تأهيل القرى التراثية سياحيا.. هل يتم ضمن الخريطة الاستثمارية في عجلون؟

– ما تزال المباني والقرى التراثية المنتشرة في محافظة عجلون، وفق مهتمين وناشطين، تفتقد للرعاية والاهتمام المطلوبين، رغم إمكانية القيام بذلك، مؤكدين أن إعادة تأهيلها وتوظيفها من أجل الاستثمار السياحي، سيكون له آثار تنموية لأصحابها ومجتمعاتها المحيطة بها.

بهذا الخصوص، يتساءل عضو مجلس المحافظة منذر الزغول، “ألا تستحق قرية دير الصمادي الجنوبي، هذه القرية التراثية الجميلة، أن توضع على الخريطة السياحية والاستثمارية لمحافظة عجلون والوطن، وتلقى الرعاية والتأهيل بأسرع وقت؟”.
ولفت الزغول، إلى أنه “تم تصوير عدد من الأعمال الدرامية الأردنية الريفية في هذه القرية الجميلة المطلة على فلسطين الحبيبة”.
أما الباحث محمود الشريدة، فيقول إن “المباني التراثية والأثرية في عجلون ومناطقها، كدير الصمادية والوهادنة، تشكل تاريخا عريقا ومؤثرا في حياة الأجيال، وتعد ذاكرة حية ستبقى شاهدة على أيام مضت عانى فيها الآباء والأجداد كثيرا لتوفير الحياة الكريمة لعائلاتهم”.
وأكد الشريدة، أن “هذه المباني بأشكالها المتعددة وطرز بنائها المستوحاة أحيانا من طبيعة المكان والبيئة واحتياجات الأسرة، تبين أن تلك المنازل والبيوت كانت تستخدم لأغراض متعددة”، داعيا إلى إعادة تأهيلها واستثمارها تنمويا وسياحيا.
ووفق المواطن مهند الصمادي، فإن “البيوت التراثية والتاريخية في منطقة دير الصمادية، سواء الجزء الشمالي أو الجنوبي، تعد شاهدا على عظمة وتاريخ هذه المنطقة التي تقع على بعد 10 كم إلى الغرب من مدينة عجلون على طريق الهاشمية”.
وأضاف الصمادي، أن “موقع دير الصمادية يعتبر من المواقع الأثرية والتراثية، نظرا لما يتمتع به من خصوصية، فما تزال أبنيته التراثية خير شاهد على العصر؛ إذ لم يطرأ أي تغييرات عليها وما تزال تحتفظ بتراث وطراز معماري يعكس التقاليد المعمارية المحلية للقرن التاسع عشر ومنتصف القرن العشرين، ما يستدعي إدراجها ضمن الخطة الاستثمارية للمحافظة”.
ومن وجهة نظر المواطن محمد الزعارير، فإن “قرية دير الصمادية تعد شاهدة على تاريخ وحضارة بناها الإنسان العجلوني، فهي ما تزال تحتضن عددا كبيرا من البيوت التراثية التي بنيت من الحجر والطين، حيث سكنها الأهل والأحبة من أبناء عشائر الصمادي لفترات طويلة جدا، وكانت بالفعل نموذجا جميلا ورائعا في تلاحم الأهل وحبهم لبعضهم بعضا”.
وأضاف الزعارير، أنه “من الصعب جدا اليوم السكن في هذه البيوت بسبب طبيعتها التي تفتقر لكثير من الخدمات التي يحتاجها جيلنا الحاضر، لذلك فإن بقاء هذه البيوت أيضا على حالها ليس هو الحل المطلوب، بل ينبغي من الجهات المعنية إعادة تأهيلها بتزويدها بالبنى والخدمات الضرورية واستثمارها سياحيا”.
وأكد، أن “الحل هو أن تتحول المنطقة كلها إلى قرية تراثية عجلونية، وأن تتحول بعض هذه البيوت إلى متاحف شعبية تعرض فيها كل تراثنا الزاخر بالحضارة والإبداع والتميز، وتوضع على الخريطة السياحية لمحافظة عجلون”، مقترحا في الوقت ذاته “تخصيص جزء من موازنة مجلس المحافظة وأي جهة رسمية أو مانحة أخرى لإجراء عمليات الترميم اللازمة لهذه البيوت التراثية”.
يذكر أن وزارة الاستثمار كانت قد أطلقت سابقا 6 فرص استثمارية جديدة عبر المنصة الإلكترونية (invest.jo) في القطاع السياحي والصناعات الغذائية كمرحلة ثالثة من إطلاق الفرص الاستثمارية التي أطلقتها الوزارة سابقا.
وتقدر الفرص الاستثمارية المطروحة بحجم استثمار كلي متوقع 58.43 مليون دولار، ليصبح عدد الفرص التي أطلقت على المنصة 36 فرصة استثمارية وبحجم استثمار كلي يتجاوز 1.4 مليار دولار.
وقالت الوزارة حينها إن الفرص الاستثمارية أطلقت بهدف التشجيع على الاستثمار في القطاع السياحي والصناعات الغذائية، حيث تم تحديد ثلاث فرص استثمارية في القطاع السياحي شملت مشروع إقامة القرية السياحية بحجم استثمار متوقع 20 مليون دولار، ومشروع إعادة تأهيل واستخدام قرية دير الصمادية الجنوبي بحجم استثمار متوقع 4 ملايين دولار، ومشروع إقامة منتزه عجلون الوطني بحجم استثمار متوقع 5 ملايين دولار.
أما الفرص الاستثمارية الثلاث الأخرى، فكانت من نصيب قطاع الصناعات الغذائية لتشمل مشروع إقامة مزرعة نموذجية بحجم استثمار متوقع 430 ألف دولار، ومشروع أكاديمية طهي بحجم استثمار متوقع 7 ملايين دولار، ومشروع سلسلة التخزين المبرد بحجم استثمار متوقع 25 مليون دولار.
إلى ذلك، بدأت بلدية الشفا في محافظة عجلون بأعمال فتح وتسوية وتوريد فرشيات لتعبيد الطريق المؤدي إلى قرية دير الصمادية الجنوبي التراثية بطول 500 م طولي وبالعرض حسب الواقع.
وقال رئيس البلدية زهر الدين العرود، إن “البلدية ولأول مرة تكون حاضرة في المشاريع السياحية ضمن منصة استثمر في الأردن والمتعلقة بإعادة تأهيل قرية دير الصمادية الجنوبية كوجهة سياحية وتراثية وزراعية متميزة”.
وأضاف العرود، أنه “بالتنسيق مع وزارة الإدارة المحلية تم عمل زيارة ميدانية على أرض الواقع وتمت المباشرة بتنفيذ العطاء”، مؤكدا، أن “مشروع إعادة تأهيل واستخدام قرية دير الصمادية الجنوبي كوجهة سياحية تراثية زراعية متميزة ضمن الفرص الاستثمارية، يعتمد بشكل أساسي على إعادة استخدام البيوت التراثية والأحواش في المنطقة كفعاليات مرتبطة بالسياحة التراثية والزراعية. وسيوفر المشروع منامات بمفهوم (Bed and Breakfast)، وإبراز نمط الحياة الريفية في القرن التاسع عشر من أجل الارتقاء بمستوى المنتج السياحي التراثي”.
وأوضح أن “هذا المشروع سيعتمد على نقل التجربة المحلية للزائر بشكلها التي كانت عليه في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، عن طريق تجربة السكن في البيت الفلاحي الريفي وتجربة حصاد المزروعات وتجربة طهي الأطباق المحلية، والتعرف على التقاليد والصناعات اليدوية من خلال العمل والتفاعل بين السياح والسكان المحليين”.

عامر خطاطبه/ الغد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات علاقة