بلدية معان: مشاريع متعثرة منذ سنوات ومديونية تفوق 7 ملايين

تحديات جمة، تنتظر المجلس البلدي المقبل، أفرزتها مشاريع تنموية وخدماتية متعثرة وإجراءات تنظيمة معطلة، تناوب على حلها مجالس سابقة في مدينة معان، فيما خيار “ترحيل المشاكل”، كان أفضل الحلول، لمجالس طالما تذرعت بالوضع المالي الصعب والمديونية المرتفعة، فيما الآمال تبقى معلقة على مجلس قادم قد يخرج المدينة من عنق الزجاجة.
ولعل أبرز ما تحتاجه المدينة من مشاريع، تسهم بنهضتها وتنظيمها هو إعادة تأهيل وتطوير المدينة الحرفية، والاستجابة لمطالب المستثمرين المتكررة بتوفير شبكة مياه ومعالجة ضعف التيار الكهربائي والتغلب على المعوقات والصعوبات التي تواجه تقدمها، لخدمة المحال التي يشغلونها.
وإلى جانب ذلك، فإن استكمال المرحلة الثانية من إنشاء “مدينة حرفية” والتخلص من الانتشار العشوائي للمحال الحرفية والمهنية وتجميعها في مكان واحد يعد مطلبا ضروريا ايضا، بعد أن أصبح وجود محلات الحرف داخل المدينة وعلى طرفي الشوارع الرئيسة، يشكل أضرارا بيئية، ينتج عنها ضوضاء وظواهر مزعجة ومقلقة للسكان والمارة، والتي باتت تؤثر سلبا على الصحة العامة والحركة المرورية والبيئة المحيطة.
ولا تقل مشكلة تعطل العمل في مشروع كراج مبيت الشاحنات منذ تأسيسه عام 2006، اقل اهمية، بعد أن بات اصطفاف الشاحنات وتحركها في المدينة ومبيتها بين الأحياء السكنية ظاهرة مؤرقة، تشكل ازدحامات مرورية، ومصدر إزعاج للسكان، فالكراج الذي بلغت كلفة إنشائه نحو 300 ألف دينار، لم يتم تفعيله، ما يعكس عجز المجالس البلدية المتعاقبة، عن الالتزام بتنفيذ مشاريعها.
وعلى صعيد مشروع إنشاء مسلخ نموذجي للدواجن، باتت حاجة المحافظة التي تفتقر لهذا المرفق الحيوي، ملحة، اذ يستعاض عنه بـ”نتافات الدواجن”، التي تنتشر على نحو عشوائي في المدينة، وتتسبب بتلوث للبيئة، والتأثير السلبي على السلامة العامة.
وتتكر المطالب بضرورة استغلال مبنى مجمع السفريات القديم المهجور منذ 3 اعوام، بعد تشغيل المجمع الجديد في تشرين الأول (أكتوبر) 2019، اذ يأمل أهالي المدينة أن يوجه المجلس البلدي الجديد اهتمامه لاستثماره كسوق شعبي بطابعه المعماري التراثي الذي يمتاز به، ما سيخفف من انتشار البسطات في الوسط التجاري للمدينة، وإنهاء مشكلة انتشار البيع العشوائي.
ويرى سكان بالمدينة، أن الاعتداءات على الأرصفة والشوارع العامة أصبحت تشكل خطرا يهدد حياة المارة، وهي واحدة من أهم المعضلات التي تواجه معظم السكان كونها تعد تعديا واضحا على القانون، وعلى حق المواطن في السير الآمن على الرصيف، الأمر الذي أسهم في عرقلة حركة المشاة والزوار، وحدوث أزمات مرورية خانقة، مشيرين إلى أن الحاجة أصبحت ملحة لتنظيم الوسط التجاري في المدينة.
آمال كبيرة يعلقها الأهالي في مدينة معان على المجلس البلدي القادم، تلمس المشاكل الرئيسة لكافة المعيقات والتحديات التي تواجه المدينة وإيجاد الحلول المناسبة لها من خلال مرحلة جديدة تهدف إلى تغيير وتحسين الواقع الخدمي نحو الأفضل في كافة مجالات البنية التحتية والخدمات. ويأمل السكان أن تفرز المرحلة المقبلة مجلسا بلديا قويا، يسهم في رفع سوية الخدمات المقدمة، إلى جانب القدرة على مواجهة العديد من المتطلبات الخدمية.
ويقول سكان لـ”الغد” إننا ننتظر من مجلس البلدية الجديد بأن يكون على قدر من المسؤولية، مشيرين أن زيادة أعداد المرشحين سواء لرئاسة البلدية أو عضوية المجالس البلدية واللامركزية دليل على وعي أبنائها بأهمية المشاركة بهذه الانتخابات، ما يستوجب بالمقابل من المواطنين اختيار الأفضل لتحمل المسؤولية في تنفيذ مشاريع المنطقة الخدمية وجذب البرامج والخدمات والتي من شأنها أن تحسن من الخدمات وتخفف من نسب البطالة والفقر التي يعاني منها شباب المدينة.
مصدر رسمي في بلدية معان الكبرى، فضل عدم نشر اسمه، قال إن أهم المعيقات التي تواجه عمل البلدية، هي نقص الخبرات الفنية المؤهلة، وقلة الموارد المالية، إضافة إلى قدم الآليات، والبعض منها متهالك، ما يستنزف أمولا طائلة نتيجة تعطلها وكلفة صيانتها، ويسبب العديد من الإشكالات في مجال النظافة وغيرها من الأمور التي تعدها البلدية من أهم أولوياتها وواجباتها. كما لفت المصدر مشكلة أخرى وهي عدم دفع المواطنين والتجار المستحقات والضرائب المالية المترتبة عليهم لصالح البلدية، والمقدرة بمليون و800 ألف دينار، وهو ما يزيد من أعباء العمل البلدي، الأمر الذي حال دون توسع البلدیة في خدماتها، خاصة وانها تعاني من مديونية مرتفعة منذ سنوات وصلت الى 7 ملايين دينار.
وأشار المصدر، إلى أن نصف موازنة البلدية والبالغة 5 ملايين دينار يذهب كرواتب للموظفين ونفقات جارية وسداد ديون إلى شركة الكهرباء، إلى جانب كشف حساب جاري مدين بقيمة مليونين و500 ألف دينار لصالح بنك تنمية المدن والقرى.
إلا أن محمود آل خطاب من سكان المدينة وبعيدا عن معيقات البلدية المالية يأمل بإخراج مجلس بلدي قادر على مواجهة التحديات والمعيقات والتعامل مع المستجدات بما يخدم المواطنين وينعكس إيجابا على التنمية الشمولية في كافة مناطق المدينة وأن يكون تفعيل المشاريع الاستثمارية والخدمية المتعثرة على رأس أولوياته.
ويعول أشرف كريشان، على المجلس البلدي القادم في إيجاد حلول مناسبة للتخفيف من المديونية والتي تحول دون تحقيق البلدية لطموحاتها وتطلعاتها في تنفيذ المشاريع التي يتطلع إليها المواطنون لتتمكن من خدمة المدينة وسكانها خاصة في مجال خدمات البنية التحتية، الى جانب اتخاذ قرارات حاسمة لإنهاء الملفات الشائكة والمشروعات المتعثرة للارتقاء بواقع الخدمات نحو الأفضل.
ويشكو عبدالله الفناطسة، من غياب عدد من الخدمات الأساسية في المدينة، حيث تفتقر مدينة معان لسوق نموذجي مخصص لتجارة وبيع المواشي، يلبي المعايير الصحية والبيئية، ما يدفع إلى اتساع ظاهرة ما يسمى بـ”أحواش تربية وبيع المواشي” ويفاقم انتشار الزرائب وسط الأحياء السكنية، إلى جانب مشروعات أخرى أعلن عن افتتاحها منذ فترة سابقة ولم يتم تشغيلها مثل مصنع تدوير النفايات، رغم جاهزيته الذي جاء بمنحة من إحدى الجهات الداعمة بكلفة وصلت إلى 360 ألف دينار، فيما تشغيله قد يوفر 12 فرصة عمل على الأقل، فضلا عن رفع وتعزيز الطاقة الإنتاجية في مصانع “الحاويات والكندرين والبلاط والطوب” لتعظيم الاستفادة منها ولدفع عجلة التنمية والاستثمار، حيث أن عملهم لا يلبي الطموح.

حسين كريشان

الغد

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة