النفط يقلص خسائره وبرنت يبلغ 86 دولارا
ارتفعت أسعار النفط في تعاملات أمس، مقلصة بعض خسائر الأسبوع، التي كانت مدفوعة بمخاوف الطلب الصيني والتوقعات بأن سقف الأسعار المرتفع الذي اقترحته مجموعة الدول السبع للنفط الروسي، سيبقي على تدفق الإمدادات.
وصعدت العقود الآجلة لخام برنت بنحو دولار إلى 86 دولاراً للبرميل، فيما اقتربت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط من 79 دولاراً للبرميل.
وناقش دبلوماسيون من مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي سقفا لأسعار النفط الروسي بين 65 و70 دولارا للبرميل، بهدف الحد من الإيرادات التي تمول هجوم موسكو العسكري في أوكرانيا دون تعطيل أسواق النفط العالمية.
وقال محللو (إيه.إن.زد ريسيرش)، في مذكرة للعملاء، “إن السوق تعتبر (سقف الأسعار) مرتفعا للغاية مما يقلل من خطر اتخاذ موسكو إجراءات انتقامية”.
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن موسكو لن تزود النفط والغاز لأي دولة تنضم إلى فرض سقف الأسعار، وهو ما أكده الكرملين.
وقال محللو (إيه.إن.زد ريسيرش) أيضا، إن هناك دلائل على أن زيادة حالات الإصابة بـ”كوفيد-19″ في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، بدأت في التأثير على الطلب على الوقود. وأضافوا: “هذه رياح معاكسة للطلب على النفط، وتوجد إلى جانب ضعف الدولار خلفية سلبية لأسعار الخام”.
ومن المتوقع أن يظل التداول حذرا قبل اتفاق بشأن سقف الأسعار، المقرر أن يدخل حيز التنفيذ في الخامس من كانون الأول (ديسمبر)، عندما يبدأ حظر الاتحاد الأوروبي على الخام الروسي، وقبل الاجتماع المقبل لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها، فيما يعرف بتجمع (أوبك+)، في الرابع من كانون الأول (ديسمبر).
وكان تحالف (أوبك+)، وافق في تشرين الأول (أكتوبر) على خفض الإنتاج المستهدف بمقدار مليوني برميل يوميا حتى نهاية 2023.
ومن جهته، وصف الدكتور فهد بن جمعة، الخبير في أسواق النفط، سعي مجموعة “السبع” لوضع سقف لسعر النفط الروسي، بالخطوة ذات البعد السياسي، مشيراً إلى أنها تشكل خطراً ولها أبعاد على ميكانيزمات أسواق النفط.
وأضاف أنها قد تصبح نموذجاً يطبق على دول منتجة أخرى.
وقال إن الخطوة لن تنجح لأن السقف فيه مرونة وهو أعلى من سعر بيع الخام الروسي، مضيفاً أن المشكلة قد تحدث إذا ما ارتفعت أسعار النفط إلى 100 دولار أو أكثر.
ويتم تداول خام الأورال الذي يتم تسليمه إلى شمال غرب أوروبا بحوالي 62 إلى 63 دولارًا للبرميل، على الرغم من أنه أعلى في البحر الأبيض المتوسط عند حوالي 68 دولارًا للبرميل، وفقًا لبيانات رفينيتيف.
ومن ناحية أخرى، اعتبر بن جمعة أن ما يحدث في الصين من أهم العوامل التي تؤثر على الأسعار العالمية، لتأثيره على الطلب، في إشارة إلى سياسة “صفر كوفيد” التي تنتهجها السلطات الصينية لمكافحة تفشي الوباء.
وقال إن السوق مرتبكة وتهيمن عليها التقلبات الحادة، لذلك على أوبك+ التدخل لإعادة التوازن بين العرض والطلب في السوق، عند أسعار معقولة، مضيفاً أن أي أسعار أقل من 90 دولاراً لا تعد جيدة في ظل الوضع الحالي ومستوى الاستثمارات وشح الإمدادات.
وأشار إلى ضرورة إعادة النظر في تقليص الإنتاج من قبل أوبك+ عبر إجراء مزيد من التخفيضات، ومن ثم مراقبة السوق واتخاذ قرارات بزيادات طفيفة عند تخطي النفط 100 دولار.-(وكالات)
التعليقات مغلقة.