انطلق لاختيار تخصصك الجامعي وليكن الإبداع منظورك// فادي محمد الدحدوح
=
وهب الله تعالي للإنسان كل الأدوات لاختيار خطة صالحة لحياته تنتظم فيها مسارات العمل ومعالم الطريق وأعظمهذه الأدوات وأثمنها عقل مدبر مفكر يزن به الأمور بميزان صحيحوقلب محرك محفز للعملوجوارح معينة له، وأصحاب الرأي والنصح السديد، وكتب فيها تجاربوعبر وتوجيهات مرشدة للطريق الصحيح، وشريعة منزلة تحدد وتضبط السلوك والأعمال. فعند التخطيط للمستقبل واختيار التخصص المناسب يكثر الناصحون والمتحدثون لتشمل الدائرة كلا من الأسرة، الأصدقاء، الجامعات، مراكز الدراسات، وسائل الإعلام، وغيرها من أدوات التأثير وفق منطلقاتوتوجهات مؤثرة على عملية إتخاذ القرار،والطالب لديه قدرات وخبرات ومهارات قد تتناسب مع ما يملى عليه وقدتتعارض، فتزيد الحيرة ويصعب الاختيار.
تجتمع لدى كل شخص العديد من الأمنيات والأهداف تنازع المرء وتتجاذبه ولا سيماعند اتخاذ قرار هام مركزي في الحياة، وحين يكون المرء واعيا عاقلا فإنه يرسممستقبله بعد التوكل على الله عزوجل ضمن هدف محدد ورؤية وواضحةمدعمبمهارةالتفكير والتخطيط الجيد، ومن هنا كان التخطيط مهارة لا يجيدها إلا الجادون فيحياتهم، الذين آمنوا أن الحياة جهاد وتنافس للخيرية وأن الوقت ثمين، وللجهد قيمة،وللتخطيط الجيد أثر عظيم فرسموا لأنفسهم طريقاً ومنهجا وسلوكاً وجهداً مشكوراً يجدون نتيجته كلماتقدموا نحو تحقيق أهدافهم.
يواجه كثير من الطلبة الحيرة والتردد عند وصولهم مرحلة اختيار التخصص الجامعي المناسب لهم، والذي يبنى عليه مسارهم المهنيوسيكون له الأثر الكبير على مستقبلهم وحياتهم،ونجد الكثير من حالات الفشل الدراسي والإخفاق سببها الفشل في اتخاذ القرارات الصائبة ورسم معالم الطريق لما نطمح ونرغب،والمنهجية التي رسمها القرآن الكريم والسنة النبوية تؤسس للنجاح والفلاح في هذا الطريق، ونجد فيهما دعوة للتأمل في المستقبل والتخطيط الجيد له، واتخاذ القرار المناسب وفق منطلقات راشدة سليمة. وفي كثير من الأحيان نجد أن الطلبة لا يختارون التخصصات الدراسية وفقا لأسس علمية موضوعية أو بناء على معرفة سابقة بطبيعة هذه التخصصات وموضوعاتها،فهناك كثير من العادات الخاطئة في اختيار الطالب لتخصصه، فهناك من يختار تخصصا نظرا لما يتمتع به من شهرة وبريق، وهناك من يلتحق يتخصص معين بناء على توجيهات معارف وأصدقاء، أو نصائح مقربين، أو قد يلتحق بتخصص لمجرد أنه رأى زملاء له التحقوا بهمن دون أن يأخذ في الحساب ميوله وقدراته، كما يغفل عن وجود فروق فردية ورغبات متفاوتة وقدرات مختلفة وظروف حاكمة بين الأفراد تجعل ما يناسب فردأ ما قد لا يناسب غيره.
الكثير من الطلبة يتخذ قراراته وفق نمطية معتادةوليس وفقا لإستراتيجيات علمية مبنية على دراسات وتجارب وخبرات، والموازنة بين عدة بدائل واتخاذ البديل الذي يحقق الهدف المنشود هو المدخل لمعرفة استراتيجية اتخاذ القرار، ولاتخاذ قرارات صائبة فلا بد من دراسة أي قرار دراسة متأنية وإعطاءه حقه من الاستشارة والوقت والتفكير والدراسة المنطقية، بمعنى لا تتسرع.ثم لا تتخذ قرارًا وأنت منفعل، وكما يقال في التأني السلامة وفي العجلة الندامة،ويأتي بعد ذلك دور أصحاب الخبرةوالتجربة فهي تختصر الوقت وتكسب منطلقات جديدة، ثم يتم دراسة كل البدائل الممكنة والمتاحة والموازنة بينها بحكمة وتفكير دقيق ضمن نطاق قدرات الطالب ورغباته والفرص المعززة لهذا الإختيار وأهدافه المستقبلية،وأخيرا لا تماطل كثيرا في اتخاذ القرار.. انطلق لمجال تخصصك وليكن الإبداع منظورك، والتميز عنونك، والإجتهاد مسلك طريقك، والتوكل على الله عنوانك،ولتدرك جيدا أن المجتمعالحضاريالذي يصبو إلى الريادة والأفضلية والنهضة لهو بحاجة ماسة لأصحاب التخصصات المتنوعة العلمية والمهنية.
إعداد: فادي محمد الدحدوح
مؤلف وباحثEmail: phd.fadi@gmail.com
التعليقات مغلقة.