بعد طول انتظار.. إزالة بلاط الوسط التجاري في جرش إثر فشل المشروع
جرش- بدأت بلدية جرش الكبرى بإزالة مشروع بلاط الوسط التجاري الذي كانت نفذته قبل نحو 5 سنوات بكلفة تجاوزت 130 ألف دينار، وذلك إثر فشل المشروع وتحويله إلى القضاء، وصدور قرار حكم نهائي فيه يسمح للبلدية التصرف بالمشروع بما تراه مناسبا.
وعوضا عن البلاط، ستبدأ البلدية على الفور بعد استكمال إزالة البلاط بتعبيد الوسط التجاري بمادة الإسفلت كما كان سابقا.
وكان مشروع البلاط، واجه رفضا واسعا في الوسط التجاري لما خلفه من ضرر، وفشل إجراء صيانة له أكثر من خمس مرات متتالية لكثرة العيوب والخلل والأضرار والتهبيطات في البلاط، خصوصا في فصل الشتاء مع تساقط الأمطار.
ووفق رئيس بلدية جرش الكبرى أحمد العتوم، فإن “البلدية بدأت مساء الخميس الماضي، بإزالة البلاط داخل الوسط التجاري بعد حدوث تهبيطات وتهالك بالبلاط، مما أثر على حركة المرور والحركة التجارية، وقامت البلدية بعقد اجتماعات عدة مع مواطنين وتجار الوسط التجاري، والجميع أيد خطوة إزالة البلاط”.
وأضاف العتوم، أنه “من غير المنطق أن يتحمل المواطن والتاجر فشل المشروع والمشاكل التي تترتب عليه من ازدحامات مرورية وإرباكات وضيق في الشوارع، والبلدية ستقوم بتحمل تكاليف التعبيد مجددا، وإعادته كما كان سابقا”.
بدوره، قال رئيس غرفة تجارة جرش علي دندن، إن “إزالة البلاط والرجوع إلى تعبيده خطوة إيجابية مرحب بها بعدما أثبت البلاط عدم كفاءته، خصوصا أن البلاط أثر على تزويد المحال التجارية بالسلع التموينية والبضائع”، موضحا، أن “إزالة البلاط ستخفف الازدحامات المرورية، لا سيما أن التهبيط بالبلاط خلق ازدحاما بحركة السيارات والمشاة، إذ كان يعيق حركة المواطنين داخل الوسط التجاري”.
وبحسب دندن، فإن “مشروع التبليط من أكثر المشاريع التي نفذتها بلدية جرش الكبرى فشلا، نظرا للعيوب الكبيرة التي ظهرت مبكرا في المشروع وخلال مراحل تنفيذه، وتسبب في حدوث هبوطات وتكسر في البلاط ما أعاق حركة السير في السوق التجاري، وأصبح المشروع الذي كان حلما بالنسبة للجرشيين والتجار كابوسا يعيشونه ويطالبون بإزالته وإعادة تعبيد الطرقات كما كانت سابقا”.
وكان يعول على مشروع البلاط، بأن يحدث نقلة نوعية ويؤهل السوق لجذب الزوار والسياح، باعتباره حلم راود الجرشيين، إلا أن شيئا من ذلك لم يحققه المشروع الذي شهد العديد من عمليات الصيانة والترقيع قبل قرار إزالته وإعلان فشله.
وكانت بلدية جرش الكبرى، رفعت قضية تحكيم على مقاول المشروع تطالبه بتعويض عن الضرر وتحمل تكاليف إزالة المشروع وتعبيد الطرقات بالإسفلت.
في المقابل، رفع المقاول قضية على البلدية للمطالبة بمبالغ مالية مترتبة لصالحه، وذلك بدل تكاليف المشروع وبدل عطل وضرر وبدل كميات إنشاء إضافية وصيانات متكررة للمشروع، وفق مصدر مسؤول في شركة المقاولات التي نفذت المشروع.
وبين المصدر أن المشروع تم تنفيذه وفق المواصفات التي طلبتها بلدية جرش الكبرى، وكانت تستلم أعماله وفق المواصفات على مراحل ويتم تحويل المخصصات المالية، مضيفا، “لو لم يكن المشروع ضمن المواصفات، كان من الأولى أن تمتنع البلدية عن استلامه منذ البداية، فضلا عن أن تأخر البلدية في استلام المشروع بمرحلته النهائية ألحق ضررا كبيرا به، وقد تحمل المقاول أعمال الصيانة عشرات المرات وقد انتهت مدة كفالته”.
ويعد مشروع التبليط من مشاريع تطوير الوسط التجاري بمدة عطاء ثلاثة أشهر فقط، فيما امتد العمل فيه لأشهر طويلة وتأخرت البلدية في استلامه بسبب المشاكل والعيوب والنواقص والأضرار التي ظهرت قبل الانتهاء منه.
وكان المشروع يهدف إلى تطوير الوسط التجاري وتهيئته ليستقبل زوار جرش وسياحها، بعد تشغيل مسار وادي الذهب، الذي يحتاج تشغيله إلى مراحل عدة، ومن بينها مشروع التبليط، ويهدف كذلك إلى تطوير الوسط التجاري سياحيا واقتصاديا، لا سيما أن إدخال السياح إلى الوسط التجاري هو حلم منذ عشرات الأعوام يتمنى التجار تحقيقه.