النجار: الأردن وسط التحديات يواصل مسيرته برؤية تحديثية طموحة

استضافت مؤسسة “مسارات” وزيرة الثقافة هيفاء النجار في ندوة حول “الواقع الثقافي ودور الثقافة في بناء الهوية” أول من أمس، بحضور كتاب وأدباء وفنانين ورؤساء هيئات وجمعيات ثقافية، إضافة إلى مشاركة من منظمات المجتمع المدني. وأدارت الندوة الزميلة إيمان أبو قاعود.

وقالت النجار: “إن المئوية الأولى للدولة الأردنية لم تكن لتتحقق لولا التراكم الحضاري الذي يمتد لآلاف السنين”، مشيرة إلى أن الأردن، ورغم التحديات الإقليمية الراهنة، يواصل مسيرته نحو المستقبل برؤية تحديثية مستقبلية طموحة.

وأكدت أن الأردن، بالرغم من الظروف الصعبة، يبقى صامدا ومتمسكا ببناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة من خلال العمل الجماعي والتشاركية، متجاوزا العمل الفردي.
وأشارت إلى أن الرؤية المشتركة تعد أساس العمل بين مختلف الجهات والقطاعات، بما يساهم في بناء مستقبل الأردن وتحديث المشهد الثقافي وفق رؤية وطنية.
وتطرقت الوزيرة إلى أهمية المشهد الثقافي، مشيرة إلى أنه خلال 25 عاما من حكم جلالة الملك عبدالله الثاني، تم تأسيس بنية تحتية استثنائية للمراكز الثقافية في الأردن.
وأضافت أن المشاريع الثقافية تم تنفيذها بجدية، مثل ألوية الثقافة ومكتبة الأسرة وغيرها، من المشاريع التي أسهمت في إحداث التغيير، كما أن التغيير بالأنظمة والتعليمات، انعكس إيجابيا على دور الهيئات الثقافية في التنمية المحلية.
وأوضحت النجار أن وزارة الثقافة عملت على تجديد المشهد الثقافي وإعادة بناء الجسور مع المواطنين من خلال برامج واضحة تهدف إلى تحسين نوعية الحياة، بمشاركة جميع المعنيين في المشهد الثقافي ليكونوا جزءاً من المنتج الاقتصادي، بما يتماشى مع رسالة الدولة، ووفق منهجية جديدة في التفكير والشراكة مع الوزارات الأخرى.
وقالت: “إن الثقافة تعد منصة تفاعلية للحوار ضمن إطار قيم مشتركة، وتوافق على القيم والهوية والسردية الوطنية والإيمان بالدولة بكل مكوناتها”، مشيرة إلى أن جميع مكونات الدولة شركاء أساسيين. وأكدت أهمية إعادة بناء جسور الثقة، وإيصال السردية الأردنية بطريقة عقلانية ونقدية تتماشى مع القيم والأبعاد الأخلاقية.
وحول مشروع مكتبة الأسرة، أشارت إلى أنه يشهد تقدما كبيرا، كما أن العمل جار على كتابة القصص للأطفال واليافعين بالتعاون مع مؤسسة شومان واتحاد الناشرين وكتاب مستقلين، بهدف تقديم محتوى عربيا هادفا يسهم في إيصال السردية الوطنية.
وأشارت إلى أن مشروع “الخط العربي”، تم تقديمه لوزارة التربية والتعليم بهدف تعليم الخط العربي للصفوف الثلاثة الأولى، وهو يحتاج إلى إمكانيات مادية. وأوضحت أن المشروع سيكون جزءا من برنامج تنفيذي لوزارة التربية في موازنة العام المقبل، بمشاركة خطاطين وفنانين كشركاء أساسيين مع معلمي هذه الصفوف.
ونوهت إلى أن “نوعية الحياة” محوراً أساسياً ضمن رؤية التحديث الاقتصادي، وقد سلمت وزارة الثقافة برنامجاً متكاملاً يتضمن متابعة شهرية يقدم لمجلس الوزراء، وذلك ضمن جهود حثيثة لتنفيذ هذه الخطة.
وقالت: “إن وزارة الثقافة قادرة على أن تكون وزارة سيادية، وهذا مطلب للدولة الأردنية بكل مكوناتها، حيث إن الوزارة تشكل جزءا من مشروع تربوي وسياحي واقتصادي واجتماعي”. كما وتحدثت النجار عن منصة “ثقافة”، التي سيتم إطلاقها في الفترة المقبلة برعاية رئيس الوزراء، حيث سيتاح للجميع التسجيل فيها لعرض إنجازاتهم الثقافية والحرفية، وربطهم بأسواق إلكترونية عالمية لتسويق منتجاتهم. وبدوره، رحب المدير التنفيذي لمؤسسة مسارات الأردنية للتنمية والتطوير، طلال غنيمات، بوزيرة الثقافة هيفاء النجار، مبينا أنها أوجدت حالة من الشغف والعمل الثقافي وقربًا من الهيئات الثقافية في المجتمع.

الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة