المغرب أول فريق عربي يتأهل لدور الثمانية في كأس العالم
الدوحة- واصل المنتخب المغربي صنع التاريخ في نهائيات كأس العالم لكرة القدم، المقامة حاليا في قطر، ودون اسمه بحروف من ذهب في عالم الساحرة المستديرة، بعدما أصبح أول فريق عربي يتأهل لدور الثمانية في المونديال، عقب تغلبه 3 / صفر بركلات الترجيح على نظيره الإسباني، اليوم الثلاثاء، في دور الـ16 للمسابقة.
وانتهى الوقتان الأصلي والإضافي بالتعادل بدون أهداف، ليحتكم المنتخبان للوقت الإضافي الذي ابتسم في النهاية لمصلحة المنتخب المغربي.
وقدم نجوم المنتخب المغربي أداء بطوليا على مدار 120 دقيقة وكانوا ندا حقيقيا للمنتخب الإسباني، المتوج باللقب عام 2010 بجنوب أفريقيا، على مدار الأشواط الأربعة، وكان بإمكانهم خطف التقدم خلال الشوط الأول، وكذلك في الوقت الإضافي، الذي اعتمد خلاله أسود الأطلس على الهجمات المرتدة، في الوقت الذي فشل فيه لاعبو المنتخب الإسباني في اختراق الحصون الدفاعية المغربية.
ومن المقرر أن يلتقي منتخب المغرب في دور الثمانية يوم السبت المقبل على ملعب (الثمامة)، مع الفائز من مباراة البرتغال وسويسرا.
وبعدما كان منتخب المغرب أول فريق عربي يتأهل لمرحلة خروج المغلوب في المونديال بنسخة المسابقة عام 1986 بالمكسيك، كان منتخب (أسود الأطلس) على موعد مع التاريخ أيضا في تلك النسخة، بعدما بات أول منتخب عربي يصعد لدور الثمانية في البطولة الأهم والأقوى على مستوى العالم
كما أصبح المنتخب المغربي رابع منتخب أفريقي في التاريخ يحصد بطاقة الترشح لدور الثمانية، بعد الكاميرون والسنغال وغانا في نسخ 1990 و2002 و2010 على الترتيب.
وللنسخة الثانية على التوالي في المونديال، يعجز منتخب إسبانيا عن الفوز على منتخب المغرب، بعدما تعادل معه 2 / 2 في مرحلة المجموعات بنسخة المسابقة الماضية التي أقيمت بروسيا عام 2018.
وشهدت المباراة حدثا تاريخيا آخر، تمثل في مشاركة جافي نجم خط وسط المنتخب الإسباني، في التشكيل الأساسي لفريقه بالمباراة، ليصبح أصغر لاعب يشارك منذ البداية بكأس العالم في إحدى مواجهات الأدوار الإقصائية للمونديال، منذ النجم البرازيلي بيليه.
وفي سن 18 عاما و123 يوما أصبح جافي، لاعب برشلونة الإسباني، أصغر لاعب يشارك في مباراة بمرحلة خروج المغلوب بالمونديال منذ بيليه الذي لعب في نهائي كأس العالم 1958 بالسويد وهو يبلغ 17 عاما و249 يوما.
واتسمت بداية المباراة بالحذر البالغ من كلا المنتخبين، قبل أن تشهد الدقيقة 11 الفرصة الأولى لمنتخب المغرب عن طريق أشرف حكيمي، الذي سدد ركلة حرة مباشرة، لكن تسديدته علت العارضة بقليل.
استحوذ المنتخب الإسباني على الكرة خلال الدقائق التالية ولكن بلا فاعلية على المرمى في ظل التكتل الدفاعي لمنتخب المغرب، الذي بدأ يتخلى نسبيا عن حذره، بعد مرور 20 دقيقة.
أسرع منتخب إسبانيا من إيقاعه، وكاد أن يفتتح التسجيل في الدقيقة 26 مستغلا هفوة من ياسين بونو، حارس مرمى منتخب المغرب، الذي أرسل تمريرة خاطئة.
وأضاع ماركو أسينسيو فرصة مؤكدة لافتتاح التسجيل في الدقيقة التالية، حينما تلقى تمريرة أمامية، لينفرد على إثرها بالمرمى، بعدما كسر مصيدة التسلل التي نصبها مدافعو منتخب المغرب، ليسدد من داخل منطقة الجزاء، لكنه وضع الكرة في الشباك من الخارج.
ورد منتخب المغرب بهجمة منظمة في الدقيقة 32 انتهت بقذيفة مدوية من خارج المنطقة عن طريق نصير مزراوي، غير أن أوناي سيمون، حارس مرمى إسبانيا، أمسك الكرة على مرتين.
وأضاع نايف أكرد فرصة محققة لافتتاح التسجيل لمنتخب المغرب في الدقيقة 42، حينما تلقى تمريرة عرضية من الجانب الأيسر عبر سفيان بوفال ليسدد ضربة رأس، لكنها أخطأت المرمى.
ولم تمر سوى دقيقة واحدة، حتى تلقى حكيم زياش تمريرة عرضية أخرى من الناحية اليسرى أيضا، ليحاول إرسال الكرة برأسه إلى يوسف النصيري، المتواجد أمام المرمى مباشرة، لكن الدفاع أبعدها في الوقت المناسب، لينتهي الشوط الأول بالتعادل بدون أهداف.
جاءت بداية الشوط الثاني حذرة من كلا المنتخبين وسط هجمات على استحياء من لاعبيهما، قبل أن تشهد الدقيقة 55 الفرصة الأولى في هذا الشوط عن طريق داني أولمو، الذي نفذ ركلة حرة مباشرة من الناحية اليسرى، ليسدد مباشرة نحو المرمى، لكن بونو أبعد الكرة بقبضتيه.
أجرى لويس إنريكي، المدير الفني لمنتخب إسبانيا، تبديلين في الدقيقة 63، حيث نزل ألفارو موراتا وكارلوس سولر، بدلا من أسينسيو وجافي، ليرد وليد الركراكي، مدرب منتخب المغرب بتبديل في الدقيقة 66 بنزول عبدالصمد الزلزولي بدلا من سفيان بوفال.
لم يطرأ أي جديد على أداء المنتخبين بعد تلك التبديلات، حيث ظل منتخب إسبانيا الأكثر امتلاكا للكرة، ولكن دون أدنى فاعلية على المرمى، وهو ما دفع إنريكي لإجراء تبديله الثالث في الدقيقة 75 بنزول نيكو ويليامس بدلا من فيران توريس.
ساهم ويليامس في تحريك هجوم إسبانيا نسبيا، حيث أرسل كرة عرضية من الجهة اليمنى في الدقيقة 80 إلى أولمو، المتواجد أمام المرمى مباشرة، لكنه فشل في ترويض الكرة.
وأضاع موراتا فرصة أخرى لإسبانيا في الدقيقة 82، حينما تلقى تمريرة بينية ليسدد من على يمين منطقة الجزاء، لكنه وضع الكرة بعيدة عن المرمى.
دفع الركراكي بثلاثة تبديلات دفعة واحدة في الدقيقة 83 بنزول وليد شديرة وعبدالحميد صابري ويحيى عطية الله بدلا من مزراوي وأملاح ويوسف النصيري، أعقبه تبديلا آخر في الدقيقة 85 بنزول جواد الياميق بدلا من أكرد المصاب.
نشط أداء المنتخبين في الدقائق الأخيرة، وكاد المنتخب المغربي أن يخطف هدف التقدم في الدقيقة 87، حيث انطلق حكيمي من الناحية اليمنى، قبل أن يرسل عرضية متقنة قابلها الزلزولي بتمريرة بالرأس إلى شديرة، الذي سدد من داخل المنطقة، لكن الكرة ذهبت سهلة في يد أوناي سيمون.
وحصل منتخب إسبانيا على ركلة حرة من الناحية اليسرى في الدقيقة 90، نفذت عرضية إلى موراتا، الذي قابلها بضربة رأس غير متقنة ذهبت إلى ركلة مرمى.
وكاد المنتخب الإسباني أن يسجل هدفا في الدقيقة الخامسة الأخيرة من الوقت الضائع، حينما نفذ أولمو ركلة حرة مباشرة، حيث كانت الكرة في طريقها نحو المرمى، لكن بونو أبعد الكرة لركنية لم تستغل، لينتهي الوقت الأصلي بالتعادل السلبي ويحتكم المنتخبان للوقت الإضافي.
كثف منتخب إسبانيا من هجماته في ظل تراجع أداء المنتخب المغربي بسبب إرهاق نجومه، وأجرى إنريكي تبديلين في الدقيقة 98 بنزول أنسو فاتي وأليكس بالدي بدلا من خوردي ألبا وأولمو.
وأرسل موراتا كرة عرضية من الناحية اليسرى في الدقيقة 100، لكن الدفاع أبعد الكرة من أمام ويليامس، فيما تصدى حكيمي لتسديدة من بالدي في الدقيقة التالية، بعدما ارتطمت الكرة في قدمه.
وعلى عكس سير اللعب، ومن هجمة منظمة لمنتخب المغرب، أضاع شديرة فرصة مؤكدة للتسجيل في الدقيقة 105، حينما تلقى تمريرة بينية ماكرة من عزالدين أوناحي، لينفرد على إثرها بالمرمى، لكنه سدد برعونة ليتصدى سيمون للكرة بقدمه، ويستمر التعادل السلبي في الشوط الثالث.
حافظ المنتخب الإسباني على نشاطه الهجومي خلال الشوط الرابع، الذي شهد نزول بابلو سارابيا بدلا من ويليامس في الدقيقة 118، ليرد المنتخب المغربي بنزول بدر بانون بدلا من أوناحي في الدقيقة 120.
وأضاع سارابيا فرصة محققة لإسبانيا في الدقيقة الثالثة الأخيرة من الوقت الضائع، بعدما تلقى تمريرة عرضية من الجانب الأيسر، ليسدد مباشرة من على يمين منطقة الجزاء، لكنه وضع الكرة إلى خارج الملعب، لينتهي الوقت الإضافي باستمرار التعادل السلبي، والاحتكام إلى ركلات الترجيح.
وخلال ركلات الترجيح تعملق الحارس المغربي ياسين بونو، بعدما أنقذ ركلتي ترجيح من سولر وسيرخيو بوسكيتس، فيما تصدى القائم الأيسر لتسديدة من بابلو سارابيا.
في المقابل، أحرز الصابري وزياش وحكيمي لمنتخب المغرب، في حين أمسك سيمون تسديدة بدر بانون، لينتهي اللقاء بتأهل منتخب المغرب. (د ب أ)
التعليقات مغلقة.