بعد قصف عنيف لكييف.. روسيا تتوعد أوكرانيا وتهدد أميركا
أكدت وزارة الدفاع الروسية، أمس، أن الانفجارات الضخمة التي هزت العاصمة الأوكرانية الليلة الماضية ناجمة عن قصف نفذته قواتها، متوعدة بشن هجمات أعنف في حال استمرار الهجمات الأوكرانية داخل الأراضي الروسية.
وسمع في كييف، ليل أول من أمس، دوي انفجارات قوية، بعد أن دوت صفارات الإنذار في شتى أرجاء أوكرانيا.
وهذه أعنف انفجارات شهدتها كييف منذ انسحاب القوات الروسية من محيط العاصمة الأوكرانية قبل نحو أسبوعين.
عن الحرب والسلام
وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها ستكثف غاراتها على كييف، ردا على هجمات داخل الأراضي الروسية، تنفيذا لتهديد أعلنته في وقت سابق.
وأوضحت: “عدد وحجم الهجمات الصاروخية على كييف سيزداد ردا على هجمات القوات الأوكرانية بحق القوات الروسية”، في إشارة أيضا إلى الهجوم الصاروخي الذي دمر الطراد “موسكفا” في البحر الأسود.
وكان الجيش الروسي هدد، أول من أمس، باستهداف مراكز القيادة في كييف، في حال استمرار أوكرانيا في شن هجمات داخل الأراضي الروسية، التي شملت قصف مناطق مدنية وفقا لما أعلنته موسكو.
وعلى صعيد العمليات اليومية، قالت وزارة الدفاع الروسية إنه “تم تحييد 30 من المرتزقة” في الوحدة العسكرية البولندية الخاصة بمنطقة خاركيف، القريبة من الحدود الروسية.
وأكدت أنها قصفت مصنعا للأسلحة قرب العاصمة كييف.
وأضافت أن نظام S-400 الصاروخي استهدف مروحية أوكرانية من طراز MI-8 كانت قد هاجمت قرية كليموفو في منطقة بريانسك، جنوبي روسيا.
ويرى الرئيس السابق للمخابرات العسكرية البريطانية، الفريق فيل أوزبورن، أن المرحلة التالية من الحرب في أوكرانيا ستكون لوجستية بامتياز.
وكتب أوزبورن تحليلا نشرته شبكة “سكاي نيوز” البريطانية، أمس، أن روسيا تحاول حشد قوات بشكل “غير متكافئ” في شرق أوكرانيا، بمعنى أن يفوق عددها بكثير عدد نظيرتها الأوكرانية هناك.
ورجح أن تسقط مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة، الأسبوع المقبل، ثم ستبدأ القوات الروسية في المنطقة بالزحف على الشمال لدعم الهجوم في الشرق الأوكراني.
وقال أوزبورن إن التحدي الحالي أمام الأوكرانيين هو ما إذا كان بوسعهم إعادة إمداد القوات هناك، بالسرعة الكافية والحصول على الأسلحة والمعدات المناسبة لصد الهجوم.
وأضاف: “ستكون معركة لوجستية حقيقية”، مضيفا: “أعتقد أنها ستحدد وتيرة نجاح الحملة العسكرية خلال الشهر المقبل أو نحو ذلك”.
وفي أواخر آذار (مارس) الماضي، أعلنت روسيا تخفيض مستوى العمليات العسكرية في محيط كييف وشمالي أوكرانيا، مشيرة إلى أنها ستركز على “تحرير” منطقة دونباس شرقي أوكرانيا.
ما أهمية إقليم دونباس؟
ورصدت صور التقطتها الأقمار الاصطناعية قافلة عسكرية روسية ضخمة، قبل أيام، وهي تتجه إلى دونباس، في خطوة تأتي ضمن مساعي روسيا لحشد قواتها في الإقليم الانفصالي.
ومنذ اندلاع الحرب سيطر الجيش الروسي والقوات الموالية له على نحو 90 % من منطقة لوغانسك.
وصمدت القوات الأوكرانية بقوة أكبر في منطقة دونيتسك التي تشكل مع لوغانسك إقليم دونباس الناطق بالروسية.
إلى ذلك، قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية إنها اطلعت على مذكرة دبلوماسية أرسلتها موسكو إلى واشنطن، تحذر فيها من مغبة الاستمرار في تسليح أوكرانيا، خلال الحرب الحالية.
وأوضحت الصحيفة أن روسيا بعثت بمذكرة دبلوماسية رسمية إلى الولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي “الناتو” بشأن شحنات أنظمة الأسلحة الأكثر حساسية، معتبرة أنها “تصب الزيت على النار” في الصراع.
وفيما بدا أنه تهديد مبطن، قالت المذكرة الروسية إن استمرار توريد شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا سيؤدي إلى “عواقب لا يمكن التنبؤ بها”.
وجاءت هذه الخطوة في وقت وافق الرئيس الأميركي جو بايدن على توسيع نطاق تسليح أوكرانيا، بحزمة قدرت بنحو 800 مليون دولار، وتضمنت طائرات من دون طيار ومركبات مدرعة، وكميات كبيرة من الصواريخ المضادة للدبابات والطائرات.
وسهلت واشنطن تزويد أوكرانيا بنظام الدفاع الجوي السوفيتي الصنع “إس-300″، بعدما أقنعت سلوفاكيا بتسليم هذا السلاح إلى كييف، في مقابل أن تنشر الولايات المتحدة نظام “باتريوت” الدفاعي على أراضيها.
ويقول مسؤولون أميركيون إن الدفعة الأولى من حزمة التسليح الجديدة ستصل إلى أوكرانيا في غضون أيام، بعد نداء عاجل أطلقه الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي.
يأتي ذلك وسط مخاوف أوكرانية من هجوم روسي وشيك في إقليم دونباس شرقي أوكرانيا، خاصة بعد رصد إشارات على حشود عسكرية روسية باتجاه تلك المنطقة.
وكانت روسيا أعلنت في الماضي أنها ستعتبر شحنات الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا أهدافا عسكرية مشروعة، لكنها لم تقدم على ضربها حتى الآن.
لكن، ربما تستعد روسيا لضربها في المستقبل القريب، وفقا لما نشرته “واشنطن بوست”.
ويقول المدير السابق للتحليلات الخاصة بروسيا في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ديك شيني: “لقد استهدفوا مستودعات الأسلحة في أوكرانيا نفسها، حيث جرى تخزين إمدادات غربية”.
ويضيف شيني “أن السؤال هو هل سيذهبون (الروس) أبعد من محاولة استهداف (الأسلحة) في الأراضي الأوكرانية، ومحاولة ضرب قوافل الإمدادات نفسها وربما دول حلف الناتو”.
ويعتبر المسؤول الاستخباري السابق: “إنه إذا تعثرت القوات الروسية في المرحلة التالية من الحرب كما حدث في المرحلة الأولى، فإن فرص استهداف لإمدادات الناتو على أراضي سترتفع بشكل كبير”.-(وكالات)
التعليقات مغلقة.