ترك حياة الرفاهية في لندن وانتقل إلى غزة لمداواة جراحها.. من هو الطبيب غسان أبو ستة؟
عاد الجراح غسان أبو ستة من بريطانيا إلى فلسطين، ليكون شاهدًا على مجازر كثيرة شهدها قطاع غزة المحاصر، لاسيما مجزرة مستشفى المعمداني التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث راح ضحيتها نحو 500 شهيد، فظهر أبو ستة في المؤتمر الصحافي لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة، وسط جثامين شهداء المجزرة التي شنها العدوان الصهيوني السافر على المستشفى، ومن هذا الظهور، أصبح أبو ستة حديث الناس في جميع أنحاء العالم.
خلال فترة تجاوزت الـ6 أسابيع من عدوان همجي لم يسبق له مثيل، لم يغفل أبو ستة عن إظهار الجانب المروع لجرائم الاحتلال في المستشفيات التي يقوم بمعالجة المرضى فيها، فنقل رسالته باللغتين العربية والإنجليزية، وأصبح يتحدث عبر قنوات عربية وعالمية لينقل الصورة المؤلمة، ولم ينس أيضاً أن يعطنا جرعة من الأمل والصلابة من خلال حسابه على “إنستغرام”، ليروي عزيمة مرضاه والطاقم الطبي الذي يعمل برفقته.
غسان أبو ستة
غسان أبو ستة هو أستاذ فلسطيني يحمل الجنسية البريطانية، متخصص في علم الجراحة حصل على تعليمه الطبي في جامعة غلاسكو في المملكة المتحدة، وتخصص لاحقًا في جراحة القحف والجمجمة للأطفال وجراحة الحنك.
وفي عام 2012، أصبح مسؤولًا طبيًا عن برنامج إصابات الحرب لدى الأطفال في المركز الطبي بالجامعة الأميركية في بيروت، كما شارك أبو ستة عام 2015 في تأسيس برنامج طب النزاعات في معهد الصحة العالمي في الجامعة الأميركية ببيروت.
مغادرته غزة
كان أبو ستة ترك عائلته وعمله وحياة الرفاهية التي يحظى بها في لندن، وانتقل إلى غزة فور الإعلان عن معركة “طوفان الأقصى”، في خطوة كان الهدف منها أن يكون بجوار أهل القطاع الذين توقع أنهم سيتعرضون لعدوان غاشم من الاحتلال.
غادر أبو ستة غزة، أول أمس السبت، وكتب عبر صفحته الخاصة إنستغرام أمس الأحد: لقد تركت غزة. قلبي وعقلي ما يزالان هناك، مع مرضاي، أتذكر قصصهم وجروحهم، سأقاتل من أجل أن يتلقوا العلاج المناسب، والعدالة التي يستحقونها، قلبي محطم بطريقة لم أكن سأدركها يوماً.
لقاؤه مع جلالة الملك والملكة
التقى جلالة الملك عبد الله الثاني، وجلالة الملكة رانيا العبدالله اليوم الإثنين، الدكتور غسان أبو ستة.
وكتبت الملكة رانيا عبر حسابها على “انستغرام”: “مع جلالة سيدنا اليوم في لقاء مع الدكتور غسان أبو ستة، أحد الأطباء الأبطال الذين سخروا قلوبهم وأرواحهم لإنقاذ أكبر عدد ممكن من أهل غزة. على مدى الأسابيع الستة الماضية، تم تدمير المنظومة الطبية في غزة تماماً، ما ترك الأطباء عاجزين عن علاج الكم الهائل من الاصابات المروعة والأمراض المعدية التي تنهال عليهم كل يوم”.
الغد
التعليقات مغلقة.