بدء إعادة إعمار غزة خلال أيام.. والاحتلال يتمسك بإبعاد “حماس”
تبدأ عملية إعادة إعمار قطاع غزة خلال أيام قليلة، بعدما قاربت مرحلة رفع آثار التدمير الناتج عن العدوان الإسرائيلي على الانتهاء، في ظل انتقادات فلسطينية لتعنت الاحتلال بإدارة آلية الإعمار من خارج القطاع، بعيداً عن حركة “حماس” والفصائل الفلسطينية.
وفي ظل التحرك الدبلوماسي العربي لتيسير عملية إعمار غزة؛ فإن الشبان الفلسطينيين في القطاع كانوا منهمكين أمس بإطلاق دفعة جديدة من البالونات الحارقة من القطاع باتجاه المستوطنات الإسرائيلية المحاذية، احتجاجاً ضد استمرار الحصار الإسرائيلي الخانق.
ويشكل ملف إعمار غزة أحد أبرز القضايا التي سيتم بحثها خلال استقبال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لرئيس الحكومة الإسرائيلية “نفتالي بينيت”، في القاهرة قريباً، وذلك في زيارة هي الأولى من نوعها لرئيس وزراء إسرائيلي منذ أكثر من عشر سنوات.
وتهدف الزيارة الإسرائيلية، التي تأتي بعد أيام من القمة الأردنية المصرية الفلسطينية الثلاثية في القاهرة، بهدف بحث القضايا الداعمة للشعب الفلسطيني، بما في ذلك تثبيت التهدئة ووقف انتهاكات الاحتلال، ومناقشة سبل استئناف المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية خلال الفترة المقبلة.
كما يبحث اللقاء أهمية تقديم التسهيلات الإسرائيلية اللازمة لعملية إعمار غزة، لاسيما وأن أعمال التشييد والبناء في القطاع ستبدأ خلال الأيام المقبلة ضمن جهود إعادة إعمار القطاع، في ظل مبادرة الرئيس السيسي، وفق المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، السفير بسام راضي.
وأفاد السفير راضي بأن المرحلة الأولى قاربت على الانتهاء لرفع آثار التدمير في القطاع، موضحاً بأن القمة المصرية الأردنية الفلسطينية، التي عقدت بالقاهرة مؤخراً، تناولت جهود إعادة الإعمار بغزة، وجاءت استمراراً للمشاورات بين الدول الثلاث.
وأشار إلى أن القمة الثلاثية ناقشت كذلك العمل على تثبيت الهدنة بين الفلسطينيين والإسرائيليين والتهدئة الشاملة في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس المحتلة، ووقف كل الأعمال العدائية ووقف الاستيطان.
وبيّن أن القمة أعادت التأكيد على ثبات الموقف الأردني المصري تجاه دعم القضية الفلسطينية والتأكيد على ثوابت حل الدولتين والعودة لحدود 1967 والقدس المحتلة عاصمة فلسطين وعودة جميع حقوق الشعب الفلسطيني وفقاً للمرجعيات الدولية وقرارات الأمم المتحدة.
وأشار إلى دعوة المجتمع الدولي والرباعية الدولية إلى فتح أفق سياسي لإعادة إحياء عملية السلام، في ظل الإدارة الأميركية الجديدة والحكومة الإسرائيلية الجديدة.
وأوضح أنه تم الاتفاق على تواصل الاتصالات بين مصر والأردن وفلسطين على مستوى وزراء الخارجية ورؤساء الأجهزة الأمنية والاستخباراتية؛ لبلورة صيغة محددة يتم تفعيلها خلال الفترة المقبلة.
غير أن أمين سر اتحاد الصناعات الإنشائية في قطاع غزة، محمد العصار، قال إن الاحتلال الإسرائيلي يريد أن يُدار قطاع غزة من خارجه وهذه الآلية تتم عبر مؤسسات دولية.
وأضاف، في تصريح له أمس، أن الأمم المتحدة تشارك الاحتلال بدلا من التخفيف عن الشعب الفلسطيني المحاصر، فمواد البناء تُمنع من الدخول لغزة إلا فقط لمشاريعها.
وأكد العصار أن مواد البناء، دون الحديد، ليس لها قيمة وستبقى إعادة الإعمار تراوح مكانها بسبب عدم وجود كميات الحديد التي يمنعها الاحتلال، مبيناً أن فرض المنع على أي مادة إنشائية تتوقف كل الأعمال الانشائية.
ونوه إلى أن “أسعار مواد البناء أقل من السابق بسبب توقف عملية الإعمار وتكدس كميات منها، حيث لم يتم التبليغ بأي تسهيل على دخول كميات الحديد لغزة”.
وفي ظل التحرك الدبلوماسي العربي لتيسير عملية إعمار غزة؛ فقد استأنف الشبان في القطاع أمس إطلاق دفعة جديدة من البالونات الحارقة من القطاع باتجاه المستوطنات الإسرائيلية المحاذية، احتجاجاً على استمرار الحصار الإسرائيلي الخانق.
وجاء إطلاق البالونات بعد تعنت الاحتلال في تلبية مطالب المقاومة الفلسطينية في رفع الحصار الخانق وإعمار قطاع غزة، فيما أبلغت حركة “حماس” السفير القطري، محمد العمادي، تدخل الاحتلال في أسماء المستفيدين من المنحة القطرية.
وقد أعلنت الفصائل الفلسطينية عودة وتفعيل المسيرات الشعبية على الحدود مع قطاع غزة، فتواصل منذ الأسبوع الماضي فعاليات الارباك الليلي، بالإضافة لمسيرات شعبية على الحدود.
وكان الناطق باسم “حماس”، عبد اللطيف القانوع، قال، مساء أول من أمس، إن فعاليات كسر الحصار متواصلة وبأدوات مختلفة، ما لم تتحقق انفراجة واسعة في قطاع غزة.
وأضاف القانوع، أن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مصر على انتزاع كافة مطالبه وكسر الحصار، ولم يعد يقبل بالتخفيف المتدرج، مبيناً أن “خيارات الشعب الفلسطيني مفتوحة وكل الأدوات والوسائل متاحة للضغط على الاحتلال وإلزامه برفع الحصار”.
وفي الأثناء، تواصل عدوان الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني بإصابة العشرات بالأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط وبالاختناق خلال قمع جيش الاحتلال لمسيرة كفر قدوم الأسبوعية المناهضة للاستيطان والتي انطلقت تنديداً باستمرار انتهاكات جيش الاحتلال في كافة مدن الضقة.
وأفاد الناطق الإعلامي في إقليم قلقيلية، مراد شتيوي، أن جنود الاحتلال أطلقوا الرصاص المعدني وقنابل الغاز صوب المشاركين في المسيرة، مما أدى لوقوع الإصابات والعشرات بالاختناق.
وقد اندلعت مواجهات عنيفة بين جنود الاحتلال والشبان الذين تصدوا لهم بالحجارة واشعال الإطارات، عقب اقتحام جنود الاحتلال لعدد من منازل الفلسطينين واعتلاء اسطحها بهدف استخدامها للقناصة.
نادية سعد الدين/ الغد
التعليقات مغلقة.