توقف المسارات السياحية في جرش يعصف بمصادر دخل مئات العاملين
وأقام العاملون في المسارات السياحية مشاريع سياحية حديثة منظمة ومتطورة، منها استراحات وأكواخ وشاليهات تتناسب مع هذا النمط السياحي في مختلف الفصول وتتناسب مع التغير المناخي في المنطقة، إلا أن هذه المشاريع تحولت إلى أماكن مهجورة تماما.
كما كان العديد العائلات تعول على زوار المسارات السياحية من خلال إعداد قوائم الطعام واستقبال الزوار وإقامة البازارات وتوفير مواقع مبيت مناسبة للزوار وتشغيل أياد عاملة في هذه المواقع الموزعة على امتداد المسارات السياحية، فضلا عن أن هناك من العاملين في سياحة المسارات من قام ببناء أكواخ في الجبال وتوفير مواقع مبيت مناسبة وقاعات بين الغابات في أجواء بيئية مناسبة تناسب الزوار في كل الفصول.
ولا يقل عدد العاملين في المسارات عن 150 عاملا وعاملة أغلبهم أرباب أسر وشباب متعطلون عن العمل يعتاشون من العمل مع الأفواج السياحية في المسارات وسياحة المغامرات والسياحة البيئية، التي عادة ما تكون نشطة في مثل هذا الوقت من العام، إلا أن تعطل عمل المسارات السياحية في محافظة جرش هذا العام، حرم أبناء المحافظة من الاستفادة من أحد أهم المشاريع السياحية، فيما تتواصل المطالبات بضرورة الإسراع بتشغيلها وإدراك ما تبقى من الموسم الذي اقترب من نهاية ذروته.
ويوضح عاملون في المسارات من جمعيات خيرية وتعاونية ومتطوعين، أن عمل المسارات متوقف منذ بدء العدوان الصهيوني على غزة، لا سيما أن قطاع السياحة من أكثر القطاعات تضررا بسبب الظروف السياسية والاقتصادية التي تمر بها المنطقة، مما حرمهم من الاستفادة من مشاريع جُهِزت تحديدا لزوار المسارات السياحية وسياحة المغامرات والسياحة البيئية.
من جهته، قال رئيس جمعية الأرض والإنسان غسان العياصرة، “إن المسارات السياحية كانت توفر عملا للمتعطلين من خلال المسير مع الأفواج السياحية وتعريفهم بالمواقع السياحية والمرور بهم عبر غابات واسعة الامتداد وتقديم كافة الخدمات التي يحتاجها الزوار في كل المواقع”.
وأضاف، “أن من العاملين في قطاع السياحة من أقام مشاريع داخل الغابات تتناسب مع الزوار مثل مشاريع الأكواخ والاستراحات والمطابخ الإنتاجية والبازارات الدائمة والتي أغلقت جميعها وتحول العاملون فيها من منتجين إلى متعطلين عن العمل بسبب الظروف السياسية التي مرت بها المنطقة وتسببت في تعطل قطاع السياحة”.
ووفق العياصرة، “فإن هذه المشاريع تعتمد على عمل المسارات التي تراجع العمل فيها تدريجيا رغم أهمية محافظة جرش وأهمية المسارات الشاملة فيها والتي تروج للمنطقة سياحيا وتعمل على تنشيط عمل بيوت الضيافة كذلك وعددها بالمئات في محافظة جرش، وقد تحولت العديد من المزارع إلى مزارع سياحية وبيوت ضيافة توفر فرص عمل وتنشط عمل المجتمع المحلي”.
أما الدليل السياحي أنس العياصرة، فيقول “إن المسارات السياحية من أهم الأنماط السياحية الحديثة التي تعطلت بسبب ضعف وتراجع الحركة السياحية في المنطقة، وبذلك تحولت الأسر العاملة في المسارات من أسر منتجة إلى أسر متعطلة عن العمل رغم أنهم مدربون ومؤهلون للعمل فيها وقاموا بالتجهيز لتقديم كافة أنواع الخدمة والضيافة التي يحتاجها الزائر في المسارات”.
وأكد، “أن الأدلاء السياحيين العاملين في محافظة جرش قادرون ومؤهلون ومدربون للمسير عبر المسارات السياحية وإدخال الزوار إلى المسارات في حال تم الترويج لها وكانت جاهزة للعمل في مختلف الفصول، أسوة بالمواقع السياحية الحديثة في محافظة عجلون التي استقطبت الزوار من مختلف دول العالم وغيرت الأنماط السياحية فيها وطورتها، ومحافظة جرش لا تقل أهمية عنها في الميزات السياحية”.
وبين العياصرة، “أن المسارات توفر فرص عمل لفريق متكامل لا يقل عن 100 شخص ما بين دليل سياحي وجمعية ومتطوعين وأندية شبابية وجمعيات خيرية وتعاونية”.
يشار إلى أن محافظة جرش فعلت مسارين شاملين قبل عامين، وهما مسار وادي السنديان المعروف بـ”ريف جرش”، ومسار غابات دبين، فيما تم تأجيل تفعيل مسار وادي الذهب للعام المقبل، وهي مسارات شاملة لمختلف المواقع السياحية المنتشرة في قرى وبلدات جرش.
بدوره، قال مصدر مطلع في سياحة جرش، إن المسارات جميعها جاهزة وقد تم تطويرها وتحديثها هذا العام، كما تم تنظيفها وتحديد مواقع الدخول والخروج منها، إلا أن ضعف الحركة السياحية انعكس على قطاع السياحة بشكل عام ومن بينها المسارات السياحية كذلك.
وأضاف، أن مديرية السياحة خصصت سنويا مبالغ مالية لغاية تطوير وتحديث وتنظيم عمل المسارات السياحية في جرش التي تعد جزءا من المنظومة السياحية المتكاملة في المحافظة، خصوصا أن المسارات السياحية توفر فرص عمل لأبناء المجتمعات المحلية وتدمجهم بالعمل في القطاع السياحي بشكل مباشر وتنعش عمل الجمعيات الخيرية والتعاونية والهيئات التي تعمل مع السياح، ودمج السياحة بالمسارات يساهم في توفير فرص عمل إضافية لمختلف العاملين فيها في حال تعافي السياحة مجددا.