بإنشاء مركز لإيوائها.. هل ينتهي انتشار الكلاب المقلق بمادبا؟
مادبا – في خطوة يرجى منها إنهاء مشكلة الانتشار المقلق للكلاب الضالة بمحافظة مادبا، أقدمت البلدية على إنشاء مركز متخصص لإيواء الكلاب، يتوفر فيه مقر للفحص الطبي بإشراف طبيب بيطري، للتأكد من خلو الكلاب التي يتم إيواؤها من أي مرض أو فيروس خطير ومعد.
المركز الذي يقع على قطعة أرض شرقي المدينة مساحتها دونمان، يضم حاليا 30 كلبا و16 جروا، وهو الأول من نوعه بالمحافظة، ويعول عليه بأن يسهم في الحد من انتشار الكلاب، في وقت ما تزال شكاوى السكان مستمرة مما يعتبرونه “انتشارا خطرا للكلاب بين الأحياء يجب مكافحته”.
ووفق رئيس بلدية مادبا الكبرى عارف محمود الرواجيح، فإن انتشار الكلاب الضالة بات ظاهرة مؤرقة، وتحرص البلدية على معالجتها، بعيداً عن حلول القتل، خاصة وأن القانون يمنع ذلك، وهو ما استدعى إنشاء مركز خاص للعناية بالكلاب تماشياً مع تعليمات الرفق بالحيوان، آملا بأن تنجح البلدية، في مسعاها بهذا الصدد بالتعاون مع جهات حكومية والجهات التمويلية المعنية بالرفق بالحيوان، في الحد من الظاهرة.
وأضاف أن هذا المركز سيكون مأوى يتم من خلاله رعاية الكلاب الضالة وفحصها، إضافة إلى نشر ثقافة التبني للتقليل من مسألة انتشار الكلاب الضالة بشكل عام، وهي نابعة من عاداتنا وثقافتنا في التعامل مع الحيوانات بالطريقة الصحيحة.
وبحسبه، فإن البلدية تشجع على إقامة مثل هذه المشاريع التي تعد شراكة مجتمعية تخدم المصلحة العامة وتسهم في حل مشكلة انتشار الكلاب الضالة في الأحياء السكنية.
وأشار المسؤول عن مركز الإيواء ومعالجة الكلاب الضالة وائل الرواحنة، إلى أن البلدية أنشأت هذا المركز لإيواء الكلاب الضالة الذي يعد الأول من نوعه في محافظة مادبا، وذلك التزاماً من البلدية بتطبيق تعليمات المنظمات الدولية المعنية بالرفق بالحيوان، وعدم قتلها، مؤكداً أنه تم تطبيق برنامج (abc) الذي يهدف الى السيطرة على الكلاب الضالة من خلال تقدير أعداد المواليد، وتأتي هذه الخطوة كحل سريع بعد انتشار الكلاب الضالة بشكل مقلق وتعرض العديد من المواطنين لحالات عقر.
وأضاف أن البلدية تسعى دوماً لمعالجة هذه الظاهرة، من خلال تركيزها على تعقيم هذه الحيوانات، لضمان عدم تكاثرها، ما سيمكننا من ضمان استقرار عددها تدريجيا، بالتعاون مع جهات معنية، تماشياً مع قرارات المنظمات الدولية، مبيناً أن معالجة الكلاب الضالة تتم وفق معايير وشروط الرفق بالحيوان، منوها إلى أن البلدية تنفذ إجراءات وقائية خارج حدود الأحياء.
وفي المقابل، ما تزال شكاوى السكان في مادبا مستمرة حول انتشار يوصف بـ”المخيف” للكلاب الضالة، مطالبين بضرورة اتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة للسيطرة على الظاهرة الخطرة.
وقال سكان، إن ظاهرة انتشار الكلاب الضالة بين الأحياء السكنية في مادبا تتزايد، وتتواجد الكلاب ضمن قطعان تثير الهلع، خاصة لدى الأطفال والنساء، مشيرين إلى حدوث العديد من حالات مهاجمة الكلاب لأشخاص وبشكل مفاجئ أثناء سيرهم بين الأحياء.
وطالب المواطن بندر القعايدة بضرورة تنفيذ حملة لتطهير أحياء المدينة وتجمعاتها السكانية من الكلاب؛ إذ إن وجودها على هذا النحو لم يعد محتملا، بل وتتفاقم خطورتها على الصحة والبيئة والمجتمع، مشيراً إلى أن ظاهرة الكلاب الضالة باتت تزعج الأهالي، وتشكل في الوقت نفسه خطرا على حياتهم.
ولفت إلى أن الكلاب قد تكون مصابة بداء الكلب، وهذا وحده كفيل بأن يثير هلعا وسط الأهالي من خطر انتشار الأمراض الخطيرة، مشيرا إلى أن الوضع أصبح يشكل خطرا أيضا على صحة الأطفال وسلامتهم خلال لعبهم خارج منازلهم، ما يجعل أسرهم تعيش حالة قلق مستمر، فيبقونهم في البيوت لحمايتهم.
وقال المواطن عمران قاسم، إن خطورة هذه الكلاب، تكمن غالبا في أنها حاملة لفيروسات وأمراض خطرة، وتحتاج للعلاج، ومنها ما لا يمكن معالجتها، كما هو الحال بالنسبة لداء الكلب الذي ينتقل من الحيوان إلى الإنسان، عن طريق العقر واللعاب أو الجروح والمخالب.
وانتقد المواطن ليث عبد الحافظ، عدم وضع حد لانتشار الكلاب في المناطق الزراعية والأحياء السكنية، لأنها مرتبطة في ذهن المواطن بالأمراض الصعبة، كمرض الأكياس المائية الذي يصيب كبد الإنسان والحيوان، وهو ناجم عن فضلات الكلاب، التي يمكن أيضاً أن تنقل أمراضاً طفيلية إلى جانب السعار.
وقال المواطن سالم عليان، إن كلاباً ضالة، هاجمته عند عودته الى منزله ليلا، مطالبا بمكافحتها، لافتا الى أنها تنتشر بكثرة بحثا عن مخلفات الدواجن التي تتخلص منها مزارع الدواجن، منبهاً إلى خطورة الوضع في المدينة، مقترحا تخصيص مكان لإيواء الحيوانات الضالة، ومن بينها الكلاب.
وبدوره، أكد مصدر من مديرية صحة مادبا، أن كثيرا من حالات العقر تلقت الرعاية الطبية اللازمة في المستشفيات والمراكز الصحية، مشيراً إلى أن تكلفة المطاعيم والأدوية لمن يتعرض للعقر تصل إلى 700 دينار لكل حالة، ومرحلة العلاج تحتاج الى ثلاثة أشهر، مضيفاً أن علاج حالات العقر تكلفتها عالية، لحماية المواطن من الإصابة بداء الكلب الذي يمكن أن يؤدي إلى الوفاة لخطورته، لهذا يجب أن يسارع من يتعرض للعقر لمراجعة المستشفى وتلقي المطاعيم.
أحمد الشوابكة/ الغد
التعليقات مغلقة.