الهدف موقعي….ذكرى تضحية/أحمد معن القضاة

–

” واحد واحد….. الهدف موقعي… أشهد أن لا إله إلا الله… إرمي إرمي… أنتهى”

بهذا الندى ختم الشهيد الملازم أول خضر شكري يعقوب كلماته قبل أن يستشهد فدائاً للوطن وليكون شهيداً بطلاً من أبطال معركة الكرامة الخالدة، هذه هي عقيدة الجيش العربي المصطفوي الذي وهب نفسه فدائاً لرفعة الوطن و نهوضه، جلست أفكر بموقف الشهيد خضر شكري داخل المعركة وما هي المشاعر المختلطة التي كانت تجول في خاطرة ولكن تلخصت كل هذا الأفكار من خلال نبرة صوته التي كانت تحوي كم هائل من الشجاعة والتضحية.

وضع جسده كإحداثية لقيادة المدفعية كي تفك الحصار عنه ولتفتح مسلكاً آمنا لروحه كي تصعد إلى السماوات العلى ومن أجل تدمير دبابات وعربات جيش العدو الصهيوني التي كانت تجتاح بلدة الكرامة في ذلك الصباح.

هذه التضحية وغيرها من التضحيات هي قصص خالدة من قصة بناء هذا الوطن الذي جُبل ترابه بدماء الشهداء، هذا يقودنا اليوم لتفكير أكثر ماذا نحن قدمنا للوطن كما قدم هؤلاء الشهداء الأبرار ؟

اليوم يجب علينا النظر بالحالة السائدة وما يعانيه الوطن من ضغوطات خارجية و أخرى داخلية بحيث أننا ما زلنا لليوم ندفع ثمن مواقفنا الخالدة إتجاه القضية الفلسطينية، وما زلنا نعاني من ما خلفته أزمة الربيع العربي من اللجوء واكتملت الضغوطات بوصل الجائحة التي أصابت العالم ككل والأردن التي شكلت عبئاً إقتصادياً كبيراً على الوطن.

ما هو دورنا اليوم إتجاه أنفسنا واتجاه الوطن؟

أصبح لزاماً علينا اليوم الالتزام بقواعد السلامة العامة و إرتداء الكِمامة و أن نسعى لأخذ المطعوم لنساعد في إعادة فتح الاقتصاد مره أخرى ولينعم الجميع بالعمل والصحة الجيدة دون ضغوطات هذا الفايروس اللعين الذي أصابنا هذا هو دورنا اليوم لأنني أؤمن أن في كل زمان هناك شجاعة مختلفة من حيث المواقف شهدائنا في الكرامة قدموا أرواحهم على جبهة القتال ضد العدو الصهيوني ونحن اليوم يجب علينا حماية أنفسنا ووطننا من فايروس يهدد صحتنا و إقتصادنا، والمحافظة على المنظومة الصحية من أي ضغط قد يتسبب في إنهاكها كلنا اليوم مسؤولين عن حماية الوطن و مقدراته من أي أذى جراء هذا الفايروس الذي يعصف بنا.

مع مرور الزمن سنذكر انتصارنا على هذا الفايروس بهمة كافة قطاعات الدولة والشعب كما نذكر انتصارنا على كافة الظروف التي هددت الدولة من قبل والتي بقية صامدة بوجه كل هذه التهديدات و ستبقى صامدة بأذن الله في وجه كل من يحاول المساس في أمن واستقرار الوطن والشعب.

شتان  بين من يقدم روحه فدائاً للوطن والشعب وبين من يقدم الوطن والشعب فدائاً للمصالح الشخصية .

حمى الله الوطن و قائد الوطن و حفظ الله الشعب

أحمد معن القضاة