بسبب التغير المناخي بالمملكة.. قطط برية مهددة بالانقراض

كشفت دراسة محلية أن “المساحات الجغرافية لحيوان الوشق (القط البري) ستتقلص وبشكل حاد بنسبة 88 %، من 2200 كيلومتر مربع من المساحة الكلية للمملكة، إلى 2400 كيلومتر مربع فقط بحلول العام 2050”.
وبينت الدراسة التي أعدها الباحثون البيئيون إيهاب عيد، وعلاء الدين سلطان، وحسام العالقمي أن “هذه المساحات ستتقلص أكثر حتى العام 2070، وستنخفض بنسبة تصل إلى 89 % من المساحة الحالية لمناطق وجود الوشق”.
ولا يختلف الأمر عندما يتم تطبيق مسارات التراكيز الممثلة (RCP 8.5) التي أظهرت نتائجها أنه سيكون هناك انخفاض بنسبة 77 %، و88 % في العامين 2050، و2070 على التوالي، وفق الدراسة الصادرة مطلع الشهر الحالي.
وجاء في الدراسة، التي حملت عنوان “نمذجة ملاءمة الموائل لأنواع القطط في الأردن- أداة لتخطيط الحفظ المستجيب للمناخ”، أنه “تم تسجيل أربعة أنواع من القطط البرية ما تزال تعيش على أرض الأردن، وهي الوشق، والقط البري، وقط الأدغال، والقط الرملي”.
وبحسب كتاب القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض في الأردن، الذي تم نشره العام 2020، فإن ثلاثة أنواع من هذه القطط هي مهددة بالانقراض بشكل حرج، بينما يوجد نوع واحد فقط غير مهدد وهو القط البري.
وأما بالنسبة لقط الأدغال، فبينت نماذج مسارات التراكيز الممثلة (RCP 2.6)، الواردة في الدراسة التي نشرها الباحثون في مجلة التنوع البري والحيوي (Journal of Wildlife and Biodiversity) “تقلص مساحات تواجد هذا النوع لما نسبته 33 % بحلول العام 2050، و90 % بحلول 2070، وبالنسبة لنماذج مسارات التراكيز الممثلة (RCP 8.5) فإن النسبة ستصل لغاية 84 % في العام 2070”.
وأكد الباحث البيئي إيهاب عيد لـ”الغد” أن “هذه الدراسة هدفت إلى فهم تأثير التغير المناخي على أنواع القطط الأربعة، وذلك من خلال تطوير نماذج توضح الاختلاف في الموائل المناسبة لمعيشة كل نوع في العام 2100”.
وبين أن “نتائج الدراسة أشارت إلى أن الموائل المناسبة للقط الرملي ستتناقص بشكل حرج جداً في العام 2050، والعام 2070”.
وفي كلا النموذجين، وبحسب نماذج مسارات التراكيز الممثلة (RCP 2.6) فإن “مساحة تواجد القط الرملي ستصبح 2.1 كيلومتر مربع فقط، من أصل 112 كيلومترا مربعا حالياً، وستصل المساحة إلى صفر في العام 2070، أي أنها تنذر بانقراض هذا النوع مستقبلاً”.
ومن أجل الوصول الى هذه النتائج، أوضح عيد أنه تم “استخدام برنامج نمذجة توزيع الأنواع بحيث تم تطويرها استناداً الى العوامل المناخية من درجات حرارة، ومعدل هطل الأمطار، وتمت إضافة عدد من الطبقات مثل الارتفاعات، والأنماط النباتية، والانحدار وغيرها”.
ولفت الى أن “هذه النتائج إن تم النظر اليها في ظل ما يشهده الاردن من تدهور في التنوع الحيوي، والأنظمة البيئية، وتراجع الموائل على حد سواء، تعد مؤشرات خطيرة للغاية تنذر بأننا سنشهد انقراضاً لهذه الأنواع، إن لم يتم تنفيذ برامج حماية استباقية، وفعالة، خصوصاً وأن الدراسة بينت عدم قدرة المحميات الطبيعية الحالية على حمايتها بحسب النماذج المصممة”.
ولفت إلى أن “عددا من أنواع القطط انقرضت من الأردن سابقا بسبب الصيد الجائر، وهي النمر العربي والفهد الصياد”.

فرح عطيات/ الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة