المقال الثالث : التشاؤم عبر التاريخ// د فخري النصر

تعريف التشاؤم
يُعرف التشاؤم بأنه توقّع أو توهّم وقوع شرٍّ أو مكروهٍ في شيءٍ معيَّنٍ بناءً على معلومٍ؛ كالتشاؤم بيومٍ أو شهرٍ أو سنَّةٍ، أو بشيءٍ مرئيٍّ؛ كالتشاؤم برؤية شخصٍ معيَّنٍ، أو بشيءٍ مسموعٍ؛ كالتشاؤم ببعض الكلمات، وهي حالة نفسيّة تقوم على اليأس والنّظر إلى الأمور من الوجهة السَّيِّئة، والاعتقاد أنّ كلَّ شيء يسير على غير ما يُرام ,وقد نهى الإسلام عن مثل هذه العادات لما لها من تأثيراتٍ وخيمةٍ على الفرد والمجتمع، ولنا في رسول الله عليه الصلاة والسلام أسوةٌ حسنةٌ، فقد كانت مواقفه مليئةٌ بحسن الظنّ والتوكل على الله، بعيدةٌ عن التشاؤم وسوء الظنّ.
وقد دعا الإسلام الإنسان إلى التفاؤل في أموره كلّها، وهذا من حسن الظنّ بالله، وحرّم التشاؤم والتَّطير وعدَّها من الأمور المذمومة غير الحسنة، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه نهى عن التَّطير والتشاؤم؛ فقال: (لا عَدْوَى، ولا طِيَرَةَ، وأُحِبُّ الفَأْلَ الصَّالِحَ)، ويقصد بالطيرة الطير، فقد كان في جاهلية العرب أنّهم إذا همُّوا بسفرٍ أرسلوا طيرًا في السماء، فإذا ذهب الطير باتجاه اليمين تفاءلوا واستبشروا خيرًا في سفرهم، وإذا ذهبت الطير باتجاه الشمال تشاءموا في سفرهم واعتقدوا أنَّ هذا السفر سيصيبهم فيه مكروهٌ، وعندما جاء الإسلام نهى عن مثل هذه الخُرافات والمعتقدات الباطلة الزائفة؛ لأنّها وجهٌ من وجوه الشرك.
التشاؤم عبر التاريخ
التشاؤم هي عادة جاهلية لم تسلم منها أمة من الأمم ارتبطت ارتباطاً مباشراً بمخاوف الإنسان من المجهول، وتوجسه من المفاجآت، وترقبه لحلول المصائب والفواجع، والأحزان والمكاره، وتنزل الأقدار التي يتمنى المرء خلافها، ويرجو ضدها، إنها عادة توقع حصول الشر وقد ظهر التشاؤم في الامم السابقة نذكر منها :
– التشاؤم عند قوم صالح : أخبرنا القرآن الكريم عن قوم صالح، ويحكي حالهم مع نبيهم؛ قال تعالى :(ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحا أن اعبدوا الله فإذا هم فريقان يختصمون* قال يا قوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون* قالوا اطيرنا بك وبمن معك قال طائركم عند الله بل أنتم قوم تفتنون)[النمل:45-47(, قوم صالح جعلوا من التطير والتشاؤم سبباً ومانعاً لهم عن قبول الحق، فما كان من صالح عليه السلام إلا أن قال وبكل وضوح: (طائركم عند الله) فمرد السعة والضيق، والخصب والقحط، ليس إلى أحد من البشر، وإنما هو قضاء الله وقدره، إن شاء رزقهم وعافاهم، وإن شاء حرمهم وابتلاهم، وما أصابهم من مصيبة أو ابتلاء فبما كسبت أيديهم من الذنوب والمعاصي.
– التشاؤم عند فرعون : وعلى نفس الدرب سار فرعون وقومه أمام دعوة موسى عليه السلام محاولة منهم للمغالطة ولبس الحق بالباطل، قال تعالى: (ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات لعلهم يذكرون* فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه ألا إنما طائرهم عند الله ولكن أكثرهم لا يعلمون) [الأعراف:131-13( ,كفر آل فرعون دفعهم للتعامل بازدواجية مقيتة؛ فكانوا إذا جاءهم ما يحبونه من العافية والرخاء، وسعة الرزق وسلامة الأحوال، أرجعوا ذلك إلى أنفسهم، أما إذا كان الأمر على غير ما يشتهون، فأصابهم الجدب والقحط والمصائب، لم يُرجعوا أسباب ذلك إلى ذنوبهم وسوء أعمالهم، ولكن نسبوها إلى شؤم موسى عليه السلام وأتباعه، فقالوا: إنما أصابنا هذا الشر بشؤم موسى وقومه.
– التشاؤم عند الدعاة والمصلحين : قصة الثلاثة في سورة ياسين؛ فالمشركين بعد أن فشلوا في مواجهة حجج الدعاة وبراهينهم الساطعة على الحق لم يجد سلاحاً يشهرونه في وجه المصلحين سوى الادعاء بأنهم مصدر وسبب كل بلبية نزلت بهم قال تعالى :(إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم) [يس:18.
– التشاؤم عند الصينيين : في الثقافة الصينية، ولدى بعض دول آسيا، يحضر الرقم أربعة، مرادفًا لجلب الشؤم، ويُرجع البعض السبب إلى صوت الرقم عند نطقه بالصينية “سه”، وهو مشابه في النطق لكلمة موت، وقد يلحظ زوار الصين، أو أي من الدول حولها، اختفاء الرقم أربعة، واستبداله بـ”3A”، وفي المقابل نجد الصينيين يتفاءلون برقم (8) لدرجة أنه في دورة الألعاب الأوليمبية في بكين، 2008، حُددت ساعة انطلاق الألعاب في تمام الثامنة وثمان دقائق بتوقيت بكين، في اليوم الثامن من الشهر الثامن لعام 2008 اعتقاداً منهم أن ذلك سيجلب النجاح للبطولة.
– التشاؤم عند اليابانيين : اليابانيون بالرغم ما وصلوا إليه من تطور ورقي حضاري إلا أن لديهم معتقدات غريبة ترتبط بالتفاؤل والتشاؤم ويحرصون على عدم القيام بها بسبب غياب نور الإيمان والوحي عنهم، ومن أبرزها الصفير ممنوع ليلاً, يمتنع الياباني عن الصفير ليلاً خوفاً من ظهور حية تلدغه ,ومنها قص الأظافر: إذا قص الياباني أظافره ليلاً فهذا يعني نذير شؤم بأنه لن يكن مع والديه عندما يموت، ومنها القطة السوداء: يتشاءم اليابانيون إذا عبرت قطة سوداء الطريق أمامهم لأن في اعتقادهم أنها ستجلب لهم الحظ السيء , وكذلك الاسترخاء وتناول الطعام ربما يكون هذا الاعتقاد أسباب رشاقة اليابانيين حيث يعتقدون أن إذا نام الشخص أو استرخى بعد تناول الطعام مباشرة سيتحول إلى بقرة، ويتشاءمون من رقم أربعة لأنه يحمل نفس نطق كلمة الموت (شي) الذي ينطق في اللغة اليابانية “Shi”، وفى الفنادق والمستشفيات لا توجد حجرات تحمل الرقم “4 “، وأما إذا مرت سيارة الموتى على شخص في الشارع فينبغي عليه إخفاء إصبع الإبهام، ويتشاءم اليابانيون من رقم “9”بشدة.
– التشاؤم عند الأوروبيين : غالبية الأشخاص في أوروبا يتشاءمون من الرقم (13) تحديداً ويعتبرونه نظير شوم بل وصل الأمر بهم أن غالبية فنادقهم لا تحتوى على الغرفة رقم 13 , وقد وصل الأمر بهم إلى التشاؤم من المكوك الفضائي أبو للو (13)، حيث كان قد تسرب الشعور بالخوف والفأل السيئ لدى الأمريكيين من فشل الرحلة الفضائية الخاصة بالمكوك القضائي أبو للو ( 13) إلى القمر, قبل أن تبدأ وتبوء بفشلها وبالفعل حدثت العديد من المشاكل الفنية الكبيرة للمكوك الفضائي في أثناء محاولتهم إطلاقه إلى القمر وفشلت الرحلة الفضائية للمكوك , وتشاؤم الغربيون بشكل عام من الرقم ( 13) لأنه يحمل لهم ترتيب يهوذا الخائن في فصل العشاء الأخير؛ حيث أن يهوذا الخائن ذلك هو من قام بخيانة السيد المسيح ومن هنا كانت نشأة وبداية التشاؤم لديهم من الرقم (13) ، وعندما فتح العثمانيون القسطنطينية سنة 1453 ميلادية قال القساوسة وقتها أن مجموع أرقام سنة الفتح = 13 فترسخ الاعتقاد بشؤم هذا الرقم.
ويتشاءم الأوروبيون والنصارى عامة من رقم 666 يشيرون إلى هذا الرقم باعتباره عام خروج الوحش أو الشيطان وكان أول من قال ذلك البابا “أوسنت الثالث “أحد أكبر مسعري الحروب الصليبية على العالم الإسلامي، ومما يدلل على شدة تعلق الأوروبيون والغربيون عموماً بهذه الخرافة أن شركات الإنتاج السينمائي في أمريكا وأوروبا أنتجت وأخرجت أكثر من عشرين فيلما سينمائياً يدور على فكرة رقم الوحش 666 وما سيحدث فيه من خروج الشياطين, كما يتشاءم الأوروبيون من طائر البومة لأنها طائر ليلي لا يتحرك في النهار إلا نادراً ولا يعيش إلا في الخرابات والأماكن المهجورة، ولكن مردّ ذلك التشاؤم لاعتقاد وثني عند القبائل الجرمانية الوثنية أن روح الشخص الميت تقوم بالخروج على هيئة طائر البومة لتقوم بالصراخ حزناً وألماً على جسده الذي تم دفنه في التراب عند موته.
ويتشاءم الأوربيين من المرور من تحت أي سلم خشبي بشكل كبير حيث أتضح أن السبب في ذلك التشاؤم يرجع إلى تلك الحقبة الزمنية المعروفة تاريخياً بالعصور الوسطى والتي كان يتم فيها تنفيذ حكم الإعدام على الأشخاص بواسطة استخدام سلم خشبي يتم سنده على حائط ويتدلى منه حبلاً يشنق به المحكوم عليه بالإعدام ومنذ ذلك التاريخ وأرتبط السلم الخشبي في أذهان الناس بالتشاؤم والحزن وبفكرة الإعدام ومن هنا نشأت معتقد التشاؤم من السلم الخشبي.
-التشاؤم عند الأفارقة : ينتشر التشاؤم في القبائل الأفريقية التي مازالت على الوثنية ، فهم يتشاءمون من الأسماء وبعض أيام الأسبوع، ويتشاءمون من المرأة الحائض، ويتشاءمون من بعض الحيوانات مثل الضباع والثعابين، ويتشاءمون من بعض النباتات مثل النباتات المتسلقة واللبلاب.
– التشاؤم عند العرب : التشاؤم عند العرب كان أحد المحددات الرئيسية التي تحكم تصرفات وتحركات العرب قبل الإسلام، فكان العربي القديم لا يسافر أو يبيع أو يشتري أو يتزوج أو يبني داراً أو يعقد حلفاً أو يقدم نذراً حتى يرجز الطير, وإنما سُمي التشاؤم تطيراً؛ لأنَّ العرب كانوا في الجاهلية إذا خرج أحدهم لأمر قصد عش طائر فيهيجه، فإذا طار الطير من جهة اليمين تيمن به ومضى في الأمر، ويسمون هذا الطائر في هذه الحالة السانح , أما إذا طار جهة يسار الإنسان تشاءم به، ورجع عما عزم عليه، وكانوا يسمون الطير في هذه الحالة البارح.
ويتشاءم العرب في الجاهلية بشهر صفر ومازالت بقاياه ممتدة لوقتنا الحاضر في المجتمعات التي غب عنها نور العلم ودعوة التوحيد النقية ، لذلك اختص الرسول صلى الله عليه وسلم الشهر بالذكر لنفي الاعتقاد السائد أيام الجاهلية بشؤمه وكثرة الشر فيه؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة، ولا صفر”(متفق عليه).
-التشاؤم عند المسلمين وزمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم : وقد تبنى المشركون في زمن النبي صلى الله عليه وسلم المنهج ذاته في دفع دعوة الحق خصوصاً اليهود والمنافقون في المدينة، تشابهت قلوبهم، فتوافقت أفعالهم، فمنذ قدوم النبي عليه الصلاة والسلام إلى المدينة وهو يعاني الأمرّين من مكائد اليهود والمنافقين ومؤامراتهم، والتي يهدفون منها إلى تشويه صورته وتزييف سيرته وتثبيط عزيمة أصحابه، توصّلاً إلى هدفهم الأكبر: صدّ الناس عن الدخول في دين الله؛ يقول سبحانه: (وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا)[النساء:78.
وقد نهى لإسلام عن التشاؤم والتطير وجعله من الشرك الذي يجب أن يتنزه عنه المسلم إلا إن بقاياه وإرثه المقيت مازال موجوداً ومنتشراً في المجتمعات المسلمة خاصة تلك البعيدة عن مجالس العلم وتوافر الدعاة والخطباء، وقد دعا الاسلام إلى الفأل الحسن والتوكل على الله في أموره جميعها إن كانت خيرًا أم شرًّا، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: (احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا)، وهذا الحديث يبعث في نفس الإنسان الطمأنينة والرضا بالقضاء والقدر في كلّ الأحوال، ويطمئن المسلم أنّ أمره كلّه بيد الله تعالى وحده.
اشكال التشاؤم في الوقت الحاضر
وقد أخذ التشاؤم أشكالاً كثيرة ومتنوعة منها ما هو محلي وليد بيئته، ومنها ما هو مستورد من الخارج نتيجة الانفتاح الثقافي وعصر السموات المفتوحة والقنوات الفضائية ومواقع التواصل التي جعلت العالم مثل القرية الصغيرة , وعلى مر العصور نرى أن هناك ربطا بين بعض الأشياء والتشاؤم كلها معتقدات ليس لها أي أساس من الصحة سوى أنها أفكار تتوارثها الأجيال، والغريب ان هذا الأمر لا يقتصر على الجهلة والأميين فقط ولكن يصدقها بعض المثقفين، ومن هذه المعتقدات العجيبة عند العرب بصفة عامة ومنها:
– رفة العين اليسرى تعني توقع خبر سيئ, ومنها الرجل اليسرى ويعتقد أن دخول المنزل بالرجل اليسرى يجلب سوء الحظ.
– قشر البيض والثوم إذا مر الشخص فوق قشر البيض والثوم يجلب النكد, وضرب نعلي الحذاء أو فتح وغلق المقص يتسببان في إشعال المشاكل الزوجية .
-التشاؤم من صوت طائر الغراب والبومة اعتقاداً أنهما يجلبان الخراب أو الموت أو الأخبار السيئة .
– التشاؤم من القط والكلب الأسود ,والقط يرتبط بسوء الحظ ونذير شؤم اذا ظهر لأي شخص في أول يومه، أما الكلب الأسود فيرتبط بالجن والأرواح الشريرة،.
– التشاؤم من مرور سيارة الموتى أو الإسعاف، فمرورهما أمام أي شخص يتطلب منه أن يهرش أو يحك رأسه كنوع من الوقاية من حدوث أي مكروه.
-التشاؤم من دخول الباذنجان الأسود أو اللحم النيء، والحائض خوفا من انقطاع اللبن أو اصابة المولود بمكروه، كما ان هناك معتقدات أخرى متعلقة بجلب النحس كالمرآة المكسورة، ولضم الابرة وقت الغروب، أو تحريك المقص ليلاً، وكذلك كنس البيوت ليلاً ، والمقص المفتوح، والصندل المقلوب، ورؤية العريس للعروس قبل حفل الزفاف أثناء تجربتها للفستان الأبيض، ونزع خاتم الزواج من اليد، والصفير ليلًا، والتعامل الليلي مع المقابر، سواء بالمرور أو بالنوم فيها، وكسر الإبرة عند الخياطة، حيث الأخيرة، يرى البعض أنها دلالة على قرب موت شخص إلى آخر هذه الخرافات الموروثة .
– ومن اشكال التشاؤم الذهاب إلى السَّحرة والمشعوذين: وذلك للتوقع وللتنبؤ بما سيحصل لهم في هذا اليوم أو هذا الشهر أو هذه السَّنة، وهذا كلُّه من الخرافات والخزعبلات التي لا تمت للدِّين بصلةٍ، وهذا يُعد من الشرك بالله, وتشبيك الأصابع أو كسر العود , إنّ من الناس من يتشاءم إذا قام أحد الأشخاص بتشبيك يديه، أو كسر عودًا في مجلسٍ ما أو عند عقد القِران أو غيرها .
مصطلح خربانة والتشاؤم
في العصر الحديث ظهر مصلح خربانة كرديف للتشاؤم , وانتشر بين الناس بشكل كبير وخاصة بين الشباب الجامعيين والمقبلين على الحياه , فهم يلبسون القبعة السوداء مكان القبعة البيضاء ويتشاءمون المستقبل بسبب بعدهم عن دين الله ,وتقليدهم للشباب الغرب المنحلين ,وبسبب الاوضاع السياسية السائدة في العالم العربي والاسلامي وسقوط الدول العربية فلطسين وسوريا والعراق في يد الاحتلال الصليبي الصهيوني وحالة الانحطاط , وتدمير وابادة شعب غزة امام كمرات العالم في بث حي ومباشر وعدم التصدي للعدو الصهيوني صليبي .
عندما تساءل الطالب سواء في المدرسة او الجامعة عن الوضع الدراسي والتعليمي والحياة العامة , فيقول انها خربانة سيئة , لا يوجد تعليم , لا يوجد مدارس , التعليم منهار انحطاط في التفكير والاخلاق , لم يبقى تعليم في المدارس ولا الجامعات , الطلاب اميون لا يجدون القراءة ولا الكتابة والحساب ولا المهارات الحياتية , اذا كان الامر كذلك فكيف تخرج الألاف من الاطباء والمهندسين والمعلمين والخبراء واصحاب الشركات من الجامعات ؟
عندما تساءل إصحاب الاقتصاد البائع والمشتري والتاجر والمواطن كيف الوضع الاقتصادي والمادي وعمليات البيع والشراء في الاسواق المحلية المحملة بالبضائع ونعم الله علينا , فيقول انها خربانة ,لا يوجد حركة ,ولا يوجد بيع وشراء في الاسواق انها مجرد تسليكه فقط
عندما تساءل المواطن العادي عن الوضع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي في البلد ,فيقول خربانة البلد واقعه , البلد واقفه على كف عفريت , البلد بدها تنهار, وهذا حديث قديم جديد وسيبقى الى الابد وفي كل مكان .
عندما تساءل الزوج او الزوجة عن البيت والأسرة والعائلة ,فبقول خربانة الوضع سيئ انا جالس في البيت من اجل الاولاد فقط , وبالليل والفراش ينسون كل شيء و ينجبون كل سنة مولود جديد ما شاء الله .
عندما تساءل الموظف والمدير عن الوضع الوظيفي, فيشكو لك من قلة الراتب ومن تعنت وتجبر المدير واصحاب الشركات والعبء الوظيفي وهو جالس على وسائل التواصل الاجتماعي واللعب الالكتروني خلال الدوام الرسمي .
هؤلاء هم اشخاص متشائمون سلبيون , ناكرون للجميل والنعم التي انعمها الله سبحانه وتعالى عليهم من مال واولاد وصحة ووظيفه , يلبسون دائما قبعة سوداء يميلون الى رؤية الأمور بشكل سلبي ويتوقعون الأسوأ في العديد من المواقف والتجارب .
مميزات الاشخاص المتشائمون :
– يهتمون ويميلون لصياغة توقعات سلبية بشأن المستقبل ونتائج الأحداث، ويروجون للشك والشبهات بشأن النتائج الإيجابية المحتملة.
– يعانون من مستويات عالية من الامراض النفسية والقلق والتوتر وشد الاعصاب ويتوقعون دائمًا السيناريو الأسوأ ويشعرون بعدم الأمان .
– يفتقدون الثقة في نفسهم وفي الآخرين، ويشعرون بالشك والريبة في قدرة الأفراد والمجتمع على تحقيق النجاح والتقدم.
– يميلون الى الانطوائية والانسحاب والانطواء على النفس، حيث يفضل الابتعاد عن المواقف الاجتماعية والتفاعل مع الآخرين.
– يمارسون الانتقاد الشديد للنفس وللآخرين، ويتجهون نحو رؤية العيوب والأخطاء بشكل مبالغ فيه.
– يشعرون بالعجز والضعف والاستسلام أمام الصعوبات والتحديات، ويعتبرونها دليلًا على فشلهم الحتمي.
– يشعرون بالصدمة من النتائج الإيجابية عندما يرون أن الأمور اتجهت نحو الجانب الإيجابي , يغضبون من الأشخاص المتفائلين والذين ينظرون للجوانب المشرقة في الحياة.
– يرون الشخص المتفائل على أنه ساذج وغبي ويحتاج لأن يعيد النظر إلى جوانب حياته شتّى.
– يحولون المواقف الإيجابية الى امور سلبية ، فعندما يحصلون على الأشياء التي يريدونها يحوّلون مشاعر الفرح إلى خوف من القادم، فمثلا فإذا تم ترقيتهم في العمل سيفضّلون التفكير بالفشل من المرحلة القادمة بدلًا من الاحتفال.
– الظن السيئ بالآخرين فهم يتوقعون دومًا أن الآخرين يفكّرون في عيوبهم وأخطائهم دومًا، فهو لا يحكم على نفسه بقسوة فقط بل يحكم على الآخرين أيضًا، فهو يتوقعون أن الجميع يرونه إنسانًا ناقصًا وأقل شأنًا منهم، ويفتقد للثقة بالنفس وقوة الشخصية , قال تعالى في سورة الحشر ايه 2 : ( يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ ), مع ان هذه الآية نزلت في يهود بني النضير عندما اخرجهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم من المدينة المنورة بعد كفرو بالرسالة السماوية , الا اني اقول هؤلاء الاشخاص المتشائمون يخربون بيوتهم بأيدهم من خلال الحقد والحسد والتشاؤم والكراهية وعدم حب الخير للناس , وهؤلاء هم من يشجعون الحروب بين الشعوب وبين المحتمات ,ويطالبون بفتح الحدود والدخول في متاهة الحرب الطائفية والحرب الدينية .

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة