الى السادة نواب الأمة وممثليها ، والسلطة الدستورية الاولى في الرقابة والتشريع / نايف المصاروه
تحية وسلاما وبعد:- نذكركم بالمذكرة التي تم توقيعها قبل ايام، للمناقشة المستعجلة لما تم تسميته ” بإتفاقية النوايا”، التي وقعتها الحكومة مع الصهاينة وبالتمويل الإماراتي.
وأذكر السادة النواب أولا…بقول الله تعالى {لتَجِدَنَّ أَشَدَّ ٱلنَّاسِ عَدَٰوَةً لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلْيَهُودَ وَٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ ۖ….} الآية 82 من سورة المائدة.
وأذكر بأفعال اليهود ومواقفهم المعادية للعرب والمسلمين على مر التاريخ، ونقضهم للعهود وصناعتهم للفتن. ولا أريد ان اذهب بعيدا، فقط إذكر بإتفافية السلام ” وادي عربه”، فهل احترمها اليهود؟وأذكر بقوله تعالى {أَوَكُلَّمَا عَٰهَدُواْ عَهْدًا نَّبَذَهُۥ فَرِيقٌ مِّنْهُم ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ..} الآية 100من سورة البقرة.
والسؤال أيضا.. اليس الصهاينة هم من يلوثون المياه، ويسعون لإشعال حروبها ؟ أليس هم من يعتدون ويدنسون الاقصى صباح مساء؟ أليس هم من احتلوا فلسطين وشردوا اهلها، وقتلوا الأطفال والنساء والشيوخ في دير ياسين وجنين وغزة وغيرها؟ هل نسيتم ام تناسيتم كيف هدموا الأبراج والبيوت على ساكنيها في غزة مؤخرا؟ أليس هم وأعوانهم وأذنابهم، من تسببوا في كل نكباتنا وويلاتنا على مر التاريخ؟ثم أذكر السادة النواب ممثلي الامة ومشرعيها، بما قاله وصرح به وزير المياه السابق الدكتور معتصم سعيدان، وهو الأكاديمي الذي عمل كأستاذ في قسم الهندسة الكيميائية في الجامعة الأردنية، ثم عمل كمدير مركز المياه والطاقة والبيئة في الجامعة الأردنية، والمدير التنفيذي للجمعية العلمية الملكية (RSS)، مجمع التكنولوجيا الصناعية .
وما قاله عبر برنامج نبض البلد قبل يومين،واستغرابه أولا من ذهاب الحكومة لتوقيع إعلان النوايا مع الاحتلال الإسرائيلي. وقوله” شبكات المياه في الأردن لا تستطيع استيعاب 20 مليون متر مكعب في الصيف فكيف توقع الحكومة إعلان نوايا بـ 200 مليون متر مكعب مع الاحتلال…؟ وقوله” لتطوير شبكات المياه في الأردن لاستيعاب “إعلان النوايا” مع الاحتلال نحتاح لـ قرابة 3 مليار دولار” . وأذكر السادة النواب، هل نحن بحاجة الى توقيع اتفاقيات بالنوايا، ام نحن بحاجة الى كفاءات وطنية لإدارة ملف قطاع المياه والطاقة؟ تصوروا يا رعاكم الله.. أن يكون في وزارة المياه قرار بشراء خدمات لأشخاص متوفون؟ هذا ليس من خيالي، او إبتداعي بل هو أيضا ما صرح به الوزير السابق السعيدان وقوله عبر قناة “رؤيا”، أنه قام بإحالة ملف شراء الخدمات في وزارة المياه إلى مكافحة الفساد، مبينا أن من بين قائمة شراء الخدمات متوفون!وهنا نشكر لكم قراركم الجريء بتحويل وزير المياه الأسبق إلى هيئة مكافحة الفساد، ونأمل منكم المزيد،وإن أردتم .. دققوا في تقرير ديوان المحاسبة الاخير.
وتذكروا ما قاله المتنبي (حُبُ الوطن ليسَ إدعاء__حُبُ الوطن عملٌ ثقيل)
ثم أذكر بالموقف الشجاع للنشمي والجندي الأردني، الذي أطلق النار ليلة البارحة بإتجاه جنود الإحتلال الصهيوني على الحدود مع فلسطين التي تحتلها إسرائيل.
ثم أقول.. إنها والله أمنية تتجلى للكثيرين من الأردنيين الأحرار، وأرجوا الله أن يكتب لنا الشهادة في سبيله، دفاعا عن دينه، وحفظا للبلاد وأمن العباد، مقبلين لا مدبرين، فأللهم يسر لنا ذلك يا أكرم الأكرمين. وأذكر.. لا ولن يكون في قواميس كل الأحرار من الأردنيين وغيرهم ، معنى للسلام مع الصهاينة، حتى تعاد كل فلسطين إلى أهلها، ويخرجوا منها صاغرين،وإنا معهم في إعداد وجهاد، وكر وفر، حتى يأتي وعد الله على النهر نحن شرقيه وهم غربيه، ولو هرول بعض الاعراب نحوهم تحت مسميات السلام والتطبيع، وما يغلفه كل ذلك من مشاريع المكر والخديعة والذل والإستسلام والتركيع.سادتنا نواب الأمة.. أمانة نضعها في أعناقكم، راقبوا أداء الحكومة، واحذروا ان تخدعوا أو تنخدعوا بكثرة التأويلات والتصريحات، تحت مسميات العجز المالي، والوضع الإقتصادي، وشح المياه، والتحالفات الدولية، والتهديدات الأمنية، فتلك سمفونية تكرر سماعها منذ اكثر من خمسون عاما التي عشتها فيما مضى من عمري، ولم يتغير على واقعنا شيء، نجوع ونعرى ونعطش ونفتقر ، واليهود وبعض أذنابهم من بني قومنا ينتفشون، ويكبرون ويتكاثرون ويغتنون ويعيثون في الارض فسادا.
سادتنا نواب الأمة ومشرعيها:-
افعلوا ما تطمئن له قلوبكم ويرضي ربكم، ويحفظ الكرامة والسلامة لوطنكم ولمواطنكم. نأمل ان تكون هناك موقف جاد وجامع، بأن لا مساومة على مصلحة الوطن وأهله. ونأمل منكم.. قرار يجمع عليه الاغلبية بإستمرار الرفض المطلق لتلك الإتفاقية، والأهم هو محاسبة الحكومة على توقيعها وإبرامها لتلك الإتفاقية دون الرجوع الى مجلس النواب، صاحب الولاية الأولى في النص الدستوري، للبت فيها بالموافقة أو عدمها قبل توقيعها.نريد ان نرى ونسمع أفعالا ترضي الأردنيين ، ولا نريد اقولا، فقد مللنا من كثرة الأقوال والتصريحان واستعراضات الخطابة التي أورثتنا الذل والهلاك .
فهل تثلجوا صدورنا بقرار يشفي الغليل، ويقوم الإعوجاج، ويعيد للوطن ” الأردن ”، الاغلى والاجمل والأبهى والأغنى بمقدراته التي سلبت ويجب ان تعاد الى خزينه؛
الأردن الأقوى بوحدة ووعي شعبه وهمتهم وأنفتهم وكبريائهم ومواقفهم، ولو جار الزمان بفعل كيد الاعداء، أو بعقوق بعض الأبناء أو نكران بعض الأشقاء! تذكروا أن الغني والقوي هو الله جل في علاه، ولا أحد سواه. سنرصدكم اليوم…؛ سنرى ونتابع ونراقب، ونأمل ثم نامل ثم نرجوكم بأن لا تخذلونا؛كاتب وناشر وباحث أردني.
التعليقات مغلقة.