توجه للطبيب النفسي/ بروفسور حسين علي غالب
بهدوء وصمت رحل عن هذه الدنيا، في العزاء في بيت أخيه الأصغر، حيث تقام مراسم العزاء والدعاء له بالرحمة والمغفرة وتذكره، حيث كان له محبون وأصدقاء كثر، سألت أخيه بلا تردد عن سبب وفاة المغفور له، ليجيبني بأنه عاش شهرين من حالة حزن شديد، وكان يبكي لساعات مطولة ومتوترًا؛ وذلك لأن زوجته توفت بعد صراع مرير مع مرض السرطان. بعد سماع الإجابة وبلا تردد سألت سؤالا آخر، لماذا لم تأخذه إلى طبيب نفسي حتى يعالجه من صدمة زوجته الراحلة التي كانت قاسية جدا عليه..؟، ما أن انتهيت من سؤالي حتى تغيرت ملامح وجه أخيه الأصغر ويجيبني بنبرة من الغضب، أخي ليس مجنونًا حتى يذهب لطبيب نفسي. لم أرد أن أجادل الرجل ونحن في وسط المعزين الكثر، رغم أن إجابته تدل على تفكير سقيم، لكن ليس باليد حيلة وهذا هو الواقع الذي نعيشه، فالذهاب عند الطبيب النفسي يفسر تفسيرات كثيرة جميعها غير صحيحة، بل مؤذية بحق من يبحث عن علاج، والمغفور له نموذج صارخ وصادم، فلقد كان يعاني للغاية ويبكي لعدة ساعات، ولم يجد من ينتشله مما هو فيه حتى جاء موعد رحيله عن هذه الدنيا. في أغلب دول العالم تطور الطب النفسي، فبات هناك من هو متخصص بعلاج الصدمات كهجر شخص تحبه من حياتك أو وفاته، أو مختص بالطب النفسي، وعلم الاجتماع تجتمع به مع زوجتك لتحل خلافا أو مشكلة عجزتما أنتما الاثنان عن إيجاد أي حل لها، وإن لم تجدوا فحياتكم الزوجية سوف تنهار، هناك أطباء نفسيون متخصصون وما عليك إلا أن تختار أيًا منهم، حتى يساعدوك مما أنت فيه.
بروفسور حسين علي غالب بابان أكاديمي وكاتب مقيم في بريطانيا
التعليقات مغلقة.