بيت السلط التراثي.. افتتاحه المتعثر منذ سنوات بانتظار “الفرج”
البلقاء- التعثر، صفة تلازم العديد من المشاريع الريادية في محافظة البلقاء، حتى بات الإعلان عن الوصول إلى نسبة إنجاز 100 % في أحد المشاريع أمرا مستغربا، فيما أجواء قتل الطموح وتأخر الاستثمار وعدم خلق فرص عمل عناوين قد تناسب المرحلة.
بيت السلط التراثي، مشروع انطلق العمل به قبل 8 سنوات بهدف أن يكون استثماريا جاذبا للزوار والسياح، بالإضافة لخدمة أبناء مدينة السلط وتوفير مئات من فرص العمل لهم، إلا أن شيئا من ذلك لم يحدث حتى اليوم.
ووفق مصدر مطلع على ملف المشروع، فإن “بيت السلط”، مشروع يضاف إلى قائمة المشاريع التي يضربها سوء التخطيط والتنفيذ، مستذكرا بهذا الخصوص وعلى سبيل المثال لا الحصر، مشروع شارع الستين في مدينة السلط، وكذلك مشروع ساحة عقبة بن نافع.
وأضاف المصدر لـ”الغد”، طالبا عدم نشر اسمه، أن مشروع بيت السلط التراثي، مشروع طموح ولو أن التخطيط له والتنفيذ كانا كما يجب، لتم افتتاحه منذ سنوات، ليكون بالفعل مشروعا ينعكس على أبناء مدينة السلط بشكل إيجابي، وليكون كذلك مكانا جاذبا لزوار المدينة من داخل المملكة، وللسياح من خارجها.
إلا أن المصدر، انتقد المضي بتنفيذ مشاريع دون أن يكون هناك رؤية متكاملة وجدول زمني واضح، معتبرا أن ذلك يحول المشاريع إلى عبء بدلا من أن تكون ذات قيمة مضافة.
وطالب المصدر الذي أكد أن المشروع يعد تركة قديمة وثقيلة يواجهها مجلس بلدية السلط الحالي، بضرورة حل جميع المشاكل التي تواجه افتتاحه، مفضلا عدم الدخول في تفاصيلها، خشية حدوث تبعات وإشكالات لا يريد لها أن تحدث.
من جهته، يقول رئيس بلدية السلط، المهندس محمد الحياري، لـ”الغد”، إن “المجلس البلدي الحالي لم يتسلم ملف المشروع، كونه الآن في عهدة وزارة الإدارة المحلية التي طلبت من البلدية عدم تسلم المشروع حتى الانتهاء من إجراءات التحكيم التي يخضع لها”.
ولدى سؤاله عن أسباب ذلك، اكتفى الحياري بالقول، “هناك ملاحظات ومخالفات فنية في المشروع لا أكثر ولا أقل”، مشيرا إلى أن “القرار بشأن مستقبل المشروع مرهون بما ستتوصل إليه الوزارة بعد الانتهاء من إجراءات التحكيم”.
وبالعودة إلى تصريحات لرئيس بلدية السلط السابق، المهندس خالد الخشمان، في نهاية تموز (يوليو) عام 2018، فإن الكلفة الإجمالية لمشروع بيت السلط التراثي، وصلت إلى 6 ملايين ونصف المليون دينار مع الأرض المقام عليها المشروع، منها 5 ملايين ونصف المليون، عبارة عن تمويل من البلدية، ومليون دينار عبارة عن منحة من الصندوق الكويتي.
كما تحدث الخشمان في حينها، عن أن نسبة الإنجاز الفعلية للمشروع وصلت إلى 82 %، مؤكدا أن المشروع سيوفر فرص عمل لأبناء مدينة السلط بواقع 350 فرصة عمل، ومشيرا في الوقت ذاته إلى أن المشروع يعد مشروعا ترفيهيا استثماريا يخدم أبناء مدينة السلط ويشتمل على مطاعم وقاعات احتفالات وقاعات اجتماعات وملاعب للأطفال ومناطق خضراء ومواقف للسيارات، بالإضافة إلى غرف الإدارة بمساحة إجمالية تصل إلى 6219 مترا مربعا.
وبحسب تصريحات الخشمان ذاتها، فإن تصميم البناء راعى في تنفيذه ذوي الإعاقة، مشيرا إلى أن سطح البناء يشتمل على مطاعم ذات إطلالة خلابة، وتم تنفيذ قبة للبناء تعد أضخم قبة موجودة بالأردن بقطر 13.5 متر وارتفاع 4.5 أمتار، وسوف يتم استخدام طبقتين من الزجاج لضمان العزل الحراري، وفي إحدى الطبقات سيتم استخدام الزجاج المعشق الملون بأعلى المواصفات الهندسية وبمواصفات تنفذ لأول مرة في المملكة.
كما تحدث عن طرح عطاء لتوسعة الشوارع التنظيمية المؤدية لبيت السلط التراثي، ما سيعمل على تسهيل حركة المرور له ولإدارة ترخيص المركبات التي تقع بجانب المشروع.
محمد سمور/ الغد
التعليقات مغلقة.