بعد إعلانها عاصمة السياحة العربية.. موسم سياحي يفوق التوقعات بمادبا
مادبا – سجلت محافظة مادبا ارتفاعا ملحوظا في عدد السياح خلال أول عشرة أشهر من العام الحالي بنسبة زيادة بلغت 328 %، مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي، في موسم اعتبر استثنائيا، انعكس على حجم الاستثمار بالقطاع بعدد منشآت وصل إلى 110 منشآت سياحية، وفق بيانات رسمية.
وبين مدير سياحة مادبا وائل جميل الجعنيني، أن هناك زيادة فاقت التصور بالحركة السياحية حيث بلغ عدد السياح خلال أول عشرة أشهر من العام الحالي، 345994 سائحا، فيما كانت أعدادهم العام الماضي، 80905 سياح، بزيادة بلغت 328 %.
وفيما يخص حجم الاستثمار قال الجعنيني إن حجم الاسثتمار في قطاع السياحة يشهد تناميا ملحوظا لافتا إلى أن عدد المنشآت السياحية وصل إلى نحو 110 منشآت، موزعة على 20 فندقا، و29 مطعما و 26 مشغلا و 30 متجرا و 5 مكاتب سياحة وسفر، تشغل جميعها 766 موظفا وموظفة.
وقال إن عدد الزوار الأردنيين للمحافظة خلال أول عشرة أشهر من العام الحالي بلغ 37758 زائرا بزيادة عن العام الذي سبقه، في وقت لم يشر فيه عن حجم هذه الزيادة.
مؤشرات التحسن في النشاط السياحي بمحافظة مادبا تأتي بالتزامن مع اختيارها عاصمة السياحة العربية 2022، إذ شكل هذا الاختيار فرصة كبيرة للترويج السياحي عبر تنفيذ العديد من البرامج والفعاليات التي نشطت الحركة السياحية بالمحافظة من داخل وخارج المملكة.
وأشار الجعنيني إلى تفعيل السياحة الثقافية والتراثية والترفيهية من خلال إقامة الفعاليات التي نفذتها مديرية السياحة خلال العام الحالي، من أبرزها إقامة معرض مسيرة الهاشميين ومعرض كتابنا حضارتنا، ومعرض للصناعات والحرف اليدوية والصناعات الغذائية، وإطلاق عدة مبادرات مثل مبادرات لعيون مادبا، أهلاً وسهلاً بزوارنا، ومبادرة مسارات سياحية، وثقف نفسك، واعرف محافظتك، والاحتفال باليوم العالمي للدليل السياحي، وأسبوع الوئام بين الأديان، ويوم الموسيقى العالمي، ويوم السياحة العالمي، والأعياد الوطنية ويوم الشجرة، بالإضافة لتنفيذ ليالي رمضان على مدار الشهر، وإقامة فعاليات مادبا عاصمة السياحة العربية بحضور رئيس منظمة السياحة العربية.
كما استضافت المديرية مؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي بالتعاون مع هيئة تنشيط السياحة، حيث تم استضافة عازفين من أوكرانيا والبرازيل واقامة فعالية لشعراء المليون في الوطن العربي، إضافة إلى استضافة العديد من الإعلاميين العرب وإقامة مؤتمر الإعلاميات العرب واستضافة 120 دراجاً من الدول العربية بهدف عمل جولة سياحية في مادبا، وفق الجعنيني.
ولفت إلى استضافة بعض الصحفيين العرب، بالإضافة لعدد من السفراء وزوجاتهم بهدف التعريف بعاصمة السياحة العربية واهتمام رجال الدين المسيحي الذين زاروا مادبا، مشيرا الى عمل حملات ترويجية تسويقية للتعريف بعاصمة السياحة العربية.
وأضاف الجعنيني أنه تم العمل على تطوير موقع مكاور من خلال تعزيز الخدمات وإقامة العديد من الفعاليات الغنائية والموسيقية، إضافة إلى إصدار طوابع بريدية لعاصمة السياحة العربية وتركيب شاشات عرض في مركز الزوار للتعريف بالمواقع السياحية والأثرية في المحافظة وتركيب لوحات
وشواخص ارشادية مصنوعة من الفسيفساء، والعمل على مشروع الربط السياحي مع المغطس وتدريب 60 سيدة من المجتمع المحلي والشباب العاملين في القطاع السياحي على برنامج الخدمات.
وقال الجعنيني تم العمل مع نقابة المهندسين على إقامة معلم يرمز لهوية مادبا الفسيفسائية ويصبح معلماً لزيارتها، إضافة إلى إطلاق العديد من المسابقات مثل مسابقة أرض الفسيفساء
ومسابقة أفضل تصميم معلم، والعمل جار للترتيب للأعياد المجيدة واضاءة شجرة الميلاد، مشيراً إلى أنه سيتم حصد المزيد من ثمار عاصمة السياحة العربية في السنوات المقبلة.
في ذات الخصوص، يبدي عدد من العاملين والمهتمين في مجال السياحة بمحافظة مادبا تفاؤلاً إزاء النشاط في حركة السياحة والانعكاسات المحتملة على القطاع نتيجة اختيار مادبا عاصمة السياحة العربية لهذا العام، خصوصاً بعد الركود الذي عانى منه القطاع بفعل تداعيات فيروس كورونا وتعليق الرحلات السياحية.
ولأهمية مادبا السياحية، فقد حصدت العديد من الألقاب العالمية منها عضوية مجلس الحرف العالمي عن فن الفسيفساء، وعضوية شبكة المدن المبدعة وعاصمة السياحة العربية لعام 2022، ومدينة الفسيفساء الأولى في الشرق وذلك لما تتمتع به من موروث تاريخي وديني، فهي مدينة الفسيفساء ومقصد الحج المسيحي، كما احتلت المركز الثاني بعد البتراء في عدد السياح عام 2019.
ووفق عاملين في المنتج السياحي، فإن اختيار مادبا عاصمة السياحة العربية فعل السياحة العربية التي كانت غائبة نوعاً ما عن المواقع السياحية والأثرية في مادبا، ما شكل ذلك دعامة قوية للقطاع، بفضل مجيء الوفود السياحية من مختلف البلدان العربية، وأدى ذلك إلى ارتفاع الحجوزات في الفنادق وانتعاش الجولات السياحية في مختلف مناطق المحافظة.
ويتوقع هؤلاء أن يستمر توافد أعداد كبيرة من السياح العرب إلى مادبا بعد تخفيف القيود والتحسن الملموس مقارنة بالسنتين الماضيتين، الأمر الذي سيمنح دفعة محفزة للسياحة وللعاملين في مختلف القطاعات المرتبطة بها والذين تكبدوا خسائر واضراراً كبيرة طيلة مدة الإغلاق.
يقول المهتم بالشأن السياحي محمد حسن من سكان مادبا، إن المبادرات التي تطلقها وزارة السياحة والآثار مهمة للقطاع السياحي وللعاملين فيه، إذ أن تنفيذ هذه المبادرات تحقق زيادة الوعي من أجل إبقاء صناعة السياحة على أفضل حالها.
ويرى خالد الجهران من سكان مادبا أنه تم استغلال كنوز مادبا الثقافية لخدمة السياحة، ومنها أجزاء كبيرة مثل البيوت التراثية، المنتشرة في العديد من مناطق مادبا، وساهم ذلك في إبراز هوية المدينة للزائر المحلي والسائح، مضيفاً بعد فترة الركود التي شهدها قطاع السياحة بمادبا أصبحت المناطق الأثرية والتراثية مقصدا للزوار المحليين والسياح من مختلف الدول العربية والأجنبية.
ويتوقع أحد العاملين في بازر للتحف الشرقية في الشارع السياحي أن تعود الحركة السياحية إلى سابق عهدها وتوهجها، لافتاً إلى أن حملات ترويجية مكثفة سخرتها وزارة السياحة والآثار من أجل تسويق وجهة مادبا السياحية والأثرية على مواقع التواصل الاجتماعي.
أحمد الشوابكة/ الغد
التعليقات مغلقة.