تدني نسب المشاركة بالانتخابات المحلية في الجزائر
خلافا لما كان متوقعا تدنت نسبة المشاركة في الانتخابات الجزائرية المحلية التي جرت أول من أمس، حيث سادت المقاطعة السياسية واللامبالاة بين عموم الجزائريين.
ورغم التحسن قياسا بالانتخابات الماضية، الا أن المشاركة بقيت “دون المستوى”، إذ وصلت الى 35 % فيما في الانتخابات الماضية بلغت 23 %.
وأعلن رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات محمد شرفي مساء السبت أن “نسبة المشاركة بلغت عند غلق مكاتب الاقتراع 35.97 % في انتخابات المجالس البلدية و34.39 % على صعيد مجالس الولايات”، مشيرا إلى مشاركة أكثر من 8.5 مليون ناخب.
وأشار شرفي إلى ان النتائج العامة الخاصة بعدد البلديات والولايات التي فاز بها كل حزب أو القوائم الحرة “لن يتم إعلانها قبل عدة أيام”.
وقالت صحيفة الوطن إنه “خلافا لتوقعات المسؤولين في السلطة والمشاركين فإن الاستياء الشعبي هو الذي كان في الموعد، لأنه لأول مرة كانت نسبة المشاركة في انتخابات محلية متدنية”.
وذكرت الصحيفة بنسبة المشاركة في آخر انتخابات محلية في 2017، التي فاقت 44 % إذ تقدم للتصويت أكثر من عشرة ملايين ناخب من أصل 22 مليونا آنذاك.
لكن محمد شرفي رفض مسبقا، مساء أول من أمس، المقارنة مع الانتخابات المحلية التي جرت في عهد الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة واتهمتها المعارضة والصحافة بالتضخيم.
وقال شرفي إن “نظام الانتخابات مختلف والظروف والجهة المنظمة (وزارة الداخلية) مختلفة” لذلك يجب المقارنة برأيه مع “الانتخابات التي نظمتها السلطة فقط”.
وبحسب أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر، توفيق بوقعدة فإن”نسبة المشاركة في الانتخابات المحلية جاءت ضعيفة على عكس ما كان متوقعا من طرف الجميع، حيث ظلت كتلة المقاطعة السياسية أو مقاطعة اللامبالاة هي الأعلى”.
ومع ذلك فإن “النسبة المقدمة حقيقية وتعبر فعلا عن الكتلة الناخبة رغم بعض التجاوزات التى لا تؤثر على النسبة العامة”. وقال “أعتقد أننا في الجزائر تجاوزنا إشكالية التزوير الواسع” كما أوضح بوقعدة.
ومنذ إعلان النسب الأولى للمشاركة أكد شرفي أن “نسب المشاركة حققت قفزة نوعية” مقارنة بالانتخابات التشريعية في حزيران (يونيو) التي شهدت أكبر نسبة امتناع في تاريخ البلد، حيث لم يقدم للتصويت سوى 23 % من أكثر من 23 مليون ناخب.
وكتبت صحيفة الخبر “رغم تحسن نسبة المشاركة مقارنة بالمواعيد السابقة، فإنها تبقى دون المستوى بالنظر إلى أن المحليات، تستقطب دوما اهتمام المواطنين”.
وبالنسبة لصحيفة الشروق فإن الانتخابات المحلية “تخطت امتحان المشاركة بتقدير مقبول”.
ولأول مرة منذ اندلاع الحراك في شباط (فبراير) 2019، شاركت منطقة القبائل في هذا الاقتراع بعدما قاطعت الانتخابات الرئاسية التي جاءت بالرئيس تبون في كانون الأول(ديسمبر) 2019 ثم الاستفتاء على الدستور تشرين الثاني (نوفمبر) 2020 وأخيرا الانتخابات التشريعية في حزيران (يونيو) 2021.
وشكلت الانتخابات المحلية اختبارا جديدا للرئيس عبد المجيد تبون الذي وعد بتغيير كل المؤسسات المنتخبة “التي لوثها التزوير والمال الفاسد” دون الاهتمام بنسبة المشاركة “لأن التصويت ليس إجباريا”.
ومع ذلك كان تبون دعا للتصويت بقوة مع تأكيده أن هدف الانتخابات “هو الوصول إلى مؤسسات شرعية بأتم معنى الكلمة، وهو ما وصلنا إليه” كما صرح للصحافة بعد أن أدلى بصوته.
وبحسب الصحف فإن الانتخابات جرت من دون أحداث عنف كبيرة خلافا للانتخابات التشريعية الأخيرة، باستثناء “تحطيم محتجين مكتب اقتراع في بلدية أهل القصر بولاية البويرة” على بعد نحو 100 كلم شرق العاصمة الجزائرية، كما أفادت صحيفة الوطن.
كما ذكرت الإذاعة الجزائرية أن الانتخابات البلدية لم تجر في أربع بلديات في بجاية (250 كلم شرق الجزائر) لعدم تقدم أي قائمة للترشح، لكن الانتخابات الولائية جرت بشكل عادي فيها”.-(أ ف ب)
التعليقات مغلقة.