بني نصر يكتب : توظيف القصة القصيرة في العملية التعليمية
–
بسم الله الرحمن الرحيم
وزارة التربية والتعليم
مديرية التربية والتعليم للواء الكورة
نشرة تربوية بعنوان: توظيف القصة القصيرة في العملية التعليمية
اعداد رئيس قسم الاشراف: د فخري الفلاح بني نصر
الفئة المستهدفة: معلمات ومعلمو اللغة العربية والمرحلة الأساسية والمهتمين بكتابة القصة القصيرة
تاريخ إعداد النشرة :23/3/2021
_______________________________________________
توظيف القصة القصيرة في العملية التعليمية
المقدمة
تعد القصة القصيرة من الأساليب التربوية القديمة الحديثة المؤثرة في عملية التعليم والتعلم، فهي فن أدبي عالمي استخدمت في عملية التدريس منذ قديم الزمن، وجدت عند الحضارات القديمة مثل الفرس والروم والفراعنة الذين دونوا في كتبهم ونقشوا على الجدران مئات من القصص تروي مسيرة حضاراتهم بأبدع الأساليب ، و مازالت خالدة حتى عصرنا الحالي. احتوى القرآن الكريم على العديد من القصص التي تنوعت بين الطويلة والقصيرة ،و كان لها أهداف محددة وواضحة. قال الله تعالى(نحن نقص عليك أحسن القصص . (سورة يوسف آية (3).
مفهوم القصة بشكل عام
في ظل جائحة كورنا التي هزت العالم , وظل التعلم عن بعد الذي غزا مدارس العالم عامة ومدارسنا خاصه , وعزوف الطلاب عن التعلم والتعليم , بآتي دور معلم اللغة العربية ومعلم المرحلة الاساسية في توظيف استراتيجية سر القصة في جذب الطلاب نحو التعليم وتحقيق الهدف المنشود وايصال الفكرة العلمية بطريقة سلسة وجذابة .
ولا يخفى على أحد دور القصة في التعلم والتعليم وأهميتها في دافعية المتعلمين وتشويقهم. فالمعلم الناجح هو الذي يستطيع جذب المتعلمين من خلال سرد القصة المناسبة وكيفية توظيفها في العملية التعليمية، ولا يقتصر على القصص المدمجة بالمناهج الدراسية إنما يتخطى ما بين عالم الخيال والواقع.
مفهوم القصة
القصة حكاية قصيرة أو طويلة يتم كتابتها بتسلسل الأحداث التي تتضمنها، ولابد أن تكون تلك القصة مشوقة حتى يقرأها أو يشاهدها الإنسان إما من خلال تغيير الأحداث التي تشهدها القصة أو من خلال تصوير العادات والتقاليد التي اعتاد عليها الإنسان.(حمدان ,2017 ).وفي الوقت الراهن تلعب القصة دورا كبيرا في التعليم الذي تحول من الصورة الوجاهية إلى التعلم عن بعد ، وهذا قد يصيب الطالب بالملل والتقاعس عن الدراسة ، من هنا يأتي دور المعلم في استغلال شغف المتعلمين بالقصص لإيصال المعلومات أيا كان حقلها ، فهي قناة اتصال ناجحة بين المعلم والطالب في ظل جائحة كورونا .
مميزات القصة القصيرة
- سهولة السرد وتوفر عنصرالتشويق.
2- لا تحتاج إلى جهد للبحث عن مغزاها.
3- مناسبة للمتعلمين وخاصة المراحل الأولى من التعليم.
4-تحول الخيال لدى المتعلمين إلى واقع.
5-مناسبة لجميع المعلمين باختلاف التخصصات.
6-تُعلم المهارات وتساهم في اكتساب معارف جديدة.
7-تعزز التعلم الذاتي وتنمي مهارات التفكير بأنواعه كافة ، الإبداعي والنقدي….
8-تثري الحصيلة اللغوية لاسيما في المراحل المبكرة.
9- انتشارها على مستوى العالم للغتها السهلة وبساطتها وحجمها الصغير.
10- الوصف الدقيق للبيئة المحيطة بالمتعلم.
القصة الملائمة للمتعلمين
تعد القصة القصيرة أو الأقصوصة الأنسب للمتعلمين، فهي “عرض لمجموعة من الأحداث الواقعة في مرحلة معينة من مراحل الحياة، وعادة ما تكون تلك الأحداث قصيرة ،صغيرة ، يدور حولها محور القصة، وليس من الضروري أن يكون محور القصة شخصية حقيقية أو شخصية معينة، فمن الممكن أن تكون من خيال الكاتب لتناسب الجمهور والبيئة التي يتم من خلالها طرح القصة”. وهي كذلك فن سرد قصصي مكتمل العناصر، تتميز بالإيجاز الشديد والرمزية.
يزخر عالم القصص بما يسمى القصة القصيرة “الاسكتش” كقصة اللفتة الكبيرة وليلى والذئب وغيرها من قصص الخيال التي تروى على ألسنة الحيوانات كحكايات كليلة ودمنة التي أصبحت من أشهر القصص على مر الزمن( حمدان ,2017 )
وقبل دمج القصة في العملية التعليمية لابد للمعلم أن يتبع خطوات عدة كآلاتي:
1-المناسبة بين القصة والمرحلة العمرية.
2-تحديد الهدف من سرد القصة.
3-تحديد الوقت المناسب لسرد القصة.
4-ترك فرصة للمتعلمين ووضع حلول مبتكرة لنهاية القصة.
5-مناسبة القصة لموضوع الدرس المطروح.
6-تقدم وفقاً للحاجة الفعلية وبناءً عليها.
7-مناسبة القصة لمجتمع وبيئة المتعلمين.
ويمكن دمج القصص في العملية التعليمية من خلال:
1-بداية الحصة الدراسية كتشويق لدرس جديد.
2-نهاية الحصة الدراسية كتقييم ختامي من خلال وضع أسئلة معينة.
3-كنشاط للتقويم الختامي.
4-خلال ساعات النشاط المدرسي لعمل مشاريع قصصية.
طرق سرد القصة القصيرة
- أن تكون شفهية من خلال السرد القصصي.
- مكتوبة على شكل عروض تقديمية.
- ورقية يتم توزيعها على مجموعات بهدف إنجاز تقييم جماعي أو فردي.
- سمعية من خلال الاستماع لها وعرض مجموعة أسئلة حولها.
- مرئية وسمعية من خلال مقاطع اليوتيوب وغيرها.
- وكذلك من خلال التمثيل بالدمى والخشب.
العناصر الرئيسة للقصة القصيرة
الشخصيات: ويقصد بها العناصر التي تحرك الأحداث.
الحدث: وهو السبب الرئيس لسير القصة والذي تدور حوله القصة.
المكان: وهو الموقع الذي تدور فيه أحداث القصة.
الزمان: وهو الوقت الذي تجري فيه أحداث القصة.
الحبكة: وهي نقطة الذروة التي تتأزم فيها الأحداث.
النهاية: هي النهاية التي يعلن فيها الكاتب عن تحلل العقدة والإشراف على نهاية القصة.
مثال لقصة قصيرة ممكن تطبيقها نهاية الدرس : يختار المعلم قصة قصيرة من أحد المراجع وتكون القصة مكتملة الأحداث ويترك لها نهاية مفتوحة:
مازال الألم معلما من نوع آخر…….. حُكي عن بعض الملوك أنه ركب سفينة وبصحبته غلام أعجمي لم ير البحر أصلاً ولم يجرب محنة السفينة، فبدأ يصرخ ويئن وقد تهافت على نفسه وهو يرتعد خوفا من الغرق، وبمقدار ما لاطفه الـــناس لم يستقر له قرار، فتنغص عيش الملك حيث أعيته به الحيلة، وصادف أن كان في تلك السفينة حكيم فـــقال للملك: إذا أمرت فإنني سأسكته، فأجابه الملك: تكون بذلك قد بلغت غاية اللطف……… (باسل شيخو)
يطلب من المتعلمين ما يلي:
-تحديد شخصيات القصة.
-تحديد زمان ومكان القصة.
-ابتكار نهاية للقصة تناسب واقعها… وهكذا في باقي القصص.
-وضع المتعلم نفسه مكان إحدى الشخصيات ليتصرف بطريقة مغايرة لتصرفها في القصة
-تكليف المتعلم بإعطاء رأيه بإحدى الشخصيات سلبا أو إيجابا .
ختاماً
المعلم المبدع هو الذي يستطيع أن يجذب انتباه المتعلمين من خلال السرد القصصي، فالقصة في الوقت الحاضر تنوعت وأعطت مساحة واسعة للمعلمين للانطلاق في عالم الإبداع، فلم تعد القصص تقتصر على السرد، بل أصبحت لدينا القصص الملونة، والقصص المصورة، والقصص الورقية المتحركة والثابتة، وكذلك القصص الرقمية التي بفضل التكنولوجيا غزت الأجهزة الإلكترونية وأصبح إنتاجها سهلا بسيطا، كما يمكن مشاركتها مع الآخرين في كافة بقاع العالم بهدف توظيفها في العملية التعليمية.
المراجع
- https://www.novelengineering.org/book/wesla ndia/
- حمدان ،ربحي خليل أحمد (2017) أثر القصة المصورة في رفع التحصيل في مادة اللغة العربية .
- شيخو ،باسل (2013) هل فات الأوان لتبدأ من جديد ،دار القاسم ،دمشق.
التعليقات مغلقة.