المهرجانات.. هل تقود إلى ذروة وبائية جديدة؟
مع الانفتاح الكامل والمهرجانات والمعارض التي بدا الاردن يشهدها مؤخرا، وشهدت حالات ازدحام وعدم تباعد، يخشى خبراء ان يؤدي ذلك الى ازدياد الاصابات بفيروس كورونا، وبالتالي التأثير على استقرار المؤشرات الوبائية التي سادت خلال الفترة الماضية.
عضو اللجنة الوطنية لمكافحة الأوبئة مهند النسور قال، يمكن ان نعرف مساهمة التجمعات والمهرجانات في انتشار فيروس كورونا خلال 10 أيام الى أسبوعين، لافتا الى ان ما تم من اكتظاظ يزيد من احتمالية انتشار الفيروس.
وأضاف، لا اقول انه يمكن ان ذلك سيسبب موجة وذروة جديدة لكن حالة المفاجأة التي اتسمت به فعاليات المهرجانات يمكن ان تزيد من انتشار الفيروس لعدم التباعد وسهولة انتشار المرض وعدم الالتزام بالإجراءات الوقائية، مشيرا الى ان المهرجان كان درسا لم ينته نتمنى ان نكون تعلمناه كي نضبط ادواتنا وننظم آليات عملنا ونأخذ منه العبرة.
من جهته أكد عضو اللجنة الوطنية لمكافحة الأوبئة بسام الحجاوي، “إننا دخلنا الأسبوع الوبائي 20 ضمن الخطة الثالثة بوضع جيد، حيث سجلت 6200 إصابة ونسبة الفحوصات الايجابية
3.32 %، كما ان نسب الاشغالات في غرف العناية الحثيثة في المستشفيات أقل من 25 %”، لافتا الى أن وضعنا الوبائي وأرقامنا مستقرة والمؤشرات متوازنة.
وقال الحجاوي، ان مسؤولية لجنة الاوبئة تنحصر في وضع البروتوكولات الصحية لكن تطبيقها هو مسؤولية الحكومة، وفي المقابل فإن زيادة التزام الناس بالكمامة والتباعد والالتزام بالبروتوكول الصحي خاصة في ظل وجود الحفلات والمهرجانات يضمن بقاء وضعنا الوبائي مستقرا.
وأكد أنه سيتم معالجة عدم الانضباط الذي حصل في الفترة الأولية لمهرجان جرش من خلال تفعيل لجان التفتيش بين الجمهور، للحفاظ على ما تم إنجازه وما تحقق من التعافي الصحي.
من جهته قال الخبير الوبائي عبد الرحمن المعاني ان المهرجان يتزامن هذا العام مع وضع وبائي حساس ومرحلة حرجة، مشيرا الى أن المنحنى الوبائي مستقر منذ عدة أسابيع رغم أن معدل الاصابات اليوم ليس قليلا ويتراوح بين 550 – 1000.
وأوضح ان كل حالة مكتشفة مخبريا تقابلها 8 – 10 غير مكتشفة؛ ما يعني أننا في وضع وبائي حساس وحذر جدا، إضافة الى وجود عزوف عن التطعيم حيث هناك حوالي 250 ألف لم يتم تطعيمهم لأسباب كثيرة على الرغم من وفرة المطاعيم.
بدوره حلل استشاري الأمراض النسيجية والسريرية حسام ابو فرسخ حالة الاصابة بمهرجان جرش واثره على الوضع الوبائي بانه من المتوقع أن يحضر مهرجان جرش خلال اسبوعه الأول حوالي 100 ألف مشاهد، وهؤلاء يمثلون حوالي 1 % من سكان الأردن، متوقعا أن معظم هؤلاء اما أخذوا اللقاح أو اصيبوا سابقا أي 95 % منهم على الأقل لديهم نوع من المناعة.
وأضاف، المهرجان يعقد فى الهواء الطلق، ومع أن بعض الصور بينت أن الجمهور كثيف فى المسرح الرئيسي، إلا أن صورا أخرى بينت أن المسرح قد يكون فيه الثلث.
لكنه أشار الى ان ما يدعو للقلق فى هذا المهرجان هو أن كثيرا من الحاضرين كانوا بدون كمامات ومتقاربين من بعضهم.
وأوضح أننا شهدنا انفتاحا كبيرا منذ عيد الأضحى الى اليوم أي على مدى حوالي 3 اشهر، تخلله حفلات أفراح ثم استئناف التعليم الوجاهي دون أن يتأثر الوضع الوبائي، وقياسا على فإن مهرجان جرش يعتبر شيئا بسيطا مقارنة بالتجمعات التي حصلت على مدى ثلاثة أشهر السابقة.
وقال، لا أعتقد أن ما حدث بعد الانتخابات النيابية فى تشرين الاول (أكتوبر) الماضي سيتكرر إذ إن الأردن لم يكن محميا وقتها وكان نسبة الإصابات الايجابية حوالي 5 % واللقاحات لم تكن متوفرة، أما اليوم فإن أكثر من 75 % من الناس أصيبوا بالفيروس سابقا، وحوالي 40 % من المواطنين حصلوا على اللقاح، بمعنى أن الأردن وصل الى مناعة القطيع.
التعليقات مغلقة.