل عدة، تمهيدًا لإقامة الهيكل الثالث المزعوم مكانه، لذلك يستغلون أعيادهم لأداء طقوسهم التوراتية ومحاولة تثبيت مفهوم “الهيكل” في أذهان اليهود. كما يرى مختصون بالشأن المقدسي.
ومنذ فجر الجمعة، والمسجد الأقصى يتعرض لاقتحامات واستفزازات من قبل شرطة الاحتلال، يتخللها اعتداءات على المرابطين والمعتكفين بداخله، بعدما أفشل هؤلاء المرابطون مخطط المستوطنين لإدخال “قرابين الفصح” للمسجد.
مخطط الهيكل
المختص في شؤون القدس جمال عمرو يقول لوكالة “صفا” إن المستوطنين يسعون للاستيلاء على كامل المسجد الأقصى، فهم يستغلون الأعياد اليهودية لتثبيت طقوسهم التوراتية، ومحاولة إدخال القرابين للمسجد.
ويوضح أن الاحتلال وجماعاته المتطرفة باعتدائهم على المسجد الأقصى والمصلين فيه، قد تجاوزوا كل الخطوط الحمراء، فهم يعتبرون المسجد “جبل الهيكل” وحق اليهود الصلاة فيه، ويتجاوزون عقدة الاعتراف بأنه مسجد خالص للمسلمين وحدهم.
ويضيف “للأقصى حماة وأهل ومن يدافع عنه في مواجهة مخططات الاحتلال ومستوطنيه المتطرفين، وسيبقى الرباط والتواجد المقدسي الفلسطيني مستمرًا، رغم القمع والاعتداء والتنكيل”.
وبنظره، فإن الصدام الحتمي مع الاحتلال بات مجرد مسألة وقت، في ظل مواصلة ممارساته وانتهاكه لحرمة الأقصى.
ويؤكد أن هناك إصرارًا إسرائيليًا على ترسيخ مفهوم “الهيكل” مكان المسجد الأقصى، ولو كان تأسيسًا معنويًا ونظريًا، فهم يخططون للاستيلاء على كامل المسجد على مراحل.
“لكن- وفقًا لعمرو- المعادلة قد تغيرت، وبات الرباط والتواجد المكثف للفلسطينيين والمقدسيين داخل الأقصى عنصرًا أساسيًا ومهمًا في إعاقة تحقيق أحلام الاحتلال وإفشال مخطط إدخال القرابين”.
ويشدد المختص في شؤون القدس على ضرورة تكثيف الرباط في الأقصى ومواصلة إحياء صلاة الفجر العظيم دون أي توان أو تراجع، وبالرغم من الحواجز والاعتداءات والعقبات التي تضعها سلطات الاحتلال للوصول إلى الأقصى.
خطة ممنهجة
وأما الكاتب والمحلل السياسي راسم عبيدات فيقول إن الاحتلال تجاوز الخطوط الحمر في اقتحامه المسجد الأقصى والمصلى القبلي منذ الجمعة الماضية، واعتقال المعتكفين والمرابطين بطريقة وحشية، وتدنيس سجاد المسجد، تكسير للزجاج والأبواب والثريات التاريخية.
ويضيف في حديثه لوكالة “صفا” أن هذه الإجراءات تأتي في إطار خطة ممنهجة ومدروسة من قبل حكومة الاحتلال لقياس ردة فعل الشارع المقدسي والفلسطيني، تمهيدًا لقياس مشاريعها ومخططاتها وتوجهاتها القادمة باستمرار عمليات الاقتحام وتصعيدها، لأجل فحص إمكانية إدخال “قرابين الفصح” للأقصى.
ويوضح أن هذه المعركة التي جرت ولقيت مقاومة من كل المتواجدين داخل الأقصى، رغم الضرب وإطلاق الرصاص المطاطي والغاز وقنابل الصوت، بالإضافة إلى تهديدات المقاومة في قطاع غزة، كلها دفعت إلى تراجع الاحتلال ولو مؤقتًا عن إدخال القرابين للأقصى.
وبحسب عبيدات، فإن شرطة الاحتلال تعمل على تصعيد الأوضاع بسماحها للجماعات المتطرفة باقتحام الأقصى خلال شهر رمضان المبارك، وإطلاق يد الشرطة للتعامل مع المعتكفين والمرابطين والاعتداء عليهم.
و”باعتقادي ربما الاحتلال يتراجع الآن عن إدخال القرابين للأقصى بشكل حقيقي، ويستعيد عنها بدمى للفصح أو بإدخال النبيذ ونشره في صحن قبة الصخرة من أجل تحديد مكان إقامة الهيكل الثالث المزعوم”.
ويشير إلى أن الجماعات المتطرفة كانت سابقًا تستحضر الهيكل المعنوي من خلال النفخ بالبوق وأداء الصلوات التوراتية التلمودية بشكل جماعي وصامت، وما يسمى بـ”السجود الملحمي” داخل الأقصى.
ويضيف “والآن يخططون لإدخال القرابين لاستكمال مخططهم، وبالتالي يضمنون التقسيم المكاني في المسجد الأقصى، تمهيدًا لهدم مسجد قبة الصخرة وإقامة الهيكل”.
قيادة منفصلة
ويؤكد أن المخطط الإسرائيلي مستمر بشكل ممنهج وباتجاه محاولة فرض التقسيم المكاني، بعد الزماني، تمهيدًا للمرحلة الثالثة والأخيرة.
وما يشجع الاحتلال على ذلك، وفق عبيدات، “وجود قيادة فلسطينية في الضفة الغربية غائبة عن الوعي ومنفصلة عن الواقع وتعيش حالة توحد، ولا يرتقي دورها لمستوى التحديات والخطر المحدق في المسجد الأقصى والقدس”.
ويتابع “هذا يحتاج إلى ردة فعل وعامل ردع متواصل، وإلا فإننا سنجد أنفسنا أمام تطورات خطيرة في الأقصى، وخاصة في ظل حالة التغول والتوحش الإسرائيلي، وحكومة بينيت المأزومة سياسيًا، بفعل أوضاعها الداخلية غير المستقرة وفقدانها للنصاب في الكنيست”.-(وكالات)
وكالات
التعليقات مغلقة.