انتصار غزة// بروفسور حسين علي غالب بابان
بفضل شبكة الإنترنت كنت في الأيام الماضية أتابع مجريات الإحداث من خلال الإعلام الإسرائيلي ، طبعا الكثيرين سوف يتساءلون كيف أترك الإعلام العربي ومعه العالمي وأتوجه إلى إعلام العدو ، لكي أحصل منه على أدق التفاصيل وهم “يدسون السم بالعسل” ..!!
لقد عشت تجربة مثيرة عندما كنت أتابع احتلال العراق من قبل الجيشين الأمريكي والبريطاني والقوات المتحالفة معهما ، حيث كنت أشاهد خسائر مخيفة للجيش الأمريكي خصوصا حيث كانوا يتساقطون كالذباب ،ولكن إعلامهم يقول أنهم مرحب بهم ولم يجدوا أي مقاومة تذكر، وأن الشعب العراقي يلقي عليهم الزهور في الشوارع ، لكن تكرار ذكر أنهم “منتصرين” وأنهم “المسيطرين على كل شيء” هذا دليل قاطع أنهم خاسرين وفي مأزق كبير.
“اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس” مقولة وزير الدعاية في عهد هتلر “جوزيف جوبلز” مطبقة بحذافيرها ، وأيضا أقدم دليل أخر جميعنا عشناه وهي دخول القوات الأمريكية والبريطانية إلى أفغانستان ، وفي حينها أعلنوا أن “حركة طالبان ” أنتهت بالكامل ، وأنهم أسسوا حكومة ومجلس من مكونات المجتمع الأفغاني لإدارة الأمور ، منذ أن بدأت الحرب بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام ألفين وواحد ، لكن تبين أن “حركة طالبان ” موجودة وتوجه ضربات متتالية أجبرت القوات الأمريكية والبريطانية على الهروب بعد مفاوضات قصيرة المدة بينهم وبين مندوبين من “حركة طالبان” في العاصمة القطرية “الدوحة”، ولهذا شكرا لـ”قطاع غزة” لتقديمكم درس في الشجاعة والبطولة .
أكاديمي وكاتب مقيم في بريطانيا
التعليقات مغلقة.