الْمَلِكُ عَبْدَاللَّهَ الثَّانِي: 63 عَامًا مِنَ الْعَطَاءِ وَالْإِنْجَازِ // د.شَوْقُي أبو قوطة
يَحْتَفِلُ الْأُرْدُنِيُّونَ الْخَمِيسَ، الثلاثين مِنْ كَانُونِ الثَّانِي، بِالْعِيدِ الثَّالِثِ وَالسِّتَّيْنِ لِمِيلَاَدَ جَلَاَلَةِ الْمَلِكِ عَبْدَاللَّهَ الثَّانِي، قَائِدَ الْمَسِيرَةِ الْهَاشِمِيَّةِ، الَّذِي يُوَاصِلُ الْعَمَلُ مِنْ أَجَلْ نَهْضَةَ الْوَطَنِ وَتَعْزِيزِ مَكَانَتِهِ الْإِقْلِيمِيَّةِ وَالدَّوْلِيَّةِ، وَمُنْذُ تَوَلَّيْ جَلَاَلَتَهُ مَقَالِيدَ الْحُكْمِ سعَىَّ الى مُوَاصَلَةَ الْبِنَاءِ وَالنُّهُوضِ بِالْأُرْدُنِ لِيَصِلُ الى مَحَافِلَ عَالَمِيَّةَ وَيُصَبِّحُ مِنَ الدُّوَلِ الَّتِي لها وَزْنِهَا وَتَأْثِيرِهَا فِي الْمَلَفِّ السِّيَاسِيِّ وَالدِّبْلُومَاسِيِّ، كَمَا اِعْتَمَدَ جَلَاَلَتُهُ فِي عَمَلِيَّةُ النُّهُوضِ بِالْأُرْدُنِ دَاخِلِيَّاً عَلَى الْإِنْسَانِ الْأُرْدُنِيِّ وَاِسْتَطَاعَ أَْنْ يُحَقِّقُ مَا لَمْ تَسْتَطِيعُ دُوَلُ عُظْمَى تَحْقِيقِهِ بِالرَّغْمِ مِنْ مَحْدُودِيَّةِ الْمَوَارِدِ والامكانيات.
وَاِنْخَرَطَ جَلَاَلَتُهُ فِي الْخِدْمَةِ الْعَسْكَرِيَّةِ، مُتَدَرِّجًا فِي الْجَيْشِ الْعَرَبِيِّ حَتَّى أَصْبَحَ قَائِدًا لِلَقْوَاتِ الْخَاصَّةِ الْمَلِكِيَّةِ بِرُتْبَةِ عَمِيدِ، حَيْثُ أَعَادَ تَنْظِيمُهَا وَفْقٌ أَحَدَثَ الْمَعَايِيرُ، وَفِي 24 كَانُونَ الثَّانِي 1999، صَدَرَتِ الْإِرَادَةُ الْمَلِكِيَّةُ السَّامِّيَّةُ بِتَعْيِينِهِ وَلِيًّا لِلْعَهْدَ، ثُمَّ تَوَلَّى سُلْطَاتُهُ الدُّسْتُورِيَّةُ مَلِكًا لِلْأُرْدُنَ فِي 7 شُبَاطٍ 1999، لِيَبْدَأُ مَرْحَلَةُ جَديدَةٍ مِنَ الْبِنَاءِ وَالتَّحْدِيثِ.
وَعَلَى الصَّعِيدِ السِّيَاسِيِّ، يُوَاصِلُ جَلَاَلَةُ الْمَلِكِ دَوْرَهُ الْمِحْوَرِيَّ فِي دُعُمِ الْقَضَايَا الْعَرَبِيَّةِ، وَعَلَى رَأْسِهَا الْقَضِّيَّةِ الْفِلَسْطِينِيَّةِ، حَيْثُ عَمَلِ خِلَالَ عَامِ 2024 عَلَى تَكْثيفِ الْجُهُودِ الدِّبْلُومَاسِيَّةِ لِوَقْفَ الْعُدْوَانِ عَلَى غَزَّةٍ، وَكَسِرِّ الْحِصَارِ بِإِرْسَالِ الْمُسَاعَدَاتِ الْإِنْسَانِيَّةِ وَالْمُسْتَشْفَيَاتِ الْمَيْدَانِيَّةِ، فَضْلًا عَنْ إِطْلَاقِ مُبَادَرَةِ اِسْتِعَادَةِ الْأَمَلِ لِتَرْكِيبَ الْأَطْرَافِ الْاِصْطِنَاعِيَّةِ لِضَحَايَا الْحَرْبِ.
وَفِي إِطَارِ الْوِصَايَةِ الْهَاشِمِيَّةِ عَلَى الْمُقَدَّسَاتِ الْإِسْلَامِيَّةِ وَالْمَسِيحِيَّةِ فِي الْقُدْسِ، دَعَّمَ جَلَاَلَتُهُ تَرْمِيمَ قُبَّةِ الصَّخْرَةِ المشرفة، وَأَسْهَمَ فِي تَأْسِيسِ جَامِعَةِ أُرثوذكسِيَّةِ دَوْلِيَّةِ فِي مَوْقِعِ الْمَغْطِسِ، تَعْزِيزًا لِلتَّسَامُحَ الدِّينِيَّ وَالْمُحَافَظَةَ عَلَى الْإِرْثِ التَّارِيخِيِّ.
كَمَا شَهِدَ عَامُ 2024 اِسْتِمْرَارَ الْعَمَلِ عَلَى مَسَارَاتِ التَّحْدِيثِ السِّيَاسِيِّ وَالْاِقْتِصَادِيِّ وَالْإِدَارِيِّ، إضَافَةً إِلَى مُتَابَعَةِ الْمَشَارِيعِ التَّنْمَوِيَّةَ وَالْاِسْتِثْمَارِيَّةَ، وَيَحْرَصُ جَلَاَلَتُهُ عَلَى التَّوَاصُلِ الْمُبَاشِرِ مَعَ الْمُوَاطِنِينَ فِي مُخْتَلِفُ الْمُحَافَظَاتِ، وَالْاِسْتِمَاعَ إِلَى مُطَالِبِهِمْ وَاِحْتِيَاجَاتِهِمْ، مَعَ التَّرْكِيزِ عَلَى تَحْسِينِ الْخِدْمَاتِ الْعَامَّةِ، وَدَعَّمَ الْقُوَّاتُ الْمُسَلَّحَةُ وَالْأَجْهِزَةُ الْأَمْنِيَّةُ تَقْديرًا لِدَوَّرَهُمْ فِي حِفْظٍ أَمِنِ الْوَطَنِ وَاِسْتِقْرَارِهِ.
إِنَّ مِيلَاَدَ الْقَائِدِ يُشَكِّلُ مُنَاسَبَةً لِلْاِحْتِفَاءَ بِمَسِيرَةِ الْإِنْجَازِ، وَتَجْدِيدَ الْعَهْدِ بِمُوَاصَلَةِ الْبِنَاءِ وَالتَّطْوِيرِ نَحْوَ مُسْتَقْبَلٍ أَكْثَرَ اِزْدِهَارًا لِلْأُرْدُنَ وَالْأُرْدُنِيَّيْنِ، كَمَا أَنَّ مَقَالَةً لَا تَكْفِي لِلْحَديثِ عَنِ انجازاته الْكَبِيرَةَ وَالْمُتَوَاصِلَةَ، دُمْتُم أَبَا الْحِسَّيْنِ ذُخْرًا لِلْأُرْدُنِيَّيْنِ وَنِبْرَاسًا يُضِيءُ لَنَا الطَّرِيقُ نَحْوَ النُّجَّاحِ وَعُلُوِّ الأرَّدَنِ وَمَنْعَتِهِ