“برارة الحمضيات”.. مصدر رزق لأسر معوزة بالأغوار الشمالية
الغور الشمالي – عقب انتهاء موسم قطاف ثمار الحمضيات في مناطق مختلفة بلواء الغور الشمالي، يبدأ العديد من الأشخاص، وخاصة النساء، بالتسابق على جمع ما تبقى من ثمار على الأشجار أو المتساقطة على الأرض والمعروفة بـ”البرارة”، من أجل بيعها بأسعار تكون عادة متدنية، غير أنها توفر مصدر رزق لأسر معوزة.
وتتوجه العديد من سيدات الغور الى المزارع فور إعلان أصحابها عن انتهاء عمليات القطاف، ويصطحبن أطفالهن من أجل جمع أكبر قدر ممكن مما تبقى من ثمار لم تقطف بسبب عدم رؤيتها أو تكون تساقطت على الأرض ولم يتم جمعها أثناء عمليات القطاف.
جمع “البرارة” ليس بالأمر السهل؛ إذ يتطلب النهوض مبكرا والسير لمسافات طويلة لحين الوصول الى البيارات، فيما تعود السيدات مشيا على الأقدام وهن يحملن ما تم جمعه من ثمار، ليعاد بعد ذلك فرز الثمار حسب الجودة من أجل الحصول على أفضل الأسعار.
وتعد مهنة جمع “برارة الحمضيات”، وفق الأربعنية أم خالد، من المهن الموسمية التي تنتظرها على مدار العام، مشيرة الى أن كل أسرة تعمل بهذا العمل تستطيع يوميا جمع ما يقارب 8 صناديق من الليمون أو البرتقال، ويتم بيع ما تم جمعه على جوانب الطرق، مستغلين موسم السياحة الشتوية في المنطقة وقدوم آلاف المتنزهين، وخصوصا أن موسم الحمضيات بالأسواق يكون قد شارف على الانتهاء، لذلك من الممكن جني أرباح معقولة.
وتقول إن عشرات الأسر تعتمد على هذه المهنة، والتي تعاني من ظروف مالية صعبة، في لواء يكاد يخلو من فرص العمل.
وتعتبر أم خالد العمل بجمع برارة الحمضيات من المهن التي تشكل أهمية كبرى، وخصوصا للنساء والفتيات اللواتي قست عليهن ظروف الحياة وحملهن فقدان الزوج أو مرضه مسؤولية العناية بالأسرة.
ويحرص خالد البندر من سكان اللواء، على التواجد بين المزارع المنتشرة مع نهاية موسم قطاف الثمار لجمع ما تبقى من ثمار على الأشجار وتعبئتها بصناديق من أجل بيعها، قائلا إن هذا العمل، رغم أنه موسمي وينحصر بفترة قليلة، إلا أنه يوفر مصدر دخل يعينه على تغطية بعض من مصاريف الحياة.
ويتابع البندر، أن الطرق أكثر مكان مناسب لعرض وبيع ما يتم جمعه من ثمار، خاصة وأن انتهاء موسم قطاف الثمار يتزامن مع بدء الرحلات الشتوية للأغوار، وبالتالي تواجد أعداد كبيرة من الزوار والسياح الذين يرغبون بشراء الثمار بشكل مباشر من اللواء.
وتضيف أم محمد من اللواء ذاته، أنها تتشارك هي ومجموعة من النساء العمل والذهاب الى المزارع لجمع برارة الحمضيات، موضحة أن أغلب تلك الحبات تكون عن أغصان الأشجار العالية ولم يتمكن العاملون في القطاع الزراعي من الوصول إليها وقطافها.
ولفتت الى أنهن يجمعن يوميا ما يقارب 10 صناديق من ثمار الليمون والبرتقال والبوملي واليوسفي؛ حيث يقمن بعصر الثمار ومن ثم بيعه كعصير.
يقول الناشط الاجتماعي محمد الصادق، إن موسم جوال الحمضيات من المواسم التي ينتظرها الفقراء والمحتاجون والشباب المتعطل عن العمل، إضافة الى العمالة الوافدة التي تعمل في المزارع، لا سيما وأنهم لا يملكون أراضي زراعية ولا يقدرون على شراء الحمضيات لارتفاع أسعارها.
ويقول العشريني علي الدبيس، إنه لا يجد أي حرج من عمله في جمع برارة الحمضيات، بل على العكس، فهو يبذل قصارى جهده من أجل الوصول الى أكبر عدد ممكن من بيارات الحمضيات المنتشرة باللواء.
ويضيف الدبيس، أنه يحرص كل الحرص على الخروج صباحا من بيته الى المزارع، خاصة وأن جمع برارة الحمضيات يتطلب جهدا ووقتا كبيرين.
ويعد موسم الحمضيات من المواسم الزراعية التي ينتظرها العديد من سكان اللواء، إذ يوفر موسم القطاف فرص عمل متنوعة تساعد العديد من الأسر الفقير والمتعطلين عن العمل.
جدير ذكره، أن لواء الغور الشمالي من المناطق الأشدا فقرا، إذ يبلغ عدد سكانه حوالي 140 ألف نسمة، موزعين على 3 مناطق بلدية هي شرحبيل بن حسنة ومعاذ بن جبل وطبقة فحل، ويعمل غالبية أهل اللواء في القطاع الزراعي بشكل موسمي.
علا عبد اللطيف/ الغد
التعليقات مغلقة.