انتخاب رئيس لبنان.. حزب الله يضع “حجر فرنجية” بالطريق

في الوقت الذي بدأ فيه التنازلي لعقد الجلسة الـ12 لمجلس النواب اللبناني، لانتخاب رئيس جديد للبلاد، يصر حزب الله على عرقلة التوافق.

ووسط أجواء سياسية مشحونة، أكد حزب الله، على التمسك بمرشحه الوزير الأسبق سليمان فرنجيه، لرئاسة الجمهورية، مقابل مرشح المعارضة التي ترتفع أسهمه وزير المال الأسبق جهاد أزعور.

أزعور من أروقة صندوق النقد لأزقة لبنان.. زخم يضع “حزب الله” في الزاوية “أزعور” يتقدم خطوة باتجاه بعبدا.. وحزب الله يلوح بـ”فرنجية”

واستمر حزب الله، في هجومه على مرشح قوى المعارضة والتيار الوطني الحر جهاد أزعور، واصفين إياه بـ”مرشح مواجهة وتحد”.

وقبل أيام، دعا رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، إلى جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية، ظهر الأربعاء 14 يونيو/حزيران الجاري، وهي الجلسة الـ 12، بعد إخفاق المجلس على مدار 11 جلسة في انتخاب رئيس جديدة للبلاد منذ 29 سبتمبر/أيلول الماضي، بسبب انقسام القوى السياسية، وإصرار حزب الله على فرض مرشحه، الوزير الأسبق زعيم تيار المردة سليمان فرنجيه.

وأكد نائب الأمين العام لـ “حزب الله”، نعيم قاسم، اليوم، أن “الرئاسة ليست لتصفية الحسابات ولا للاستقواء، بل للإنقاذ”، معلنا التمسك بترشيح رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية.

وقال قاسم خلال لقاء عام لإحدى لجان حزب الله، إن “الوزير سليمان فرنجية هو الشخص المؤهل لأن يكون رئيساً للجمهورية، لأنه يمتلك مواصفات وطنية جامعة، ولديه رؤية سياسية واضحة في الحفاظ على التحرير والاستقلال، ودعم السياسات التي تجعل لبنان في الموقع الصحيح”، بحسب قوله.

وتابع: “لديه رؤية إنقاذية يتعاون مع الآخرين من أجل تثبيتها، ولديه انفتاح مع الدول العربية وعلى الدول الأجنبية، وليس لديه مشكلة مع أي أحد”، وفقا لما نقلته “الوكالة الوطنية للإعلام” عن قاسم.

ورأى أن “خيار الوزير فرنجية، هو خيار راق ومهم، يستطيع أن يقدّم نموذجاً وفائدة في هذا الجو الصعب الموجود في لبنان”، موضحا أن “بعض من رفض الوزير فرنجية، كانوا يقولون ليس لنا معه مشكلة شخصية، ولكن مشكلتنا معه أنه مع حزب الله”.

ويدعم ” حزب الله” و” حركة أمل”، التي يترأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري، ترشيح فرنجية، الذي اعترضت عليه الكتل النيابية المسيحية بمجلس النواب وبعض النواب قوى التغيير والمستقلين.

ووجه حزب الله سهام النقد والهجوم على أزعور، الذي اعتبره “مرشح مواجهة وتحد”، وذلك منذ “الاتفاق الرئاسي” بين المعارضة، والتيار الوطني الحر حول دعم أزعور.

وقال عضو تكتل الوفاء للمقاومة، النائب حسين الحاج حسن، مؤخرا، إن “التقاطع لانتخاب أزعور يساهم في تأزيم الأمور أمام انتخابات رئاسة الجمهورية، وإن 14 يونيو/حزيران لناظره قريب”.

كما تحدثت مصادر قريبة من حزب الله، لوسائل إعلام محلية بأن “أزعور بشخصه يرى فيه الحزب وديعة أمريكية داخل قصر بعبدا زرّه الفعلي في واشنطن، وسياساته المالية الإصلاحية ووصوله يشكلان هزيمة مباشرة لسلسلة مكتسبات راكمها منذ عام 2006″، بحسب قول المصادر.

ومؤخرا، أعلنت قوى المعارضة، ورئيس ” التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، دعم الوزير السابق جهاد أزعور، الذي تخلى عن منصبه “مؤقتا” كمدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي، إلى رئاسة الجمهورية.

وشدد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، في وقت سابق اليوم، على أن “تاريخ 14 يونيو/حزيران 2023 مفصلي، وكل من يضع ورقة بيضاء أو اسم من غير المرشحَين المطروحين أو شعارات فهو سيساهم مع محور الممانعة في تعطيل الاستحقاق الرئاسي”.

ولفت جعجع إلى أن “من يسمع كلام حركة أمل، وحزب الله عن الحوار مع بداية الفراغ الرئاسي يصدّق أنهما يريدان الوصول إلى نتيجة، ولكن تبين أنهما لن يقبلا أي اسم نطرحه ولا يرغبان إلا برئيس تيار المردة سليمان فرنجية، ما لن نقبل به”، وفقا لما نقلته وسائل إعلام محلية عن رئيس حزب القوات.

وأردف: “لإنهاء هذا التعطيل ذهبنا إلى أقصى حدود الإيجابية وتقاطعنا مع قوى المعارضة والتيار الوطني الحر على اسم الوزير السابق جهاد أزعور على اعتبار أنه مرشح حيادي توافقي من جهة وتقني من جهة أخرى، ورغم كل هذه المواصفات، اعتبره الثنائي الشيعي مرشحَ تحد”.

وزاد: “من الواضح أن أي شخص ندعمه سيُعتبر مرشح تحدٍ، لأن محور الممانعة وتحديدا حزب الله لا يريد الإتيان إلا برئيس جمهورية محسوب عليه، وبالتالي طرحه واضح (إما رئيس يريده، أو لا انتخابات رئاسية).

وفي تعقيبه، قال النائب فادي كرم عضو تكتل الجمهورية القوية، في حديث خاص لـ”العين الإخبارية”، إن “قاسم له الحق أن يفترض كما يريد وأن يصوت نوابه كما يريدون، ولكن عليه أن يعترف بأن أكثرية الشعب اللبناني لا توافقه الرأي”.

وأشار إلى أن “حزب الله ليس سببا فقط في تعطيل الاستحقاق الرئاسي، بل أنه عطّل البلد لسنوات طويلة، وفجّر الصيغة اللبنانية وضرب الاقتصاد اللبناني الناجح وهجّر الطاقات اللبنانية وخرّب العلاقات اللبنانية مع دول الخليج والعالم الحر”.

وأشار كرم إلى أن “مواقف أزعور تصدر عنه في القادم، والأهم ما سمعناه منه في زياراته ولقاءاته المباشرة والافتراضية والتي طمأنتنا لنظرته إلى المسائل الوطنية”.

ورجح النائب أديب عبد المسيح عضو تكتل تجدد الداعم لأزعور، ارتفاع عدد الأصوات التي من المتوقع أن يحصل عليها أزعور في جلسة الأربعاء المقبل، لافتًا إلى أنّه “في حال عقد دورة ثانية في الجلسة، فسيحصل على 70 صوتًا”.

وقال في حديث إذاعي اليوم: “لا أعتقد أن من مصلحة فريق الممانعة أن يظهر أمام الرأي العام الداخلي والدولي بدور المعطل، ومن الضروري أن تتوحد المعارضة حول اسم الوزير السابق جهاد أزعور”.

وكالات

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة