المومني.. ممثل ألعاب القوى الأردنية الوحيد في “الألعاب الآسيوية”

يعتبر لاعب المنتخب الوطني لألعاب القوى مصعب المومني، سفير الإنجازات الوطنية في المشاركات الخارجية، عبر مسيرة تمتد إلى 28 عاما، لاعبا مميزا وبطلا ذهبيا لمسابقات الرمي، ما دفع اللجنة الأولمبية إلى تسميته وحيدا ضمن البعثة الرياضية المشاركة في دورة الألعاب الآسيوية التاسعة عشرة والتي ستقام في الصين، وهو المتوج للتو بالميدالية البرونزية في مسابقة دفع الكرة الحديدية، ضمن فعاليات الدورة العربية التي أقيمت بالجزائر.

ولم يتوقع المومني أن الأرض التي كان يكد ويتعب فيها، برفقة أشقائه، لمساعدة والدهم في زراعتها وحصدها، باعتبارها مصدر رزق للعائلة، أن تكون الملعب الذي تصدر منه شهادة نجوميته في مسابقتي رمي القرص ودفع الكرة الحديدية.

مصعب الذي اكتشفه أحد أقربائه المدرب الوطني القدير كمال المومني حين وقعت عينيه عليه، تبعا لمقوماته الجسدية والبنية القوية، عندما كان يبلغ من العمر 9 سنوات، أصبح بطلا في غضون سنوات، رغم معاناته في قريته الواقعة في شمال المملكة، لعدم وجود ملعب خاص لممارسة رياضة ألعاب القوى التي أحبها، حين كان ينتظر بفارغ الصبر غلة موسم الحصاد، ليبدأ تدريباته على تلك الأرض التي عشقها، وكأنه يتمرد على قسوة الحياة، تبعا لبعد القرية عن العاصمة عمان، وعدم توفر المنشأة الرياضية المتخصصة.
وكان مدربه يبحث مساحة فارغة للتدريبات، وكانا ينتظران حصاد البيدر لتأمين الملعب، الى جانب التدريب باستخدام معدات بدائية من طبيعة البيئة مثل الصخور والإطارات وغيرها.
ولفت الأنظار مصعب في البطولات المحلية منذ دخوله أجواء منافساتها، وهيمن على ألقاب مسابقات الرمي، التي أصبحت أرقامها وميدالياتها “ماركة مسجلة” باسمه، ووشحها بتطوره المتصاعد رغم شح الإمكانات، وهو الذي حقق أول الإنجازات الشخصية، عندما شارك في دورة الألعاب المدرسية الوطنية، وخطف ذهبية رمي القرص بمسافة 61:07 م، محطما رقم الناشئين الوطني.
وعزز مصعب إنجازاته على منصات تتويج دورة الألعاب المدرسية العربية في السعودية العام 2004، ليظفر بالذهب للأردن، في مسابقة رمي القرص لمسافة 59:95م، رغم ضيق عيشه وضعف الإمكانات والتجهيزات.
وتربع المومني على عرش مسابقة دفع الكرة الحديدية في البطولات المحلية، حين اعتاد الوقوف على منصات تتويجها منذ العام 2005، ولفت الانظار في مسابقة دفع الكرة الحديدية مسجلا مسافة 14:33 م، وتابع مسيرة إنجازاته عندما تقلد الميدالية الفضية في رمي القرص ببطولة العالم العسكرية العام 2009، والتي احتضنتها بلغاريا، مسجلاً مسافة 62.36 م.
وتميز المتألق المومني في حصد الإنجازات العربية للقوى الأردنية، وكان أولها عندما توج بالميدالية البرونزية ضمن صفوف المنتخب الوطني، بالبطولة العربية التي أقيمت في الدوحة العام 2011 في مسابقة رمي القرص مسجلا مسافة 60:43 م، وبعدها سجل أفضل أرقامه في دفع الكرة الحديدية، خاطفا البرونزية العربية مجددا بالإمارات العام 2011 (18:23 م).
وبقي المومني العنوان الأبرز لإنجازات ألعاب القوى، وخطف الميدالية التاريخية لأم الألعاب في بطولة آسيا لألعاب القوى التي أقيمت بالعاصمة القطرية الدوحة العام 2019، عندما حل بالمركز الثالث مسجلا مسافة 58:27 م في مسابقة رمي القرص.
ولم تنل فترة الانقطاع خلال الفترة من 2013 إلى 2017، والتي دفعت العديد من نجوم اللعبة إلى هجر مضمار وميدان ألعاب القوى من عزيمة المومني، الذي شكل مع مدربه كمال، حالة رياضية جديرة بالاشادة والاهتمام، حين صنعا إنجازات ألعاب القوى الأردنية رغم شح الإمكانات، وظروف اللعبة الصعبة، وكانا مصدرا للفخر والاعتزاز الوطني بتدشينهما الإنجازات باسم الاتحاد الأردني لألعاب القوى، والاتحاد الرياضي العسكري في بطولات عالمية.
وأتبع المومني إنجازه الآسيوي، ببرونزية دفع الكرة الحديدية مسجلا مسافة 17:80 م في بطولات العالم العسكرية.
ورغم تقدمه بالعمر، واصل البطل المومني رصده بالميداليات في عقد الإنجازات الوطنية، عندما شارك في مسابقات ألعاب القوى بالدورة العربية التي أقيمت في الجزائر في تموز (يوليو) الماضي، وتقلد الميدالية البرونزية في مسابقة دفع الكرة الحديدية، محققا مسافة وقدرها 17.18 م، ليضمن تواجده وحيدا كممثل لألعاب القوى الأردنية في دورة الألعاب الآسيوية.

 مصطفى بالو/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة