بيت أبو جابر بالسلط العتيقة.. أيقونة تراثية تثري السياحة
البلقاء- يشكل متحف السلط التاريخي المعروف بـ”بيت أبو جابر”، محطة جذب بارزة لزوار مدينة السلط، سواء من داخل المملكة أو خارجها، حيث قارب عدد زواره خلال هذا العام من 100 ألف زائر.
والمتحف الذي يعد واحدا من أبرز البيوت التراثية في وسط مدينة السلط العتيقة، يعود إلى أواخر القرن التاسع عشر لعائلة أبو جابر، لكن ونظرا للأهمية التاريخية والمعمارية لهذا المبنى، قامت وزارة السياحة والآثار باستملاكه وترميمه وتحويله إلى متحف، إذ تم افتتتاحه في العام 2010.
وقال عدد من زوار المتحف لـ”الغد”، إن الأهمية التاريخية والتراثية للمتحف، ومشاهدتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي لحجم الإقبال عليه، شكل لديهم دافعا للذهاب إليه والاستمتاع بأجوائه على أرض الواقع.
وأضافوا، أنهم تعرفوا من خلال زيارتهم للمتحف على معلومات وحقائق لم يكونوا على دراية بها وتتعلق بتاريخه وقصة طرازه المعماري وما إلى ذلك من معلومات مرتبطة به، مشيرين في الوقت ذاته إلى حسن الاستقبال والتنظيم من قبل القائمين على المتحف ونشاطاته.
ووفق ما ذكر مدير سياحة البلقاء، محمود عربيات، لـ”الغد”، يضم الطابق الأرضي من المتحف مركزا للزوار ومركز دراسات وقاعة عرض مؤقتة، فيما يحتوي الطابق الأول على قاعات عروض دائمة لتاريخ وجغرافية المدينة، أما الطابق الثاني، فيركز على المواضيع الثقافية والمعمارية والحياة اليومية للمدينة.
وبشأن فعاليات المتحف الرئيسة، قال عربيات، إن هناك فعاليات تتعلق بالتعليم وذلك بتنظيم وعقد محاضرات وندوات وورش عمل ذات مواضيع وثيقة الصلة بأفكار العرض في المتحف مثل الصيانة والحفاظ على التراث المعماري والثقافي والحضاري لمدينة السلط.
وأضاف، أن هناك أيضا تنظيم زيارات ميدانية للتعرف على أهم المظاهر التاريخية للمدينة، وجمع مصادر معلوماتية بأشكال مختلفة من كتب وصور وخرائط و”بروشورات”، بحيث يتم تزويدها للزائرين، لافتا إلى أن المتحف سيحتوي على وحدة دراسات وأبحاث للدارسين المهتمين والتاريخ والتراث المحلي لمدينة السلط.
وأكد عربيات، أن متحف السلط التاريخي بمثابة نقطة البداية للزائرين لأخذ فكرة عامة وشاملة عن تاريخ وثقافة وفلكلور مدينة السلط في فترة أوجها قبل الخوض بتجربة التجوال بالمدينة بأكملها من مبان وفعاليات ونشاطات، حيث سيتم ربط الممرات السياحية الرئيسة مع الساحات العامة في وسط المدينة ومع ما تحتويه أيضا من مبان وبيوت تاريخية مهمة أخرى مرتبطة بالمطلات السياحية للتمتع بمناظر شاملة وعريضة لمدينة السلط التاريخية.
وقال، “من هنا تظهر فكرة مشروع تنمية السياحة المجتمعية المستدامة في مدينة السلط لجعل المدينة كاملة بمثابة متحف مفتوح يتجول فيه الزوار لمشاهدة الآثار الباقية والتراث الحي لتعزيز قيمتها التاريخية والمعمارية والجمالية معا، لتشكل بمجملها معرضا واقعيا بممراته وأدراجه وساحاته ومبانيه التاريخية وبنشاطاته اليومية، فهو ليس متحفا مخصصا فقط للسياح وإنما أيضا لأهل المنطقة ليعيشوا ويستمتعوا بمدينتهم بما فيها من تاريخ وأصالة وتراث وثقافة، بحيث تبقى محط فخر واعتزاز لأهل السلط ومحط أنظار وتقدير وإعجاب الزائرين”.
وتطرق عربيات إلى أهمية المتحف من الناحية المعمارية، مؤكدا “أن من أهم مميزات المبنى موثوقيته وأصالته، فهو لم يتغير منذ بنائه قبل حوالي قرن من الزمان، كما أنه يظهر نوعية رفيعة في أسلوبه المعماري وتطور أساليب البناء في تلك الفترة”، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن “واجهته الأمامية غنية بالتفاصيل الحجرية المتقنة للنوافذ وعناصر فنية وتفاصيل معمارية مهمة، أما التصميم الداخلي فيتكون من فضاءات استخدم في تسقيفها الأقبية البرميلية والأقبية المتقاطعة وهي متقنة البناء، بالإضافة إلى أعمال الجبص ورسومات الفريسكو التي تزين سقوف التغطية في الطابق الثاني”.
وحول أهميته المكانية، قال عربيات، “إن هذا المبنى يرتبط بذكريات ساحة العين بنشاطاتها وفعالياتها وموقعها في وسط ومركز المدينة القديمة، وهو معلم بارز ومظهر رئيس من مظاهر مدينة السلط التاريخية، ويعرض المتحف تاريخ وثقافة وفلكلور السلط في فترة أوج ازدهارها منذ منتصف القرن التاسع عشر وحتى أوائل القرن العشرين ( 1847) – (1918) وبمساحة إجمالية (242.1م2)”.
محمد سمور/ الغد
التعليقات مغلقة.