بلدية جرش تعزو تأخر مشاريعها إلى الجائحة وانخفاض ميزانيتها
جرش – حملت بلدية جرش الكبرى مسؤولية تأخر مشاريعها الحيوية لجائحة كورونا، وما تمر به المملكة من ظروف اقتصادية، ولتخفيض موازنتها التي لم يصادق عليها لغاية الآن، برغم قرب انتهاء العام الحالي، اذ خفضت من 12 مليون دينار إلى 9 ملايين ونصف المليون، وذلك على حساب مشاريع حيوية في البلدية، وفق رئيس قسم الإعلام في البلدية هشام البنا.
وقال، ان البلدية لم تستلم للآن مشروع تبليط وسط المدينة، برغم انتهاء مدة عطائه قبل نحو 6 شهور، لوجود نواقص فيه وزيادة مساحات أخرى عليه، لم تكن مدرجة في العطاء، ولعيوب فنية وهندسية في المشروع، ظهرت جراء حدوث تهبيطات وعيوب وانزلاقات في البلاط، لم يصوبها المقاول، لذا لن يجري استلام المشروع على أوضاعه الحالية، ومن دون تصويبه.
ويعد مشروع التبليط من مشاريع تطوير الوسط التجاري، وتكلفته لا تقل عن 126 ألف دينار، مشيرا الى أن مدة العطاء تبلغ 3 أشهر فقط، وكان يفترض بأن يجري تسليم المشروع في نيسان (ابريل) الماضي.
وأضاف أن البلدية مددت مساحة التلبيط، وقد أضافت الربع القانوني الى العطاء، وجرى تجهيزه، اذ يوجد مساحات بحاجة للتبليط، كذلك لاتمام المشروع، وقد رفع كتاب من البلدية إلى الوزارة لتبليط مساحات وطرقات إضافية، لكنها مهمة للمشروع، ولم يتقرر الموافقة عليها لغاية الآن، وجرى رفضها من الوزارة عدة مرات، اذ قررت البلدية تعبيدها كونها ما تزال أرضا ترابية، تتسبب بمشاكل وعوائق مرورية في الوسط التجاري.
وقال البنا، إن المشروع يهدف لتطوير الوسط التجاري وتهيئته، ليستقبل زوار جرش وسياحها، بعد تشغيل مسار وادي الذهب، الذي يحتاج تشغيله إلى مراحل عدة، ومن بينها مشروع التبليط، وتطوير الوسط التجاري أيضا سياحيا واقتصاديا، بخاصة وأن إدخال السياح للوسط التجاري، حلم منذ عشرات الأعوام، يتمنى التجار تحقيقه.
وأوضح البنا أن موازنة البلدية لهذا العام قدرت بـ12 مليون دينار، لكنها خفضت الى 9 ملايين، وتسبب ذلك بوقف مشاريع حيوية مهمة منها، مشاريع ترميم البيوت القديمة وعطاءات مركزية للشوارع والطرق ومسار وادي الذهب ومتنزه جرش القومي، والذي رصد له مجلس الإعمار نصف مليون دينار، بينما حولت باقي التكاليف الى صندوق البلدية وقدرها ربع مليون دينار، جرى إيقافها بتخفيض الموازنة إلى شعار آخر، وإيقاف صيانة وتعبيد وتوسعة شوارع مهمة وحيوية.
وأضاف أن هذه الموازنة، يخصص منها 40% بدل رواتب للموظفين وهي نسبة مرتفعة مقارنة بمساحة البلدية ومشاريعها ومناطقها والتزاماتها، فضلا عن تراجع الأوضاع الاقتصادية، بحيث تعذر الترخيص والسداد لآلاف من تجار المدينة، ما يرفع من عجز عوائدها.
وكانت البلدية جهزت دراسات فنية ولوجستية لمشاريعها، ووضعت مخصصات مالية لكل مشروع الى جانب تطوير مشروع وادي الذهب بعد حصولها على 33 الف دينار من جهة مانحة ونصف مليون دينار من مستثمر، لترميم وصيانة واستثمار بيوت تراثية تقع على مجرى الوادي.
وأضاف، أن هذه المشاريع تنموية، تسهم بتحقيق نهضة ثقافية وحضارية شاملة للمدينة، التي تعد ثاني أكبر مدينة سياحية في المملكة، لكنها ما تزال تعاني من تشوهات بصرية وثقافية واقتصادية وسياحية، ابرزها الاختناقات المرورية والبسطات وضيق الشوارع وعدم تأهيلها للجولات السياح في الوسط التجاري، وتحقيق فائدة اقتصادية لسكانها وتجارها.
وبين أن مشروع التبليط، من خطوات تجهيز الوسط لدخول السياح للمدينة الحضرية، الى جانب تنفيذ مشروع ربط المدينتين الاثرية والحضرية، عبر مشروع ينتظره الجرشيون منذ عقود، اذ يتطلب تطوير وادي الذهب التاريخي، ليغدو مقصدا سياحيا في المدينة الحضرية، لاحتوائه على بيوت تراثية وأثرية، ستجري صيانتها وترميمها وتطويرها وتحويلها إلى مقصد سياحي.
وأوضح البنا، أن التجار بدأو يلمسون نتائج مشروع التبليط من حيث حركة السير والنظافة والترتيب وتوسعة الطريق، وبعد تحسن الظروف الوبائية ودخول السياح للوسط التجاري، ستكون نتائجه ملموسة على نحو أكبر.
ويرى أن جملة هذه المشاريع التي تحرص البلدية على تنفيذها هذا العام، برغم الظروف المالية الصعبة، التي تمر بها البلدية، بسبب جائحة كورونا من أهم المشاريع الحيوية التي ستنهض بالواقع السياحي في المدينة، ما يتطلب اتخاذ اجراءات قد تعظم هذا الدور وتحقق الغاية المرجوة من هذا القطاع.
ويعتقد البنا بان تنفيذ مشروع “الاوتوبارك” ومشروع تبليط الوسط التجاري وتطوير وادي الذهب، يتيح المجال لحركة تسوق افضل والمساهمة بالحد من الازمة المرورية الخانقة التي يعاني منها الوسط التجاري، ومعالجة مشكلة أزمة السير وإعادة تنظيم السوق وتوفير فرص عمل لقطاع الشباب في هذه المشاريع.
وأوضح ان البلدية ستهيئ مسار وادي نهر الذهب، وبما يمكن الانشطة السياحية من الدخول الى وسط المدينة، ما يتطلب حزمة اجراءات، ابرزها تبليط شارع وسط المدينة من منطقة القيروان وصولا الى شارع تفرع الحسبة القديمة، واقامة مشروع طبقي بموقع ساحات الحسبة القديمة، ليرتفع لـ4 طبقات وطبقة خامسة للخدمات العامة التي تدعم الانشطة السياحية، فضلا عن مشروع لتطوير مجرى وادي نهر الذهب.
صابرين الطعيمات/ الغد
التعليقات مغلقة.