بعد انتهاء تمردها.. ماذا حل بـ “فاغنر” وأين ذهب رئيسها وقواته؟
رغم إبرام رئيس فاغنر، يفغيني بريغوجين، صفقة للانتقال إلى بيلاروسيا، الا أن شكوكا دولية تسري حول الغموض الذي يلف تلك المجموعة وتساؤلات تسري حول مكان رئيسها وقواته، وما هي خططه المستقبلية بالنسبة للحرب في أوكرانيا.
الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ كشف أن عددا قليلا فقط من مقاتلي فاغنر قد انتهى بهم الأمر هناك في بيلاروسيا.
وفي مقابلة مع صحيفة “بوليتيكو” أول من أمس، قال أمين الناتو إن قوات فاغنر ما تزال نشطة في إفريقيا وبعيدة عن خط المواجهة في أوكرانيا، لكن لم يصل الكثير منهم إلى بيلاروسيا.
وأضاف ستولتنبرغ: “لقد رأينا بعض الاستعدادات لاستضافة قوات فاغنر”. لكنه أضاف: “لم نر حتى الآن الكثير منهم يصلون”.
كذلك أكد أن الناتو يتابع عن كثب ما يحدث في بيلاروسيا، مشيرا إلى أن “ما رأيناه هو أن قوات فاغنر تواصل العمل في إفريقيا”، مشددا على أنه بينما لم يذهب الكثيرون إلى بيلاروسيا، فإن “بعضهم موجود في أوكرانيا، لكن ليس في الخطوط الأمامية”.
مع ذلك، كان الأمين العام حذرا في تقييمه لما سيأتي بعد ذلك بالنسبة لفاغنر.
وقال “أعتقد أنه من السابق لأوانه بعض الشيء استخلاص أي استنتاجات نهائية” للعواقب المترتبة على أحداث فاغنر الأخيرة.
في السياق أكد الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، أن قائد مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين غير موجود على أراضي بلاده بعد، بل في مدينة سان بطرسبورغ الروسية.
وأضاف لوكاشينكون لصحافيين يعملون لوسائل إعلام أجنبية خلال مؤتمر صحافي أمس أن مقاتلي فاغنر موجودون في معكسراتهم الدائمة، مشيرا إلى أنه طلب من مجموعة فاغنر أن يكون لها مقر في بيلاروسيا.
ولفت إلى أنه لا يتوقع أن توجه المجموعة سلاحها ضد بلده. كذلك بين أن لا مخاطر على بلاده من استضافة فاغنر.
كذلك قال إن هناك مسائل تتعلق بإعادة نشر مقاتلي فاغنر لم تحل بعد، وأوضح أنه عقد اجتماع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقائد فاغنر.
وأوضح لوكاشينكو أن العالم يدخل في مرحلة تعدد الأقطاب ولا يمكن الوقوف ضد ذلك، داعيا روسيا وأوكرانيا إلى بدء مفاوضات سلام دون شروط مسبقة.
وكان بريغوجين الذي من المفترض أنه يتوجه إلى بيلاروسيا في إطار صفقة أبرمت عقب التمرد الفاشل، قد توجه في كلمة صوتية مسجلة مساء الاثنين الماضي، من 41 ثانية نشرها في تليغرام، شكر فيها أنصاره على دعمه، كما شدد على أن حركته لم تكن بقصد تغيير الحكم في روسيا، زاعما أنها كانت بغرض ما سماها “محاربة الخونة”، فيما لم يصرح عن مكان تواجده.
وتحول بريغوجين البالغ من العمر 62 عاما، من بطل شعبي إلى العدو الأول في روسيا بعد أن قاد تمردا مسلحا استمر 36 ساعة الشهر الماضي، استولى فيه على مدينة روستوف جنوب البلاد، وأرسل رجاله إلى مسافة 200 كيلومتر من العاصمة موسكو.
ثم اختفى الرجل بعد أن دان الرئيس فلاديمير بوتين تمرده، ووصفه بأنه “طعنة في الظهر”.
بعدها فاز بإرجاء قضائي في صفقة توسط فيها الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو والتي بموجبها كان من المفترض أن يستقبله في ببلاده مع عناصره، ما أثار مخاوف بشأن احتمال وجود فاغنر في المنطقة في المستقبل.
وكان عناصر من الأمن الروسي داهموا قصرا يملكه قائد “مجموعة فاغنر” الاسترزاقية في مدينة سانت بطرسبرغ، حيث ولد قبل 62 سنة، وعثروا فيه يوم مداهمته في 24 حزيران (يونيو) الماضي على “كنز مسيل للعاب” معظمه سبائك ذهبية ورزم بملايين الدولارات، مع تحف فنية وترسانة من الأسلحة، إضافة لجوازات سفر مزورة، وتم الإفراج عن صورها أول من أمس الماضي فقط.
وعثروا في القصر على صور غريبة، وجدوها في مكتبه، يظهر فيها يفغني بريغوجين بتنكرات مختلفة، كما وجدوا داخل القصر ركنا مخصصا للصلاة، مكتظا بأيقونات دينية.
وفي القصر الضخم، وفقا للسلطات الروسية، مسبح وساونا وصالة ألعاب رياضية وغرفة طبية، إضافة إلى مهبط للهليكوبتيرات. كما فيه ملابس عسكرية عدة لمعظم الرتب المهمة، وخزانة كبيرة تحتوي على عدد من الشعر المستعار بأشكال وألوان مختلفة، مع أنواع من الأوسمة منحتها السلطات الروسية لبريغوجين.
كما عثروا في القصر على صور لرؤوس مقطوعة يبدو أنها لأعداء بريغوجين الشخصيين، إضافة إلى رسالة تشير إلى أنه حصل في 20 حزيران (يونيو) العام الماضي على لقب “بطل روسيا” المرموق، وهو ما ليس واردا قبلها في أي وسيلة إعلامية.
وفي شأن المعارك الدائرة في أوكرانيا أعرب أمين عام الناتو ردا على سؤال حول الهجوم المضاد لأوكرانيا، عن تفاؤله، لكنه أقر بالتحديات الكبيرة التي تواجهها قوات كييف في ساحة المعركة.
وقال: “لقد أحرز الأوكرانيون تقدما، لكنهم يواجهون قتالا شرسا”. وأضاف “إنهم يواجهون تضاريس صعبة ويواجهون مقاومة روسية شرسة”، مشيرا إلى “الكثير من الخطوط الدفاعية المعدة مسبقا”.-(وكالات)
التعليقات مغلقة.