تجميد “سلة الممتاز” يحول بوصلة اللاعبين نحو الاحتراف بالدوريات العربية
يفضل العديد من لاعبي أندية الدرجة الممتازة للرجال بكرة السلة، الاحتراف في الدوريات العربية بالدول المجاورة، عن الجلوس في المنازل لمدة طويلة، وذلك بعد قرار تجميد الدوري الذي أعلنته اللجنة المؤقتة مؤخرا بالتوافق مع ممثلي أندية الدرجة الممتازة لنحو عام كامل، من أجل مساعدة الأندية بإعادة ترتيب بيتها الداخلي.
وانضم لاعب المنتخب الوطني أشرف الهندي مؤخرا إلى نادي نفط الشمال العراقي، وسبقه لاعبا الارتكاز محمد شاهر والجناح أمين أبو حواس، بالإنضمام إلى ناديي الكرخ والحشد العراقيين، فيما ما يزال نادي اتحاد أهلي حلب السوري يجري مفاوضات مع صانع ألعاب “الصقور” فريدي إبراهيم لبحث إمكانية ضمه، في الوقت الذي تسببت فيه آلة الحرب الإسرائيلية الغاشمة بعدوانها المتواصل على قطاع غزة، بتأخير الإعلان عن انتقال بعض اللاعبين إلى الدوري الفلسطيني لكرة السلة، ما ينذر بهجرة جماعية وقسرية للعديد من اللاعبين.
ويؤكد المدرب الوطني يوسف أبو بكر في حديثه لـ”الغد”: “الاحتراف الحالي لبعض اللاعبين يبدو سلبيا على الناحية الفنية، لكنه مهم للاعبين في جوانب أخرى، خاصة فيما يتعلق بالجانب المادي لتأمين قوت يومهم”، لافتا إلى أن توجه اللاعبين لدوريات ضعيفة ليس خيارهم، وإنما بسبب الواقع الصعب الذي فرضته منظومة اللعبة.
ويتابع: “الاحتكاك ومواصلة اللعب أمر مهم للاعبين للحفاظ على لياقتهم وبعض مهاراتهم، لكنه لا ينميها بالشكل الصحيح إذا كانت الهجرة اضطرارية، كنا نأمل في أن يتطور الدوري وأن يتم البناء على الإنجاز المتحقق بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم، لكن المشهد يتكرر اليوم بصورة مشابهة لما حدث بعد عامين من المشاركة التاريخية الأولى بكأس العالم 2010 في تركيا، عقب الهبوط الحاد بمستوى اللعبة آنذاك.
من جانبه، يقول المدرب الوطني عبدالسلام صالح: “إن هجرة اللاعبين بهذه الطريقة العشوائية، يمثل خللا تتحمله المنظومة كاملة”، لافتا إلى أن: “الأفضل للاعب أن يشارك للحفاظ على لياقته، حتى ولو كان المستوى الفني للبطولة ليس عاليا”، مشددا على أن قرار تجميد بطولة الدوري الممتاز غير مقبول بأي شكل من الأشكال.
وأضاف: “الاستمرارية أساس النجاح لأي منظومة لعب، وانقطاع اللاعب عن خوض المنافسات لفترة طويلة أو احترافه بدوريات ضعيفة، سينعكس سلبا على أدائه الفني”، لافتا إلى أن اللاعب لا يتحمل مسؤولية هذا القرار في ظل محدودية الخيارات أمامه وحاجته الماسة لمصدر دخل للصرف على نفسه وعائلته.
بدوره، لم يخف لاعب المنتخب الوطني أحمد حمارشة، حقيقة أن الاحتراف يمثل فرصة حقيقية للاعب الأردني من أجل بناء اسم له وتقديم نفسه للخارج، مشيرا في حديثه لـ (الغد): “اللاعب يضع مصالحه وعائلته وحياته الشخصية على سلم أولوياته، والاحتراف يمثل فرصة حقيقية لبناء اسم له والاحتكاك مع اللاعبين في الخارج، كما سيحافظ اللاعب على لياقته البدنية ويعزز من مسؤولياته تجاه اللعبة، ليكون خير سفير لكرة السلة الأردنية في مختلف الملاعب العربية والأجنبية”.
ويرى مراقبون، أن تفاقم المشكلة باتخاذ قرار التجميد وهجرة اللاعبين، تتحمله الأندية بدرجة أكبر بعد فشلها في التخطيط السليم، إلى جانب تحميل الاتحاد مسؤولية رضوخه لمطالبات الأندية بالتجميد والاستسلام للواقع، رغم سلسلة الإعلانات التي كانت تتغنى بها الأندية قبل انطلاقة كل موسم عن تجديد العقود واستقطاب المحترفين المميزين من الداخل والخارج بناء على التعليمات، قبل أن تتجدد المشكلة وتفقد بعض الفرق حظوظ المنافسة مبكرا، في مشهد يعزيه المراقبون إلى أن الأندية لم تخطط سوى لتجاوز أزمتها الراهنة، بدلا من تسيير أمورها طبقا لأحوالها وقدراتها المالية، كما لم تلتفت أبدا لضرورة منح الناشئين والشباب فرصة كافية لتغذية الفريق الأول بالمميزين منهم.
ويجمع الخبراء، على أن التفاعل والتعايش مع هموم لعبة كرة السلة لا يحتاج إلى عبارات تحفيزية عبر منصات التواصل الاجتماعي فقط، وإنما إلى اتخاذ خطوات جادة ومدروسة باعتبارها مشروعا وطنيا يستحق الدعم من جميع المؤسسات الخاصة والحكومية، وبشكل يساهم بتحقيق نتائج ملموسة على صعيدي المنتخبات والأندية، خاصة وأن حال كرة السلة الأردنية في جوهرها وحقيقتها هواية، وعنوانها “احتراف مزيف”.
الغد/ خالد تيسير العميري
التعليقات مغلقة.