بين الصعوبات المالية وترتيب الأوراق.. “السلة” يجمد الدوري بإجماع الأندية
قررت اللجنة المؤقتة لاتحاد كرة السلة، تجميد إقامة دوري أندية الدرجة الممتازة للرجال بكرة السلة للموسم الجديد، بموافقة مندوبي الأندية كافة.
وجاء في الكتاب الموجه من أمانة سر اتحاد كرة السلة إلى أندية الدرجة الممتازة: “أود إعلامكم بأنه تقرر تجميد إقامة دوري أندية الدرجة الممتازة للموسم 2023-2024 بموافقة مندوبي الأندية كافة، على أن تحتفظ أندية الدرجة الممتازة بتصنيفها في الدرجة الممتازة للموسم 2024، وهي: الأهلي والأرثوذكسي والجبيهة والرياضي وكفريوبا”.
وتابع: “سيسمح لهذه الأندية بالانضمام إلى بطولة الدوري الممتاز، من دون أن تضطر إلى التنافس في بطولات تصنيفية أو تأهيلية”، مشددا على أن القرار اتخذ بالإجماع.
وقال رئيس نادي الجبيهة مصطفى اللوزي في حديثه لـ”الغد”: “من الصعب أن يقام الدوري الممتاز بمشاركة ثلاثة أندية فقط، سيكون الشكل العام للبطولة غير تنافسي، أعتقد أن تجميد الدوري لموسم سيمثل فرصة جيدة من أجل إعادة ترتيب الأوراق”، لافتا إلى أن استثمار الأندية في الفئات العمرية سيتضاعف خلال الموسم الحالي.
واستطرد: “قرار التجميد للفترة الحالية إيجابي من أجل الخروج بدوري قوي في الموسم المقبل، تنعكس مخرجاته على المنتخب الوطني”، كاشفا أنه من الصعب اليوم إقامة أي بطولة في ظل الظروف والأوضاع الراهنة التي تشهدها المنطقة.
من جانبه، أكد رئيس كفريوبا عبدالله القواسمة، أن الظروف المالية الصعبة التي يمر ناديه بها أسوة بباقي الأندية، دفعته لاتخاذ خطوة استباقية بمخاطبة اتحاد كرة السلة لتجميد مشاركتهم في بطولة الرجال للموسم الجديد، مستطردا: “الإمكانيات المادية صعبة ولا يوجد داعمون لنا، نعتمد على دعم الاتحاد ووزارة الشباب فقط”.
وأضاف: “طرقنا العديد من الأبواب لتأمين رعاية للفريق، لكننا لم نجد اهتماما من شركات محافظة إربد، وسنحاول البدء من اليوم لتأمين جهة راعية للفريق والتحضير للمشاركة في الموسم الجديد، كما أننا سنبقي اهتمامنا بالفئات العمرية، التي ستشكل مستقبل الفريق لدينا”.
وأبدى عضو مجلس إدارة النادي الأرثوذكسي ورئيس لجنة كرة السلة إبراهيم عنصرة، أسفه الشديد لاتخاذ أصعب القرارات بتجميد دوري الرجال للموسم الحالي، لافتا إلى صعوبة الأوضاع المالية للعديد من الأندية، ورافضا تحميل الاتحاد المسؤولية وحده.
وأشار عنصرة في معرض رده على استفسارات “الغد” إلى أن: “الدوري القوي يفرض على الأندية استقطاب كادر تدريب محلي ولاعبين على سوية عالية، وهذا يفرض كلفة عالية على الأندية، ولا توجد أندية قادرة على تحمل ذلك”.
ويرى عنصرة، أن انعكاسات تجميد الدوري الممتاز ستكون سلبية على لعبة كرة السلة الأردنية، التي تأهلت مرتين متتاليتين إلى كأس العالم وأحرزت فضية الألعاب الآسيوية خلال فترة قياسية لم تتجاوز ست سنوات، لافتا: “يجب أن تحافظ الأندية على استثماراتها باللاعبين الشباب وإيجاد آلية بالتوافق مع اتحاد اللعبة للحفاظ على اللاعبين الشباب وصعودهم للفريق الأول، وهذه إيجابية التأجيل من أجل إعداد فريق جديد”.
بدوره، قال عضو مجلس إدارة النادي الأهلي عوني نغوي: “إن مصلحة اللعبة تتطلب الحفاظ على سمعتها، كاشفا: “من غير المنطقي أن تقام بطولة دوري محلي بمشاركة ثلاثة أندية فقط، هذا يعني صعوبة تأمين دعم الشركات ورعاية البث التلفزيوني، لذلك كان هناك توافق من الأندية كافة على تجميد الدوري لموسم واحد”.
وتابع: “يجب أن يكون هناك دور للاعبين من أجل إعادة الهيكلة والحفاظ على اللعبة، هناك اتفاق مبدئي على تنظيم بطولة صيفية تحت 21 عاما”، مؤكدا تلقيهم دعوة رسمية للمشاركة في بطولة دبي ومثمنا جهود رئيس اللجنة المؤقتة محمد عليان في تجنيب النادي تحمل غرامة الانسحاب من دوري سوبر غرب آسيا “وصل”.
وفيما يتعلق بعقود اللاعبين المرتبطين مع النادي، أجاب: “نريد حفظ حقوق جميع الأطراف، النادي واللاعبين، لكن عقود اللاعبين تتضمن بندا يتيح إنهاء العقد حال إلغاء بطولة الدوري أو حدوث أمور خارجية قاهرة. سنحسم قرارنا قريبا”.
ورغم اتخاذ نادي الرياضي خطوة استباقية وإعلان تجميد فريقه الأول للرجال لمدة موسم واحد بسبب الصعوبات المالية وتوقف عقد رعاية ودعم “أرامكس” للفريق، إلا أن عضو مجلس إدارة النادي ورئيس نشاط كرة السلة أنس خشان، يرى أن قرار تجميد بطولة الدوري لا يشكل حلا جذريا ومن شأنه أن يعيد اللعبة إلى الوراء.
وقال: “يجب أن تواجه الأندية التحديات وأن يجلس الجميع على طاولة الحوار، لطرح ومناقشة الحلول، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، أكدنا سابقا في الرياضي عدم قدرتنا على تحمل فاتورة خوض دوري طويل مدته 7 أشهر مع وجود لاعبين أجنبيين، هذا يشكل تحديا جديدا ويحتاج لرعاية كبيرة”، مؤكدا سعي النادي للاستثمار في الفئات العمرية، والتركيز على اللاعبين الشباب والمشاركة بهم في دوري الرجال بالموسم المقبل.
في المقابل، حث لاعب المنتخب الوطني أحمد الحمارشة، أندية الدرجة الممتازة على القتال من أجل إقامة بطولة الدوري للموسم الحالي، مؤكدا أنه بإمكان ممثلي الأندية الجلوس مع عدد من اللاعبين الممثلين عن زملائهم، للوصول إلى صيغة توافقية تضمن إقامة الدوري وبشكل يحفظ حقوق جميع الأطراف.
وأضاف: “أنا واثق أن هناك حلولا سيخرج بها الاتحاد لإنقاذ اللاعبين والأندية، هناك الالتزامات وعائلات اللاعبين، ويجب أن تنظر الأندية من زاوية أوسع تتجاوز رؤية ما يعنيها فقط والتوقف عن وصف مطالبات اللاعبين بالمغالاة، بحيث يمكن إبرام العقود طويلة الأمد بشكل يساعد الأندية على الإيفاء بالتزاماتها ويدفع اللاعبين للتخفيض من مطالبهم المالية،”، مشددا على أن انتهاج البعض من ممثلي الأندية تسعيرة للاعبين تسببت في إحداث مشكلة وشرخ في العلاقة بين اللاعبين والأندية.
وكانت أندية الأرثوذكسي والأهلي والجبيهة، أكدت استعدادها للمشاركة بدوري الرجال للموسم الجديد، لكن الداعمين الرسميين للدوري الممتاز، لم يقدموا الضمانات اللازمة للإبقاء على دعمهم المالي كاملا، فيما ألغيت البطولة التأهيلية، التي كان من المقرر إقامتها لإكمال عقد الفرق المشاركة في بطولة الدوري الممتاز، بسبب عدم استيفاء الأندية المتقدمة لشروط المشاركة، والمتمثلة بإبراز عقود تتضمن التعاقد مع سبعة لاعبين كحد أدنى، وتوفر صالة تدريب، ورصد مبلغ كاف للإنفاق على البطولة التأهيلية والدوري الممتاز، في حال تأهل الفريق.
الغد/خالد تيسير العميري
التعليقات مغلقة.