بدء موسم التمور.. طاقة فرج لآلاف المتعطلين بوادي الأردن
بعد تعطل عن العمل استمر حوالي أربعة أشهر، يعود آلاف الشبان والفتيات في وادي الاردن الى العمل مجددا مع بدء موسم إنتاج التمور، أحد أهم القطاعات الزراعية في الوادي والذي بات يوفر فرص عمل مجدية تساعد الأسر على تحسين أوضاعها المعيشية والاقتصادية.
ففي ظل الأوضاع الصعبة التي تعاني منها الأسر نتيجة انقطاع أبنائها عن العمل مع انتهاء الموسم الزراعي فعليا في أيار(مايو) الماضي، يأتي موسم إنتاج التمور كطاقة فرج وطريق نجاة ينقذهم من الفقر والعوز.
ويؤكد عدد من العاملين في القطاع أن موسم التمور يعد من مواسم العمل المهمة كونه يأتي خلال فترة الصيف التي يتوقف فيها الإنتاج الخضري في مناطق وادي الأردن الذي يعتبر أهم مصادر الدخل للأسر، مشيرين الى أن معظم العاملين في القطاع الزراعي توقفوا عن العمل منذ قرابة أربعة أشهر.
وترى أم احمد أن توفر فرص عمل في هذا الوقت من السنة يعتبر إنقاذا لآلاف العائلات من العوز كونها حرمت من مصدر دخلها مع توقف العمل بالقطاع الزراعي مع نهاية الموسم، موضحا أن معظم الأسر عانت كثيرا خلال الفترة الماضية نتيجة تراجع مصادر الدخل.
وتضيف أن الحصول على مبلغ يتراوح ما بين 12 – 18 دينارا يوميا سيؤمن معظم الأسر بمتطلبات العيش الكريم، ويوفر لهم كلفا لم يكن بمقدورهم توفيرها مع بدء العام الدراسي كأثمان القرطاسية والملابس والمتطلبات اللازمة لأبنائهم.
ويبين يحيى البليلات أن توفر فرص عمل في ظل الظروف المعيشية الصعبة يعد أمرا مهما خاصة وأن معظم الأسر في وادي الاردن تفتقر إلى أدنى مقومات العيش الكريم، مبينا أن موسم إنتاج التمور وإعادة فتح مشاغل التدريج سيسهم في عودة الحياة لهذه الأسر.
ويوضح أن غالبية العمال هم من الفتيات اللواتي اعتدن على العمل منذ سنوات واكتسبن خلالها الخبرة والمهارة المطلوبة التي تدفع أرباب العمل إلى تشغيلهن، لافتا الى أن الأجور جيدة ومجدية للعامل الذي يتم تأمينه عادة بالمواصلات والطعام أثناء العمل.
ويقول المهندس محمد العدوان “إن ما حققته زراعة النخيل من نجاحات، وطلب متزايد على المنتجات أدى إلى اقبال كبير للاستثمار في هذا المجال، ما أبرز الحاجة إلى المزيد من الكوادر العاملة من الشباب والفتيات”، لافتا إلى أن “الاستثمار في زراعة النخيل آمن وناجح وجدواه الاقتصادية عالية، الأمر الذي انعكس على ديمومة الحاجة إلى العمالة”.
وبين أن “المردود المادي الجيد، يسمح للمزارع بدفع المستحقات المالية للعمل في وقتها على العكس من الزراعات التقليدية، التي تشهد عزوفا للعمالة المحلية نتيجة عدم قدرة المزارعين على الوفاء بالتزاماتهم المادية”، موضحا أن “الآلاف من الشباب والفتيات يعملون في مزارع النخيل ضمن مختلف العمليات الزراعية”.
ويؤكد العدوان أن “التوسع في زراعة النخيل بأصنافه المتعددة بات ركيزة مهمة للنهوض بالمجتمعات المحلية، لما توفره من آلاف فرص العمل الدائمة والموسمية، إذ تستمر الأعمال في مشاغل التعبئة والتدريج والتوضيب لحوالي ستة أشهر بدءًا بمحصول البرحي ووصولا إلى المجهول”.
ويبين مدير عام شركة أبوهنية للتمور غيث ابوهنية، أن “قطاع التمور يضم العديد من العمليات الزراعية التي تحتاج الى عمالة معظمها أردنية جزء منها يختص بالشباب والآخر بالفتيات”، مشيرا الى أن “موسم التمور يوفر آلاف فرص العمل الموسمية للشباب والفتيات، حتى بات القطاع يعتمد بشكل شبه كامل عليهم، خاصة أن الخبرة التي اصبح يمتلكها العامل الأردني سواء الشاب او الفتاة جعلت منه ركيزة أساسية لا يمكن الاستغناء عنها”.
من جانبه، يؤكد مدير زراعة وادي الأردن المهندس ياسين العدوان، أن “قطاع النخيل يتجه للاعتماد على العمالة المحلية، لأن العمليات الزراعية في هذا القطاع تحتاج إلى تدريب وتأهيل وخبرة، وهو أمر يتوفر لدى العامل الأردني على العكس من العمالة الوافدة التي تحتاج إلى تدريب كلما تغير العامل”، موضحا أن “بدء موسم الإنتاج يوفر آلاف فرص العمل للقيام بهذه العمليات بدءا من القطاف الى التدريج والتعبئة والتغليف وجميعها عمليات تعتمد على العمالة المحلية”.
ويبين أن “توفير القطاع لفرص العمل في هذا الوقت من العام الذي يتوقف فيه الإنتاج في المحاصيل الأخرى بوادي الاردن ينعكس ايجابا على الوضع الاقتصادي على الأسرة والمجتمع ككل”، لافتا الى أنه “يوجد إقبال متزايد على الزراعات الاقتصادية وخاصة النخيل، الأمر الذي سيوفر فرص عمل إضافية”.
وتعد التمور أحد أهم المنتوجات الزراعية الاقتصادية الأردنية، التي اكتسبت شهرة على المستويين الإقليمي والعالمي، لجودتها وخاصة تمور صنف المجهول الذي يندر إنتاجه عالميا، وأحد أهم القطاعات التي توفر فرص عمل لأبناء الوادي”.
حابس العدوان/ الغد
التعليقات مغلقة.