تجدد المعارك في السودان فور انتهاء الهدنة بين طرفي النزاع
السودان – ما أن انتهت الهدنة، صباح أمس الا وعادت أجواء الحرب في السودان، شاملة كل انواع الاسلحة، بما فيها الطلعات الجوية للطيران الحربي في أم درمان.
وفيما قالت قوات الدعم السريع أنها تصدت بالمضادات الأرضية لطيران الجيش، ذكرت عن اندلاع اشتباكات عنيفة في منطقة المهندسين وحي الفتيحاب بأم درمان في الخرطوم، وكذلك باندلاع اشتباكات عنيفة في مدينة الدلنج بولاية جنوب كردفان بين الجيش وقوات الحركة الشعبية بقيادة عبدالعزيز الحلو.
وأمس انتهت هدنة دامت الاثنتين وسبعين ساعة بين الجيش وقوات الدعم السريع، وكانت دخلت حيز التنفيذ صباح الأحد الماضي، بين طرفي الصراع، غير أنها لم تخل من خروقات في مناطق مختلفة.
وشردت الحرب المستعرة منذ شهرين في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع أكثر من 2.5 مليون سوداني، بين نازح ولاجئ، ولا سيما في دارفور حيث الشوارع ملأى بالجثث، بحسب ما قالت الأمم المتحدة أول من أمس.
وفي اليوم الأخير من هدنة تم الالتزام بها على نطاق واسع في الخرطوم شب حريق مساء أول من أمس في مقر الاستخبارات في العاصمة.
وأشار مصدر في الجيش أن قوات الدعم السريع “قصفت المبنى”، في خرق لهدنة مدتها 72 ساعة متفق عليها .
ورد مصدر في قوات الدعم السريع قائلا إن “مسيرة تابعة للجيش قصفت المبنى حيث كان قد تجمع عناصر في قوات الدعم السريع”، وأشار إلى أن القصف “أدى إلى حريق ودمار جزئي في مقر الاستخبارات”.
وأوقعت المعارك الدائرة بين الجيش بقيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة الجنرال محمد حمدان دقلو أكثر من ألفي قتيل، وفقا لتقديرات يرى خبراء أنها أقل بكثير من الواقع.
وإذا كان الهدوء يخيم حاليا على العاصمة الخرطوم، ففي الجنينة، المدينة الأكثر تضررا من الحرب والواقعة في إقليم دارفور (غرب) والتي شهدت أعنف المعارك، تمتلئ الشوارع المهجورة بالجثث والمتاجر تعرضت للنهب.
وفي رسالة صوتية نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أول من أمس، قال دقلو المعروف بـ”حميدتي” إنه بسبب “الصراع بين المكونات القبلية في الجنينة أمرنا قواتنا هناك بعدم التدخل”.
وأكد دقلو أن لديه “كل المعلومات حول عمليات التسليح التي تمت من قبل مخابرات الجيش، ولجميع الأطراف في الولاية، من أجل إشعال الفتنة”.
ومنذ أيام يفر سكان الجنينة سيرا على الأقدام في طوابير طويلة، حاملين معهم ما تيسر، على أمل الوصول إلى تشاد الواقعة على بعد 20 كيلومترا إلى الغرب.
ويقول هؤلاء الفارون من أتون المعارك إنهم يتعرضون لإطلاق نار ويتم تفتيشهم مرات عدة على الطريق.
وبحسب منظمة “أطباء بلا حدود” فإن “15 ألف سوداني، من بينهم قرابة 900 مصاب، فروا إلى مدينة آدريه في تشاد تحت وابل من النيران التي يطلقها الجيش وقوات الدعم السريع ومقاتلون قبليون ومدنيون مسلحون”.
وقال منسق “أطباء بلا حدود” كونستانتينوس بسيكاكوس لدى عودته من مدينة آدريه “لقد اشتدت أعمال العنف، والناس يعيشون في خوف دائم من أن يتم استهدافهم”.
وتؤكد الأمم المتحدة أن أكثر من 150 ألف لاجئ سوداني موجودون الآن في تشاد.
وحذرت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة إيغاد من أن النزاع “اكتسب الآن بعدا عرقيا” مع “هجمات على الهوية”.
كذلك فإن الأمم المتحدة تتحدث عن احتمال وقوع “جرائم ضد الإنسانية”.
من جهتها أحصت المنظمة الدولية للهجرة أكثر من نصف مليون لاجئ سوداني. وقالت إن”550 ألف شخص فروا إلى الدول المجاورة”.
وكان المجتمع الدولي تعهد خلال اجتماع عقد في جنيف الاثنين الماضي بتقديم 1،5 مليار دولار من المساعدات، وهو نصف ما تحتاجه المنظمات الإنسانية وفقا لتقديراتها الميدانية.
ويعتمد 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان السودان، على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة في بلد يغرق في الدمار والعنف بسرعة “غير مسبوقة”، وفق تعبير الأمم المتحدة.
وحذر مدير برنامج الأغذية العالمي في السودان إدي راو أول من أمس من أن “الاحتياجات الإنسانية بلغت مستويات قياسية في وقت لا تبدو فيه أي مؤشرات على نهاية للنزاع”.
وفي بداية الحرب، قالت المنظمات الإنسانية إنها لم تحصل سوى على 15 % من الأموال اللازمة لعملياتها. وإذا ما تم الالتزام بتعهدات جنيف فستحصل هذه المنظمات على نصف ما تطلبه.
ويقول ألكسندر كييروم من مجلس اللاجئين الدنماركي إن “مستوى التمويل في السودان مخز”.
ويضيف أنه في أوكرانيا، بعد شهرين من الحرب، “كانت 68 % من الأموال اللازمة لمواجهة الأزمة متوفرة”.
وتخشى اللجنة الدولية للصليب الأحمر من النفايات التي تتراكم والجثث التي تتعفن تحت أشعة الشمس الحارقة.
وتحذر اللجنة من أن كثيرين يضطرون إلى شرب مياه غير صالحة من النيل مباشرة أو من مصادر أخرى.-(وكالات)
التعليقات مغلقة.