ترهين الموروث… (دنق …وطبس….)// د. بسام هلول
=
…ترهين الموروث….…
(دنق …. وطبس….)…
ورد ف كتاب (جغرافية الفكر)…Richard E.NISBETT…) (.. لتكن لك عينان في مؤخرة رأسك)…ومن خلال موروثنا الاردني ترد هذه الكلمات وخاصة عند مناسبات الافراح والاعراس وما يولم فيها من الثريد او الثريداو المجللة او المنسف.. ثمة كلمات ترد على السنة العامة..عندما ينادوننا كصبيان او يصطحبنا الاباء فيوصونا كلمات فيها غاية التهذيب بان. لانهجم على الزاد بشره وانما علينا الاقتصاد..وخاصة عندما يقال لنا( دلِّ ايدك ياولد..لاطبس..لاتكن شرها وانما اوغل برفق..ذلك ان الزاد كطقوس التدين..اوغل برفق ولن يشاد احد الدين الا غلبه بعيدا عن المغالاة..او التطرف وكذا ( ادب الوليمة)…( يافلان كل بيمينك وكل مما يليك)…واضعا يدك اليسرى خلف ظهرك واليمنى تأكل بها.. وتنتظر اول واحد يصدر او يهم للصدور بعد ورد عندها تنطلق الاشارة من عين الوالد ان تنهض او( كف يدك)..فتأتي كلمة( دلِّ)..اي مد يدك بتظرف واذا مااخذت المرء منا ساعة يستغرقه( النهم)..فنقول( طبّس)..في الزاد اي ان مجاديفه اخذت عرض هذه القصعة وجذّف بعيدا عن قواعد الادب العام..وجرى المثل او السائر الشعبي
( اللي دلّى ما ثنّى واللي غسّل ما لحق)..من هنا عندما يولم في بيوتنا المطلوب الاسراع كي تاخذ مكانك من المائدة…وفي زحمة هذا السوق من المقدمة يعرض لنا الملاح عبر تجربته مع البحر( اذ اضطراب اللجة تغلب على صلابة الصخور..وان ثمة ناتئا صخريا يصمد امام لطمة موجه)… الامر الذي حداني ونحن في زحمة التشكيل او التعديل وما يخصني كأكاديمي استهام الاخبار بين وارث او طامع او من له علوق بمنصب رئاسي جامعي..حيال انخرام من سبق عقده مع خطة الجامعة واي جامعة الامر الذي وكما يقول المغاربة بلغة الادارة( الكشط من الاطر)..ذلك ان بعضهم لم( يحترز ويداري ولي انعمه)..فانخرم عقده)… رغم ما مر به من وفر من الجاه خيل اليه( التأبيد)…ف( يطبس)..وينسى وبشره كسره الصبيان عند الوليمة..مع انه لو عقل لاستفاد من مزاج القنفذ في تعامله مع جحره ذلك انه ومن فطرته وقانونه الذي يقوم على( التحرز والمداراة)..( يأكل ويقيس)..فلحظة الشره والنهمة لاتنساه حجمه عند اوبته الى( جحره)…فيأكل على مهل وتؤدة..لان من يصحب السلطان لابد له ان لاينسى ( دنق)…يعني كل برفق ولا تبالغ في الشراهة والنهم..لان السلطان سرعان مايتخلص منه مثله كمثل راكب البحر اذا اوشكت السفينة على الغرق لايرعوي ان يلقي بمن ركب معه كي ينجو هو..رغم مغالاتهم ورغم انهم يحلفون بحياته حتى وان اوصلوه وصفا( قضيب الذهب)…ًوهذا مانصت عليه كتب ومصنفات تدابير الملك ان من صحب السلطان يجب ان لايغيب عن باله( فورة البحر)…فمن ركب البحر لاتؤمن بوائقه..ومن صاحب السلطان عليه ان. يأكل ويقيس وان لاينسى وخير مثال ادم اكل من الشجرة فنسي فهبط
..فعليه ان( لايطبس)..وانما يكفيه من مؤتدم قصعته ان يوغل برفق…وهانحن نرى مما جرى لكثير ارتقوا ووصلوا اليه من عالي المناصب والرتب
..ونسوا( يدلّي)..بيده وعينه خلف رأسه
فعليه ان لاينسى ان اضطراب اللجة تغلب على صلابة الصخور…فكل وقيّس
ايها المرء الكيّس…دلِّ ولا تطبس)…
التعليقات مغلقة.