توسع الانتقادات الدولية لسلوك حكومة الاحتلال المتطرفة
توسعت أصداء الانتقادات الدولية لسلوك حكومة الاحتلال الإسرائيلي المتطرّف، والتي باتت مُلاحقة بضغوط المطالبة بضبط تصرفات وزرائها اليمينيين، ووقف التوسّع الاستيطاني، وإحلال التهدئة في الضفة الغربية، وسط دعوات فلسطينية لاتخاذ اجراءات فاعلة ضد انتهاكات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني أبعد من مجرد الإدانة.
وفي خطوة لافتة؛ دعا آلاف الأميركيين لاتخاذ بلادهم إجراءات حازمة ضد وزير المالية الإسرائيلي، “بتسلئيل سموتريتش”، من دخول الولايات المتحدة الأميركية وإلغاء تأشيرة دخوله، وذلك على خلفية تصريحه الأخير الذي طالب فيه بحرق “حوارة”، بنابلس، مع سكانها الفلسطينيين.
وطالب أكثر من خمسة آلاف أميركي وقعوا على عريضة، بمنع “سموتريتش”، من دخول الولايات المتحدة الأميركية وإلغاء تأشيرة دخوله، داعين وزارة الخارجية الأميركية باتخاذ خطوات أبعد من مجرد إدانة تصريحات “سموتريتش” بتنفيذ الإبادة الجماعية للفلسطينيين.
وأشارت إلى قيام مستوطنين بهجمات منظمة على البلدات والقرى الفلسطينية، ونشر الرعب واحراق المنازل في حوارة، وبورين، وزعترة الفلسطينية.
وقالت العريضة، أنه “لم يمض سوى أسبوع على ارتكاب قوات الاحتلال الإسرائيلي مذبحة في نابلس، التي راح ضحيتها 11 فلسطينياً، وجرح أكثر من 100 في وضح النهار، ليخرج “سموتريتش” بالتحريض على محو قرية “حوارة” الفلسطينية.
وعلى نفس السياق؛ أفادت “القناة 12 الإسرائيلية”، نقلاً عن مسؤول سياسي إسرائيلي كبير لم تسّمه، بأن “سموتريتش” بات يعتبر شخصية غير مرغوب فيها لدى الإدارة الأميركية، خاصة بعد تصريحه الأخير، حيث لن يلتقي أي مسؤول أميركي رسمي به، وفق قولها.
جاء ذلك بالتزامن مع دعوة ست دول أوروبية، أمس، حكومة الاحتلال للتراجع عن قرار بناء 7 آلاف وحدة استيطانية في الضفة الغربية المحتلة.
وقالت، كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وبولندا وإسبانيا، في بيانٍ مشترك: “نحث الحكومة الإسرائيلية على التراجع عن قرارها بالمضي قدماً في بناء أكثر من سبعة آلاف وحدة استيطانية في أنحاء الضفة الغربية المحتلة وتقنين مواقع استيطانية”.
وأبدت تلك الدول قلقًا إزاء تصاعد العنف في الأراضي الفلسطينية المحتلة، معربة عن استيائها من قرار سلطات الاحتلال، مؤخراً، المصادقة على بناء 7000 وحدة استيطانية في مستوطنات وبؤر غير شرعية، من خلال ضم بعض البؤر إلى مستوطنات.
في حين نددت “منظمة العفو الدولية” بقرار محكمة الاحتلال في القدس بإطلاق سراح المستوطنين المحتجزين والمشتبه بهم في الانتهاكات ضد الدمار والحرائق والهجمات التي نفذوها بحق المدن الفلسطينية، قائلة إنها تنتهك القانون الدولي.
وقد شهدت بلدة حوارة، جنوبي مدينة نابلس، وعدد من القرى في محيط المدينة، الأحد الماضي، هجمات غير مسبوقة من قبل المستوطنين المتطرفين، أسفرت عن استشهاد فلسطيني وإصابة العشرات، وإحراق وتدمير عشرات المنازل والسيارات.
من جانبه؛ رحب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، بردود الفعل الدولية على تصريحات “سموتريتش” الأخيرة، والتي دعا فيها إلى تدمير بلدة حوارة.
وقال الشيخ، في تغريدة عبر “تويتر”، “نرحب بردود الفعل الدولية على تصريحات الارهابي سموتريتش ونطالب ارتقاء الأقوال إلى افعال، وذلك بالحماية الدولية للشعب الفلسطيني من بطش الاحتلال والمستوطنين”، وفق تعبيره.
وطالب الشيخ بتطبيق قرارات الشرعية الدولية واجبار حكومة الاحتلال على “وقف اجراءاتها العدوانية المتواصلة بالاقتحامات والاستيطان والقتل وغيرها”.
بدوره، قال الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي، إن المستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية أصبحوا يشكلون قوة إرهاب تتحكم في الحكومة الصهيونية، مشيراً إلى أن تصريحات “سموتريتش” فضحت طبيعة حكومة الاحتلال العنصرية المتطرفة.
في حين أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس، عن إصابة مستوطن بعملية إطلاق نار نُفذت الليلة الماضية شرقي مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة.
نادية سعد الدين/ الغد
التعليقات مغلقة.