تأخر الأمطار يهدد الزراعات الحقلية ويرفع الفاتورة العلفية
مع تأخر الموسم المطري وأثره السلبي على القطاع الزراعي، عبر خبراء زراعيون عن خشيتهم على الزراعات الحقلية التي تحتاج إلى أمطار مبكرة، على الرغم من أن الفرصة ما زالت متاحة للهطول المطري، مبينين أن من إيجابيات هذا الهطول تقليل الفاتورة العلفية وتخفيض أثر الآفات الحشرية على المحاصيل.
وبين هؤلاء الخبراء لـ”الغد”، أنه منذ منتصف شهر أيلول (سبتمبر) الماضي ولغاية الآن “لم تهطل الأمطار، حيث أدى ارتفاع درجات الحرارة وتبخر كميات كبيرة من المياه المخزنة، إلى تعرض الكثير من الأشجار للإجهاد وموت معظمها، خاصة للمزارعين الذين لا يلجأون إلى عملية الري التكميلي”.
وأشاروا إلى أن كثيرا من مزارعي الزيتون يؤخرون عملية القطف بعد الشتوة الأولى لزيادة حجم الحبة، ولتنظيف الشجر من الغبار أثناء القطف.
وفي هذا الشأن، قال الباحث والخبير في الشؤون الزراعية والتنموية د. حسان العسوفي “إن من الملاحظ تأخر الموسم المطري الحالي والذي يتزامن عادة مع نهايات أيلول وربما يكون التأخر في السنوات الأخيرة ناجما عن تداعيات التغير المناخي.
وأضاف العسوفي أن ظاهرة تأخر المواسم المطرية يستدعي إعادة النظر في مواعيد الزراعة المعتادة للعديد من المحاصيل الزراعية، خصوصاً البعلية منها، مبينا أن تأخر الموسم المطري الحالي سيؤثر سلباً على المراعي، خصوصاً في المناطق الشرقية والبادية الجنوبية، والتي تنشط وتزدهر مراعيها مع أمطار الموسم في بدايات الخريف.
ويضيف، “كما يستدعي الأمر تأخير تواريخ زراعة المحاصيل الحقلية خصوصاً في شمال ووسط المملكة”، مبينا “أن الفرصة ما زالت متاحة ومناسبة للبدء بزراعة المحاصيل الحقلية (كالقمح والشعير) زراعة عفيرية كما هي معروفة للعديد من المزارعين”.
وقال إن الموسم المطري السنوي “لم يبدأ بعد، وأعتقد أن لا مخاوف من هذا التأخير في البدء بزراعة المحاصيل خصوصا في شمال ووسط المملكة.”
فيما بين مدير اتحاد المزارعين في الأردن، محمود العوران أن المزارعين يتعرضون حاليا لمشكلتين؛ الأولى لا تكمن بتأخر الموسم المطري فقط، بل بارتفاع درجات الحرارة في مثل هذا الوقت من السنة، بنحو يقارب 6 إلى 7 درجات مئوية، وهذا يؤثر سلباً على القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني.
وأضاف العوران إن ذلك يستدعي مزيدا من الري، خاصة فيما يخص أشجار زيت الزيتون؛ ذلك أن المزارعين اعتادوا على وجود شتوة في شهر تشرين الأول (أكتوبر)، لكن ما يحدث الآن هو العكس مع ارتفاع درجات الحرارة، وبالتالي يضطر المزارع للري التكميلي لغايات التخفيف من الآثار السلبية لهذا الارتفاع، إذ إن الهدف من الشتوة لمزارعي الزيتون هو إزالة الأتربة والأوساخ عنه.
وبين أن تأخر الموسم المطري يؤدي إلى تداخل المواسم بين الزراعات الشفا غورية والغورية، ما يؤدي إلى زيادة الكميات المعروضة من الخضار، وكذلك فيما يخص موضوع الثروة الحيوانية، إذ أصبح الجو الآن عبارة عن بيئة خصبة للأمراض والآفات نتيجة التباين في درجات الحرارة، فضلا عن أن هناك أيضاً تكاليف إضافية وأعباء على المزارعين.
من جهته، قال المهندس الزراعي منير السمور إن تأخر هطول الأمطار في الموسم الحالي، سينعكس سلبا على مراعي الثروة الحيوانية والغابات والأشجار الحرجية والتنوع الحيوي والحياة البرية، الأمر الذي يزيد من أعباء الفاتورة العلفية على المزارعين.
وأشار السمور إلى أن تأخر الأمطار سينعكس أيضا سلبا على الإنتاج النباتي للزراعات الشتوية، خصوصاً المحاصيل الحقلية كالقمح والشعير والخضار الشتوية والمحميات الطبيعية.
ودعا المزارعين إلى ضرورة الاهتمام بالحصاد المائي وتجهيز أراضيهم الزراعية بالشكل الذي يحقق الاستغلال الأمثل لمياه الأمطار، بتخزينها في التربة عن طريق حراثة الأرض بالشكل الذي يحصد الماء، أو بإجراء ما يلزم لتخزينه في آبار التجميع والبرك والأحواض، وتجوير الأشجار المثمرة.
كما دعا إلى إضافة الأسمدة العضوية أو الكيماوية بطيئة التحلل إلى التربة، وخلطها بالحراثة لتحسين خواص التربة الطبيعية وزيادة خصوبتها، مؤكدا أن الموعد الأفضل للحراثة هو الآن.
التعليقات مغلقة.