بيان على حد السيف إلى أمة العروبة وأحرار العالم لأجل غزّة الصمود
بقلم/ طه عبدالوالي الشوابكة
هذا بيان للناس .. بيان إلى الأحرار في أرض العروبة
نتلوه على حد السيف المغروس أنفة في جبهة الصحراء، المنذور نخوة لبني قومنا في فلسطين السليبة ونحن نردد إيقاع الشادي إذ شدا : سقى الله ارضا على شطها يثور الرضيع ولم يفطم فمهما توالت عليها خطوب مدى الدهر تبقى هوى المسلممنذ انفجرت شرارة الحرب الاخيرة الدائر رحاها بين الحق الابلج الذي تخوض غمار احقاقه فصائل المقاومة الفلسطينية ضد الباطل اللجلج المتجرد من كل القيم الانسانية المتجسد صلفا في كيان هجين وظيفي غاصب ونحن نحبس انفاسنا تارة وننفث الجوى حنقا وغضبا تارة اخرى مما يجري بحق الفلسطينيين العُزّل على ايدي من حيزت لهم آلة الحرب والدمار الخبيثة مستحوذين على مفاصل القرار الدولي بكل نصوصه وبرتوكولاته وقد حظوا زورا وبهتانا بمؤازرة الغرب باسره فصادروا بدهائهم تأييده ومباركة ممثلي مجالسه الى جانبهم بلا مراعاة من اي منهم للعهود والمواثيق والشرائع السماوية فكيف بالوضعية !، هذا الغرب بكل (محافله) ومنظماته ومؤسساته بات غير مأسوف عليه لخذلانه اصحاب الحق الشرعي حين اسلم إرادته لهذا الكيان مقودت بخطام التبعية الصهيونية مأسورا بلجامها بلا روية أو تمحيص، وإذ الحالة هذه فإننا نتساءل بكل استهجان ونقول : هل هذه امريكا ؟ أمريكا التي لطالما ساقت على الشعوب المقهورة المنكوبة لازمة بغيضة في سيمفونية (خنباء) رديئة مكذوبة شائهة وهي لا تنفك تردد على مسامعنا شعارات احترام المواثيق والعهود الدولية متسترة بكل تبجح بدعاوي تقديس حقوق الانسان والحيوان والطفل وها هي حقوق المثليين فيهم تتصدر المشهد العام في جل مناشطهم واولوياتهم.
لا نريد تفسير المفسر فيما جرى ويجري لاهلنا في فلسطين منذ خمس وسبعين عاما خلت، لكننا نحيلكم الى ما ندّ عن صواب رئيس الولايات المتحده الامريكيه الحالي جو بايدن حين وقف مزهوا بين لفيف من بني صهيون إبان كان عضوا في مجلس الشيوخ الامريكي وقتذاك مكررا ذات العبارة التي وشى بها قبل خمسين عاما خلال زيارته لتل أبيب ، لقد أعادها مذكرا بها الصهاينة في الايام الاولى لاندلاع الازمة الراهنة اذ قال ( لو لم تكن اسرائيل موجودة لاوجدناها)، هذه العبارة التي تلخص مجمل فصول المؤامرة التي تعتمل متأججة كالرمضاء تحت اديم الرماد في رؤوس عرابي وزبانية أكذوبة (حراس المعبد ) ومن لف لفهم من دهاقنة (الصهيو – مسيحية) الجديدة فكان ما كان من تمليك من لا يملك وتهجير من كان للارض والتاريخ مالكا…
أما ونحن في ملتقى النهضة للتعليم والثقافة الأردني نعايش بأسى ونرقب في نكد وكمد تفاصيل هذه الهجمة الإسرائيلية المدوية ليل نهار ماسورين حيارى لا حول لنا ولا قوة على وقع هزيمها الصادم لكل المشاعر الإنسانية وإذ القول جهد المقل فاننا نعلن استنكارنا وندين ما تقوم به اسرائيل اليوم من اعتداءات ظالمة وان كنا اعتدنا على ما يشبهها من اعتداءات الا انها اليوم فاقت وتجاوزت كل الحدود غير المسبوقة ضد اهلنا في الضفة الغربية عامة وفي غزة الصمود والعزة خاصة، اعتداءات وحشية تبز ما قبلها ولعلها تثير فينا ذكريات مريرة مما فعله نيرون والتتار والمغول، نعم يا سادة ، نكرر ادانتنا للقصف الجوي الجنوني الحاقد والتدمير الممنهج لكل مقومات العيش الانساني ولو بابخس صوره ومتطلباته، كما ندين ونستنكر هذا الدعم الأمريكي ومعه الأوروبي لهذا الكيان الغاصب بالمال والسلاح والمشورة متوجين ذلك بالقرارات الجائرة النافذة على رقبة الضحية لتمكين المعتدي من الاستمرار في حربه الشعواء التي محقت ودمرت البشر والشجر والحجر دون وازع من ضمير ودون خجل مما صدعوا به رؤوسنا على مدى عقود مدعين عدالة الدساتير واحترام حقوق الإنسان.
كما نعلنها بالفم الملآن وعقائرنا جميعا تجأر بها مجلجلة لا ريب فيها ولا ارتياب لنقول للعالم أجمع اننا نقف صفا واحدا بالمال والعدة والعتاد والأرواح خلف جلالة قائدنا المفدى الملك عبدالله الثاني ابن الحسين الذي يقف اليوم لوحده وهو يحاول إيقاف هذه الجرائم ومعه جيشه الباسل سائرين خلف جلالته بكل عزم وحزم مثمنين دور جلالته الدؤوب طيلة أيام هذه الأزمة مؤيدين ومقرين لكل ما أطلقه من تحذيرات ومخاوف من تفاقم تداعيات الأزمة الخطيرة وتاثيرها على استقرار وطننا الاردن محذرا العالم باسره داعيا اياه ليقوم بدوره وتحمل مسؤولياته الأخلاقية لاحقاق الحق الفلسطيني غير منقوص. اخيرا يؤكد ملتقى النهضة للتعليم والثقافة بمنسوبيه كافة أننا في الاردن ما كنا يوما ولن نكون – بعون الله – تلك النائحة المستأجرة بل تشهد الأيام والسنوات ويشهد التاريخ الحديث والدم القاني في مقابر اللطرون وباب الواد وفي كل شبر من أرض فلسطين أننا نحن الثكالى بل نحن من حمل الهم ودفع الغرم زاهدا غير آبه في كل غُنم في سبيل الذود عن فلسطين العروبة ، وهذا هو عهدنا قيادة وشعبا من شتى المنابت والأصول، عهد عصي على المزاودة والتشكيك من اي جهة كانت (عربية أو إقليمية أو محلية) نمضي بعزم ومضاء خلف قيادتنا الهاشمية في سبيل قضايا أمتنا العربية وأولها واهمها القضية المركزية (قضية فلسطين ومقدساتها الإسلامية والمسيحية) دون أية حسابات أو اعتبارات نفعية مهما غلت الكلف والاثمان.. هذا بيان ملتقى النهضة للتعليم والثقافة نعلنه بكل وضوح ممهورا بمشاعر الغضب والاستنكار لكل ممارسات المحتل ضد اهلنا في فلسطين داعين الله عز وجل أن يرحم شهداءنا في غزة وان يشفي جرحانا ويحرر اقصانا من ايدي اولئك الغاصبين المارقين أنه نعم المولى ونعم النصير. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. عمان-الأردن
التعليقات مغلقة.