تشكيليون يرسمون “جرش” بألوان وقصص تحاكي تاريخ المدينة
يشارك في مهرجان جرش للثقافة والفنون هذه الدورة ما يزيد على 20 فنانا تشكيليا من محافظة جرش وغيرها من المحافظات، ليعرضوا لوحاتهم الفنية في شارع الأعمدة بين المصلبة والساحة الرئيسية، لتسليط الضوء على أعمال الفنانين وتسويقها في مختلف دول العالم.
بدت أعمال التشكيليين التي زينت شارع الأعمدة وعددها بالمئات كلوحة فنية واحدة ترسم تاريخ مدينة جرش وعراقة الفنانين الأردنيين، وتدخل الزائر في حقبة طويلة من سنوات الحضارة والعراقة والتاريخ في مدينة جرش الأثرية.
وزينت اللوحات امتداد شارع الأعمدة، ليشعر الزائر بفرح وسعادة من خلال سيره عبر ألوان وفنون وتراث متنوع ومختلف، فكل لوحة فنية تروي قصة وتعطي حكمة وتبعث رسائل الحب والفرح والسلام والحضارة في جرش.
وقال الفنان غسان العياصرة، وهو رئيس رابطة جراسيا للفنون الجميلة، إن معرضهم هذا العام مميز بعدد الفنانين المشاركين وعدد اللوحات المعروضة وطبيعة الفنانين المشاركين، ومنهم فنانون من ذوي الإعاقة ومتميزون باللوحات والمعروضات والإنتاجات الفنية.
وأضاف العياصرة، وهو منظم المعرض الفني منذ أكثر من 11 دورة سابقة للمهرجان، ويشارك بالمهرجان من خلال أعماله منذ ما يزيد على 17 عاما، أن هذه الدورة والانطلاقة للمهرجان من أنجح الدورات نظرا لعدد الزوار الكبير ونسبة الإقبال على المعرض، لا سيما وأن عدد الزوار لا يقل عن 2500 زائر.
وقال العياصرة إنهم نجحوا هذا العام بالتشبيك مع فنانين من مختلف دول العالم من خلال الترويج للمهرجان وتسويق منتجهم الفني، وقد تم بيع جزء من لوحاتهم الفنية والتنسيق كذلك لمعارض فنية في مختلف المحافظات.
وبين العياصرة أن توقعاتهم قبل انطلاق المهرجان جاءت بعكس ما يشاهدونه اليوم على أرض الواقع، لاسيما وأن عدد الزوار كبير مقارنة بالحالة الوبائية والظروف الاقتصادية للمواطنين وقلة السياحة الخارجية، إلا أن السياحة الداخلية وزيارة فعاليات المهرجان في ازدهار وارتفاع يوميا، وهذا يدل على نجاح المهرجان وتسويق المنتج الجرشي والأردني بمختلف الفنون والمهن والحرف.
واعتبر العياصرة مشاركتهم بالمهرجان فرصة لعرض إبداعات المشاركين وتبادل المعرفة والخبرات بين الفنانين، إذ يشارك فنانون من محافظات مختلفة (إضافة لمحافظة جرش) ومنها؛ العقبة وعجلون وعمان وإربد، وهذه فرصة لعرض ونشر وتسويق الأعمال الفنية للمشاركين، خاصة وأن الرابطة تضع معايير عدة للمشاركة، ومن أهمها تشكيل لجان فنية لاختيار الأعمال الفنية المميزة بما يظهر صورة جرش بأجمل وأبهى صورة.
وبين العياصرة، في حديث صحفي مع “الغد”، أن الأولوية تعطى للفنانين الجدد والأعمال الأكثر إبداعا، وتخصص زاوية للمواهب الواعدة، حتى تستفيد أكبر شريحة من أبناء جرش من مشاركتهم بالمهرجان، كما يتم دعم المواهب الفنية لذوي الإعاقة، ويشارك في المعرض هذا العام فنانان أحدهما من المواهب الواعدة وفنان من ذوي الإعاقة.
وأشار إلى أن المعرض يستضيف فنانا تشكيليا كل عام من المحافظات الأخرى ليكون ضيف شرف للمعرض، وضيف هذا العام الفنانة التشكيلية جارانيتا العرموطي، من عمان، وتشارك لأول مرة ولوحاتها مميزة.
وقال الفنان صالح عبداللطيف وهو من فئة ذوي الإعاقة “من محافظة جرش”، إن مشاركته في مهرجان جرش نوعية ومميزة ويسوق أعماله الفنية بين مختلف دول العالم من خلال الحضور والمهتمين بهذا النوع من الفن التشكيلي الذي ما يزال بحاجة إلى دعم ومساعدة من مختلف الجهات المعنية.
وأكد أن الجائحة أسهمت في تراجع عدد المهرجانات والمعارض الفنية المتخصصة بهذا النوع من الفن التشكيلي، ومهرجان جرش معروف بسمعة جيدة وألق إعلامي وحضور مميز من مختلف الفئات، وهو نافذة تسويقية قادرة على تسويق المنتج الجرشي الفني والحرفي والمهني والإبداعي بمختلف مستوياته.
وثمن الفنان صالح مشاركته بالمهرجان، مؤكدا ضرورة إقامة هذه الفعاليات على مدار العام لضمان تسويق المنتج الفني عبر مختلف دول العالم.
ويرى الفنان التشكيلي عبد الجبار بنات، أن مهرجان جرش من المهرجانات العالمية التي تتميز بموقعها وتاريخها ومدتها وطبيعة الحضور من نخبة مميزة من متابعي الإبداع والفن بمختلف أنواعه، وهو فرصة للتشبيك بين عدد كبير من الفنانين من مختلف دول العالم.
وبين أن المهرجان قد فتح لهم نافذة الوصول إلى العالمية من خلال التشبيك مع بعضهم بعضا وبيع معروضاتهم، وهذه فرصة لتسويق منتجهم حتى يتمكنوا من تطويره والإبداع فيه وإنتاج المزيد من المعروضات، خاصة بعد الأزمة التي مرت بهم خلال جائحة كورونا.
ويرى عبد الجبار أن عدد زوار المهرجان هذا العالم غير متوقع مقارنة بالظروف الاقتصادية والصحية والاجتماعية التي تمر بها المملكة؛ حيث لا يقل عدد الزوار عن 2500 زائر يوميا وسيزيد عدد الزوار على 50 ألف زائر مع نهاية المهرجان وهذا عدد كبير، ولم يأت على المهرجان منذ أعوام طويلة.
صابرين الطعيمات/ الغد
التعليقات مغلقة.