تكريم الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في نسختها الثامنة يوم 29 يناير الجاري
تشهد العاصمة القطرية الدوحة يوم 29 يناير 2023، حفل تكريم الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في نسختها الثامنة.
ويقام الحفل عقب اختتام فعاليات النسخة التاسعة من مؤتمر “الترجمة وإشكالات المثاقفة” الذي ينظمه منتدى العلاقات العربية والدولية بالدوحة، يومَي 28 و29 يناير، بمشاركة أكاديميين ومترجمين وباحثين من أنحاء العالم.
ويناقش المؤتمر على مدى يومين تُعقَد فيهما ستّ جلسات علمية، عدداً من المحاور، من بينها: الترجمة العربية-التركية، والترجمة العربية من اللغات الكازاخية والفيتنامية والرومانية والسواحلية وبهاسا إندونيسيا وإليها، وترجمة المؤلف لأعماله.. وإشكالات الترجمة الذاتية، ورواد الترجمة العربية في نصف القرن الأخير: دراسات تقييمية- تقويمية.
كما يناقش المؤتمر موضوعات تتصل بترجمة المفاهيم الفلسفية الغربية والعربية المعاصرة، وترجمة روائع الأدب العالمي إلى العربية، والحاجة إلى إعادة ترجمتها (دانتي، سرفانتس، شكسبير، دوستويفسكي، بودلير، غوته، جويس، بيكيت، حكمت، باموك)، وأخطاء المستشرقين في ترجمة التراث الفكري العربي وضرورة تصويبها، وترجمات الحديث الشريف والحاجة إلى إعادة ترجمته، وعثرات المترجمين وضرورة إيجاد هيئة علمية متخصصة لإجازة الترجمات النوعية، والترجمة وصناعة القواميس والذكاء الاصطناعي، والترجمة زمن الجوائح والأزمات والحروب.
وكانت لجنة تسيير الجائزة قد أعلنت في وقت سابق انتهاء الفرز الأولي للترشيحات التي تقدمت للجائزة، إذ تلقت إدارة الجائزة بنسسختها الثامنة لعام 2022 مشاركات من 33 دولة عربية وأجنبية، تمثل أفرادًا ومؤسسات معنية بالترجمة.
ورُشحت للجائزة في نسختها الثامنة أعمال من: مصر، والسعودية، ودولة الإمارات، والجزائر، والسودان، والصومال، والأردن، والعراق، والكويت، والمغرب، وتونس، وسلطنة عُمان، وسوريا، وفلسطين، ولبنان، وليبيا، وفرنسا، وكندا، وهولندا، ونيوزيلندا، ورومانيا، وإندونيسيا، وتنزانيا، وكازاخستان، وألمانيا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية، وإيطاليا، وتركيا، والنيجر، وجنوب إفريقيا، وإسبانيا، ودولة قطر.
وشملت الأعمال المترشحة ميادين العلوم الإنسانيَّة المختلفة، ومن بينها: الدراسات الإسلامية، والأدب، والفلسفة، والعلوم الاجتماعية، والعلوم السياسية، والتاريخ.
وبحسب د.حنان الفياض، المتحدثة الإعلامية باسم الجائزة، حلّت تركيا في المرتبة الأولى من حيث عدد الترشيحات، تليها مصر والسعودية، ثم المغرب والعراق والأردن ودولة قطر. أما الجنسيات التي تصدرت الترشيحات، فهي التركية والمصرية والسعودية والسورية والعراقية والأردنية.
وتبلغ قيمة الجائزة مليوني دولار أمريكي، واعتُمدت اللغة التركية في الموسم الثامن لغةً رئيسة ثانية، بعد الإنجليزية التي اعتُمدت لغة رئيسة أولى في جميع مواسم الجائزة. واختيرت خمس لغات جديدة في فئة الإنجاز.
وعن اختيار اللغة التركية لغةً ثانية مجدداً بعد أن سبق اختيارها في الموسم الأول للجائزة (2015)، قالت الفياض إن هذا القرار جاء في ضوء تزايد ما يصدر من ترجمات من التركية إلى العربية ومن العربية إلى التركية في السنوات الأخيرة.
وأكدت الفياض أن الترشيحات عموماً تبشّر بأن مسيرة المعرفة الإنسانية مستمرة، وبأن حركة الترجمة تمثل الميدان الحي والجسر الذي لا ينقطع بين حضارات الشعوب وثقافاتها.
وعن الدور الحيوي الذي تلعبه الجائزة، أوضحت الفياض أن هذه المبادرة التي انطلقت قبل تسع سنوات أسهمت إلى حد كبير في تحقيق المثاقفة بين الحضارات، وفي دعم حركة الترجمة بالوطن العربي وحول العالم، مشيرة إلى أن ذلك يمكن تلمّسه في ما تشهده المعاهد العلمية والأكاديمية والأوساط الثقافية من اهتمام بالترجمة، فهناك إقبال على اقتناء الكتب المترجمة الفائزة واعتمادها في التدريس والبحث العلمي، وهناك حرص متزايد من طرف المهتمين على متابعة الجائزة في كل موسم، كما أن الإحصاءات تبين ارتفاع عدد الراغبين بالمشاركة في الجائزة، وازدياد اهتمام دور النشر بترشيح الأعمال التي تراها مناسبة ضمن فئات الجائزة الثلاث الرئيسة.
وتشمل فئات الجائزة لهذا الموسم: فئة جوائز الترجمة في اللغتين الرئيستين (الكتب المفردة)، وتندرج تحتها: الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية، الترجمة من اللغة الإنجـليزية إلى اللغة العـربية، الترجمة من اللغة العــربية إلى اللغة التركية، الترجمة من اللغة التركية إلى اللغة العـربية (خُصص لهذه الفئة 800 ألف دولار، توزَّع بواقع 200 ألف دولار لكل فرع؛ 100 ألف دولار للمركز الأول، و60 ألف دولار للمركز الثاني، و40 ألف دولار للمركز الثالث)؛ وفئة الإنجـاز في اللغتين الرئيستين (الإنجليزية والتركية) التي تبلغ قيمتها 200 ألف دولار؛ وفئة جوائز الإنجاز في ترجمات اللغات المختارة (الفرعية) من العربية وإليها، وهي: الرومانية، والكازخسية، والسواحلية، وبهاسا أندونيسيا، والفيتنامية (خُصص لها مليون دولار).
وتسعى الجائزة التي انطلقت عام 2015 إلى تكريم المترجمين، وتقدير دورهم في تمتين أواصر الصداقة والتعاون بين أمم العالم وشعوبه، وتشجيع الإبداع، وترسيخ القيم السامية، وإشاعة التنوع والتعددية والانفتاح، إلى جانب تأصيل ثقافة المعرفة والحوار، ونشر الثقافة العربية والإسلامية، وتنمية التفاهم الدولي. وهي تطمح إلى تأصيل ثقافة المعرفة والحوار، ونشر الثقافة العربية والإسلامية، وتنمية التفاهم الدولي، وتشجيع عمليات المثاقفة الناضجة بين اللغة العربية وبقية لغات العالم عبر فعاليات الترجمة والتعريب.
وللجائزة مجلس أمناء يتم اختيار أعضائه من جنسيات متعددة لمدّة سنتين قابلة للتجديد، ويقوم بتقديم النصح والمشورة، والإسهام في اختيار اللغات الأجنبية المخصصة للجائزة كل عام، والمشاركة في تقويم الأداء الإداري والعلمي للجائزة.
أما إدارة شؤون الجائزة فتتولاها لجنة تسيير تشرف على أعمال الجائزة وضمان شفافيتها، والفصل بين عمليات الإدارة وبين اختيار الأعمال المرشحة وتحكيمها ومنحها الجوائز. بينما يُسنَد تحكيم الأعمال المرشحة إلى لجان تحكيم دولية مستقلة، تضم أعضاء ذوي مكانة علمية رصينة ويتسمون بالموضوعية والحيادية، يتم اختيارهم من قِبل لجنة تسيير الجائزة بالتشاور مع مجلس الأمناء. ووفقاً للفياض، يمكن زيادة أو إنقاص عدد أعضاء كل لجنة بحسب الحاجة في كل موسم، كما يمكن الاستعانة بمحكمين ذوي اختصاصات محددة لتقييم الأعمال في مجالات اختصاصاتهم.
التعليقات مغلقة.