«بيت الشعر بالمفرق» الشاعران سرسك والقضاة يتأملان شؤون الذات والحياة
في أمسية شعرية مختلفة، نظمها بيت الشعر بالمفرق مساء أول أمس، للشاعرين: الدكتور فريد سرسك، سمير القضاة، بحضور مدير البيت السيد فيصل السرحان، أدارها الشاعر والإعلامي عمر أبو الهيجاء بحضور جمع من المثقفين والمهتمين
أبو الهيجاء في تقدميه للشاعرين بسيرتهما الذاتية، وكما أشار قائلا: في هذه الأمسية نفرد مساحة لجمال الحرف والكلمة عن شؤون الذات الشاعرة وجدلها مع معنى الحياة، مضيفا لقد أسهمت الشارقة منارة الإبداع والثقافة من خلال توجيهات الشيخ الدكتور سلطان القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بالنهوض بالحركة الشعرية والثقافية مانحا المساحة الكبيرة من الاهتمام بالشعر الفصيح وتمثل ذلك بفتح بيوتات للشعر في الوطن العربي لتأسيس مناخ ثقافي جغرافي جديد، فكانت الملتقيات الشعرية والنقدية والتكريمية، وكذلك تخصيص جائزة للنقد الشعري. من هنا من أول بيت شعري ضمن مبادرات سموه نثمن عاليا هذا الدعم والاهتمام.
إلى ذلك استهل القراءة الأولى الشاعر الدكتور فريد سرسك صاحب ديوان «أرض وزنبق» فقرأ مجموعة من قصائده مستذكرا شؤون الذات الشاعرة المنفتحة على الكثير من تفاصيل الحياة، وقد تجلّت قصائد في التراتيل الصوفية والوجد الروحي مضمنا في قصائده بعض الأغنيات الملتزمة حيث أداها بصوت جميل مما أعطى بعدا فنيا ومعرفيا لشعره.
نختار من قصيدته «وطن المفاخر» هذا المقطع حيث يقول: «إلى وطن المفاخر والتجلي/ حدوت ركابي وانخت رحلي/ أنا البدوي لا حاصت حروفي/ ولا نزفت مع الرمضاء خيلي/ شآمي الملامح بيد أني/ مع البدو القحاح عجنت ظلي/ وناري تستحي مني إذا ما/ خبت أودعتها عودي وكحلي/ أحب من النجود نجود نجد/ وهبت رياضها بعضي وكلي/ فلو كان الهوى منها بقتل/ أبحت لقاتلي في الحب قتلي».
أما الشاعر سمير القضاة قرأ غير قصيدة طاف بنا أيضا في شؤونه الخاصة تجاه الحياة، حيث تغنى بالأردن الجمال والحب والحياة، ومستذكرا والداته والتفاصيل الصغيرة لها ودفء الأم وحنانها الذي افتقده برحيلها بلغة معبرة عما يختلج روحه وقلبه المشوق لها.
ومن قصيدته «أردنّ» يقول فيها: «أردنُّ، قلبي إنْ تشأ، عيناكا/ فيهِ أراكَ، ولا أرى الاكا/ وثَبتْ إلى شفتيَّ ومضةُ شاعرٍ/ فتوسّعتْ حضنًا، لكي يَلقاكا/ واللهُ يشهدُ، كم عشقتُ جدائلًا/ وبقيتُ قيسًا، يشتهي ليلاكا/ أردنُّ، إنَّ العمرَ، عمرٌ واحدٌ/ لا كانَ، إنْ أنفقْتُهُ بسِواكا/ تنسلُّ من بين الأصابعِ رعشةٌ/ عبّأْتُ فيها مَنْسَفًا وشراكا/ يا موطني، وأنا بروحكَ نُطفةٌ/ قل لي عن اسمِكَ، كي أدلَّ أباكا/ بلّوطَتانِ، تُظلّلانِ جوارحي/ أمي، أبي… صِرنا هنا نُسّاكا/ تتمدّدُ الذكرى على طرقاتِنا/ ما أطولَ العشقَ الذي يهواكا/ العينُ تفتحُ في الصباحِ لشمسِها/ لكنَّ شمسَكَ، لا تُضيعُ مَساكا/ أردنُّ، يا عشبًا لقُطعانِ النوى/ حتى الغيابُ، نظنُّهُ مَرعاكا/ لو صُبَّتِ الدنيا بكفّيَ موطنًا/ لاخترتُ قطْرتَكَ التي ترضاكا/ ويظلُّ هذا النهرُ نهرًا صافيًا/ لتُغَسِّلوني، كالشهيدِ هُناكا».
عمر أبو الهيجاء/ الدستور
التعليقات مغلقة.