بوزان…. المشاعر والعواطف // د.رياض خليف الشديفات

العواطف وحدها لا تحمي المجتمع …وما تطعم خبز
من عجيب حالنا نحن معاشر العرب …. أجساد بلا روح ….ولا مشاعر مستقرة ….تلعب بنا المشاعر الباهتة …نتعامل مع قضايانا المصيرية بطريقة عاطفية ….يحركنا الهوى …..نحاكم بعضنا بناء على تلك العواطف ذات ” البوزان ” تحركنا العواطف المتأرجحة ….نخبط خبط عشواء ….نريد بتلك المشاعر والعواطف أن نصنع مجدنا ومستقبلنا ….خطباؤنا في السياسة والإعلام والمساجد يدغدغون العواطف دون عمل أو خطاب عقلي ….سرعان ما نكتشف خيبتنا ….خيبة تلو الخيبة …نريد بهذه الخيبات أن نواجه عدونا …ونحصن مستقبلنا ….ونحمى شبابنا …يا أمة ضحكت من جهلها الأمم .
تعاملنا مع قضية فلسطين منذ النكبة الأولى بالعواطف دون الأفعال …حروبنا مشاعر خادعة ….أعلامنا لعب بنا دور الممثل الذي يتغير دوره بتغير أسم المسلسل ….تعاملنا مع تدمير العراق بنفس المنطق ….جاء الربيع العربي فنظرنا إليه بتلك البساطة الطفولية ثم باز كل شيء ….دمرت سوريا واليمن وليبيا والسودان ….بنفس المنطق ….فقدت مصر دورها الريادي بفعل تلك العواطف ….واليوم غزة وفلسطين ولبنان تعاني ما تعانيه …وما زلنا في في حالة التوهان ….تمت تصفية هنية ونصر الله …وما زالت مشاعرنا مركبة بين الفرح والحزن ….هل نفرح ؟ وهل نحزن؟ …. إيران لها مشروعها وأذرعها … وإسرائيل وامريكا والغرب لهم مشاريعهم في بلادنا …. فأين مشروعنا …. نرقص على جراحنا …
القضايا الكبرى نتعامل معها بعواطف ….القضايا الصغرى نتعامل معها بمشاعر ….أعلامنا مشاعر دون أفعال ….المحللون يخلطون بين العواطف وتخليل المعلومة ….يلعبون بعواطفنا ومشاعرنا ….قنوات الإعلام تزيد من حالة التوهان ….شخصنة الحياة العربية في كل شيء نظن الحل في الأشخاص ….عبد الناصر ، صدام ، القذافي ، هنية ، نصر الله ، وصفي في حالتنا المحلية ، أبطال الانتخابات المحلية ، مشاعر دينية على علمانية على قومية على سنية على شيعية ….لعب بنا القريب والبعيد ….نحن مجرد أجساد تحركها العواطف الباهتة …نرى الأشلاء ونرقص عليها …ونرى العدو يعلن خططه ونعد لها الخطابات الحماسية التي سرعان في تدخلنا في حالة هوس العواطف ….وعلى هذا الحال تصبحون على خير …تمسون على خير ….طابت أوقاتكم ….فلان مات ….اختفت دولة من الخريطة ….ابيد شعب ….المهم ……….والله المستعان .

 

التعليقات مغلقة.

مقالات ذات علاقة