تهدد أساسات المسجد.. 60 حفرية ينفذها الاحتلال في محيط “الأقصى”
نفذت سلطات الاحتلال الإسرائيلي في الفترة الأخيرة 60 حفرية في محيط المسجد الأقصى المبارك، بما يهدد أساساته، وذلك بهدف إحكام السيطرة عليه، في إطار سياسة تهويد القدس المحتلة، وتسهيل اقتحام المستوطنين المتطرفين لباحاته بأعداد كبيرة.
فيما، يواصل الاحتلال الإسرائيلي حصاره لمدينة نابلس، لليوم الرابع عشر على التوالي، وسط دعوات رسمية وحقوقية وشعبية لكسر الحصار المفروض عليها.
إلى ذلك، تأتي حفريات الاحتلال الإسرائيلي المتوالية أسفل المسجد الأقصى وبمحيطه، بهدف إيجاد دليل واحد لإثبات ملكيته التاريخية المزعومة “للأقصى”، والبحث عن بقايا وأدلة “الهيكل”، المزعوم، ولكن من دون فائدة، وفق المختص في شؤون القدس المحتلة، جمال عمرو.
غير أن سلطات الاحتلال لديها غايات أخرى بالنسبة للمسجد الأقصى؛ فجاء حفرها لنحو 60 حفرية في محيط المسجد في إطار مراميها لتهويده ومحاولة السيطرة عليه، وفرض واقع جديد عليه وصولا لتقسيمه زمانياً ومكانياً.
وتهدد تلك الحفريات أساسات المسجد؛ فعلى سبيل المثال القريب، سقط، في منتصف حزيران (يونيو) الماضي، حجر من الحجارة الداخلية للسور الجنوبي للمسجد الأقصى داخل التسوية المعروفة بمصلى الأقصى القديم.
ويسعى الاحتلال من خلال تلك الحفريات إلى تقديم رواية مزيفة عن ملكيته للمسجد الأقصى، مع تحريف الرواية الفلسطينية الصحيحة، ومواصلة ارتكاب الانتهاكات تجاه أبناء الشعب الفلسطيني والمقدسات الدينية، وفق الباحث المقدسي عمرو، الذي حذر بأن الاحتلال عبر عدوانه ضد الأقصى يسعى لإشعال حرب دينية في المنطقة.
وكان مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في مدينة القدس المحتلة، قد قال في بيان سابق، إن ما تُسمى “سلطة الآثار” الإسرائيلية وجمعية “إلعاد” الاستيطانية تجريان منذ فترة “حفريات مريبة وغامضة” في محيط المسجد الأقصى، خاصة من الجهتين الجنوبية والغربية، المُلاصقتين للأساس الخارجي للمسجد، في منطقتي حائط البراق والقصور الأموية.
ومن أجل تحقيق تلك المساعي؛ قامت قوات الاحتلال بتوفير الحماية الأمنية المشددة لاقتحام عشرات المستوطنين المتطرفين، أمس، المسجد الأقصى، من جهة “باب المغاربة”، وسط قيود مشددة على دخول الفلسطينيين للمسجد.
وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة بأن “مجموعات متتالية من المستوطنين اقتحموا الأقصى، ونفذوا جولات استفزازية وأدوا طقوساً تلمودية في باحاته، والمنطقة الشرقية منه، وتلقوا شروحات عن “الهيكل” المزعوم، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال”.
وانتشرت قوات الاحتلال في باحات الأقصى وعند بواباته، لتأمين الحماية الكاملة للمقتحمين، فيما واصلت عناصرها فرض قيودها على دخول المصلين للأقصى، ودققت في هوياتهم، واحتجزت بعضها عند بواباته الخارجية.
ويواصل الفلسطينيون دعواتهم لتكثيف شد الرحال والرباط في المسجد الأقصى، واستمرار التصدي لاقتحامات المستوطنين واستفزازاتهم.
بينما ما يزال الاحتلال يفرض حصاره المُشدد حول نحو 425 ألف فلسطيني في مدينة نابلس وقراها ومخيماتها، لليوم الرابع عشر على التوالي، وسط دعوات رسمية وحقوقية وشعبية فلسطينية لكسر الحصار المفروض عليها.
وأغلق الاحتلال المزيد من الشوارع والطرق في محيط نابلس، بالإضافة إلى إغلاق 8 حواجز عسكرية تحكم السيطرة على مداخل المدينة، فضلاً عن إغلاق الحواجز الرئيسية والفرعية ومنع الفلسطينيين ومركباتهم من الخروج من نابلس.
ويضطر سكان نابلس إلى سلوك طرق ترابية وعِرة في محاولة وصولهم إلى مدينتهم، عدا الانتظار طويلًا عند حواجز الاحتلال التي تتحكم في سير تحرك الفلسطينيين.
وتعتبر بلدتي بيت فوريك وبيت دجن، شرق نابلس، الأكثر تضرراً من إغلاق الحاجز الذي يعد مدخلها الوحيد بعد أن حاصرها الاستيطان من عدة جهات.
ولم تكتفِ قوات الاحتلال بالتضييق على الفلسطينيين وتعطيل أعمالهم، وإنما تطلق قنابل الصوت والغاز صوب العالقين عند حاجز بيت فوريك، كما تعمد لإغلاق الحاجز بشكل كامل ووضع مكعبات اسمنتية جديدة، في خطوة لتضييق الحصار.
وقد أطلقت لجنة المؤسسات والفعاليات والقوى الوطنية في محافظة نابلس دعوات لمواجهة الحصار المفروض على المدينة، منذ 11 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري إثر مقتل جندي إسرائيلي قرب مستوطنة “شافي شومرون” الإسرائيلية، شمال غرب المدينة، في عملية تبنتها مجموعات “عرين الأسود” الفلسطينية.
وحذرت اللجنة من أن الاحتلال يهدف من خلال الحصار لكسر وإنهاء الوجود الفلسطيني، مؤكدة أهمية مواجهة الحصار بخطوات ثابتة ومتينة كأفراد وجماعات ومؤسسات وفصائل وقوى فلسطينية.
وجاءت الدعوة بعد حملة أطلقها تجار المدينة وطلابها تحت شعار “حاصر حصارك”، لإعادة الحيوية للمدينة عبر تفعيل التعليم الوجاهي بجامعاتها ودعوة المحافظات الأخرى لمساندتها بكل الأشكال.
وكان مكتب رئيس الوزراء الفلسطيني، أعلن مؤخراً أن الحكومة قررت تشكيل وفد وزاري وإيفاده إلى محافظة نابلس للاطلاع على أحوال المدينة والقرى والبلدات المحيطة بها في ظل الحصار الإسرائيلي المفروض عليها منذ نحو أسبوعين.
ومن المقرر أن يعقد الوفد الوزاري عدة اجتماعات مع مؤسسات المحافظة وفعالياتها الوطنية “للاطلاع على احتياجات الفلسطينيين في ظل الظروف الحالية، وتوفير متطلبات تعزيز صمود أهالي المحافظة وتلبية احتياجاتهم العاجلة”، وفق ما صدر عنه.
في غضون ذلك؛ شنت قوات الاحتلال اقتحامات واسعة في الضفة الغربية، مما أدى لاندلاع المواجهات العنيفة مع الفلسطينيين الذين تصدوا لعدوانهم، ووقوع الإصابات والاعتقالات بين صفوفهم.
وشهدت عدة مناطق في محافظة جنين، تحركات مكثفة لدوريات الاحتلال قرب الجلمة وفقوعة ومداخل جنين الشرقية، فيما أطلق الشبان الفلسطينيون النار واشتبكوا مع القوة المُحتلة التي انسحبت بعد تبادل إطلاق النار.
وتزامن ذلك مع مواجهات عنيفة ألقيت خلالها زجاجات حارقة على دوريات الاحتلال خلال اقتحام مسلية، بينما شهدت بلدة الزبابدة مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وتلك القوات التي أطلقت النار مما أدى لوقوع الإصابات بين صفوف الفلسطينيين.
نادية سعد الدين / الغد
التعليقات مغلقة.